لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رسائل ''مرسي'' من السجن.. ''صمود'' للمؤيدين و''أي كلام'' عند المعارضة

03:58 م الإثنين 05 يناير 2015

الرئيس السابق محمد مرسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

يمكن لمن سمع كلماته الموجهة للجماهير، أن يظنه موجودا بينهم، يحدثهم بما يدور في نفسه، تختلف رسائله بين الاستياء، الثقة العارمة بالنفس، التهنئة، والمطالب؛ يتعامل المواطنون مع خطابات الرئيس السابق، محمد مرسي، والتي يبثها من السجن، بشكل متفاوت، فمعارضي حكم الإخوان المسلمين، يرون أن كلماته، ما هي إلا هراء، على عكس المؤيدين الذين يعتقدون أنها رسائل الصمود، التي تشد من أزرهم.

لا تستطيع فاطمة حامد، أحد مؤيدي ''مرسي''، سوى أن ترحب بالرسائل، أيًا كان فحواها، إذ قالت: ''هو بيعمل اللي بيقدر عليه.. كتر خيره إنه وهو جوه السجن بيحاول يوصل للي برة''، تتوقع ''حامد'' في أغلب الأحيان الرسائل قبل بثها، فالرئيس السابق يبثها في مناسبات، كرأس السنة الهجرية، عيد الفطر وغيرها، إلا أن محمد أبو عويشة لا يعبأ بها ''بتابع اللي بيتقال عن الرسايل على فيس بوك.. بس ببقى حاسس إن مرسي بيكلم نفسه''.

''كل سنة وحضراتكم طيبين والشعب المصري طيب بمناسبة ذكرى ميلاد النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وذكرى ميلاد المسيح، عليه السلام''، كانت تلك الرسالة هي الأخيرة من قبل ''مرسي''، في جلسة قضية اتهامه و35 شخص بالتخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات جهادية، بغية الإعداد لعمليات إرهابية، معبرًا فيها عن غضب لعدم استجابة الداخلية له بعد أن طلب أوراقا وأقلاما للكتابة.

إن التواصل مع الجماهير من قبل الرؤساء الذين خرجوا من السلطة لأي سبب، أمر نادر في تاريخ مصر، على حد تعبير الكاتب الصحفي، صلاح عيسى، فالملوك لم يتسن لأحدهم التواصل مع الجماهير، فمثلا الملك إسماعيل عقب عزله ظل منفيا بالأستانة حتى مات، ورغم وجود موالين له داخل القصر، لكنهم لم يستطيعوا مساعدته حال خروجه من الحكم، الملك فاروق كذلك استخدم بعض الصحف الأجنبية عقب خروجه من الحكم، كمنبر عارض فيه الثورة، لكنه لم يصل للمصريين كما كان يعتقد.

بعينيها لاحظت ''حامد'' أثر رسائل ''مرسي'' على المؤيدين، فعلى حد قولها أمهات المحبوسين أو الشهداء تساعدهم الرسائل في استمرار الأمل بنفوسهم ولو كان ضئيلا ''الرسالة بقيمتها المعنوية مش المادية.. هو مش هيقدر يساعدنا على الأرض لكنه بيثبتنا بكلامه.. وهو دة حال أي رئيس مختطف''، تتيقن الفتاة المؤيدة أن التظاهرات في الشارع قد تنتهي بمجرد إعلان ''مرسي'' تنازله عن ''شرعيته'' في الحكم، غير أن استمراره في التوجه إلى الناس يؤجج ثورتهم بالتبعية.

السخرية هي رد فعل ''أبو عويشة'' على رسائل مرسي، يصف جماعة الإخوان المسلمين بـ''السرية''، قائلا: ''هو بيتعامل على إنه مظلوم.. مع إنه حكم مصر ومعرفش يعمل حاجة.. وبيكلم قلة في المجتمع''، مع ذلك يظن أن التحريض قد يأتي كنتاج لهذه الكلمات، من خلال ما يطلق عليها ''الرسائل المشفرة''.

الملك عباس حلمي الثاني كان ذو ظهير شعبي لحد كبير عمن سبقوه، حيث تم خلعه من الحكم على يد الإنجليز المحتلين، ما جعله في الكفة الوطنية، حتى أن المصريين هتفوا باسمه قائلين: ''الله حي.. عباس جي''، كما أضاف ''عيسى''، على الجهة الأخرى فإن اللواء محمد نجيب، حين تم عزله من الحكم لم يتواصل مع المواطنين، طوال 18 عام قضاها في الإقامة الجبرية، وعندما اُفرج عنه، لم يصدر سوى مذكرة، وأضاف ''عيسى'' أن رئيس الوزراء، مصطفى النحاس، كان من أكثر الشخصيات التي اعتمدت على ظهيرها الشعبي عقب خروجه من السلطة، ففي المرات التي لم يكن فيها رئيسا لحزب الوفد أو الوزارة، تعمّد الذهاب إلى المساجد الضخمة بصلاة الجمعة، حيث يجتمع حوله المريدون، يهتفون بحياته، ولم تخفت شعبية ''النحاس'' إلا عقب بزوغ نجم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

يرى أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، أن رسائل ''مرسي'' ليست أمرا غريبا، ففي ظل حالة الارتباك غير المفهومة في المشهد السياسي، لا يمكن استبعاد أي شيء، مضيفا أن هذه الرسائل معرفة أثرها يختلف من شخص لآخر، فحتى فئة المؤيدين لا يمكن تقسيمها بشكل واضح، لكن بشكل عام، هذه الرسائل من شأنها زيادة نبرة الأمل والقوة عند مؤيدي ''مرسي'' في بقاءه ولو داخل السجن أو كأنه يقول لهم ''نحن هنا.. مكملين''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: