من 28 يناير2011 إلى 2015: ''تبات نار تصبح غضب''
كتبت - دعاء الفولي:
خرجت التظاهرات عقب صلاة الجمعة يحفها التوتر، الحذر سيد الموقف، ''الشعب يريد إسقاط النظام'' كان الهتاف الأول، مدفوعين بقوى سحرية ردد المحتجون، لحظات فاصلة قبل أن تهجم الشرطة بالغاز المسيل للدموع، الخرطوش والرصاص الحي، زاد الغضب لدى الشباب، لم ينتهى اليوم بخير، انسحبت القوات ونزل الجيش، تم إحراق الكثير من أقسام الشرطة، المحلات، والفنادق. صار الوضع وبالا. ظل اسم ''جمعة الغضب'' راسخا، يستدعي معه للأذهان إصرار المتظاهرين على إثبات أن الغضب يأكل الجميع، وفي الأعوام الأربعة التي تلت الثورة بقي جزء من غضب 28 يناير 2011 في النفوس، يظهر في بعض الأحداث بوضوح ويتواجد ضمنيا في أخرى.
مشاهد من جمعة الغضب..اضغط هنا
تكثر الوقائع التي أدت للصدع بين وزارة الداخلية وشباب المتظاهرين، عام 2011 يشهد منها حدث شارع ''محمد محمود'' 19 نوفمبر، ما أدى لمقتل أكثر من 90 شخص وإصابة العشرات، واعتبره البعض امتدادا لثورة يناير، وهناك اعتصام مجلس الوزراء منتصف ديسمبر، والذي شهد سحل فتاة مصرية، بالإضافة إلى ذكرى ''محمد محمود'' الثانية 2012، ورغم أن مجزرة بورسعيد فبراير 2012، قد خلفت 72 ضحية، إلا أن الغضب جاء في الوقائع المرتبطة بذكراها، كما حدث في 26 يناير 2013.
كانت مدينة بورسعيد تعوم فوق نهر من الترقب قبيل 26 يناير، وهو اليوم الذي حُكم فيه على عدد من أبناء المحافظة بالإعدام على إثر أحداث الاستاد، فخرج متظاهرون اعتراضا على الأحكام التي رأوها ''ظالمة''، كان رد فعل الشرطة عنيفا، الرصاص الحي يتطاير حول سجن بور سعيد العمومي كزخات المطر، سقط 53 قتيل جراء الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين، وتم فرض حظر التجوال على المحافظة، لكن غضب أهالي القتلى لم يعبأ بقرار الحكومة، فخرجوا يشيعون أبناءهم في 27 يناير، ويهتفون ضد الشرطة التي اعترضتهم أثناء الجنازات، وأطلقت قنابل الغاز لتفريقهم.
إطلاق قنابل الغاز على جنازة شهداء اشتباكات ببورسعيد .. اضغط هنا
لم تخل محافظة السويس كذلك من أحداث عصيبة، ففي 25 يناير 2013، خرج متظاهرون ضد حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وكالعادة انتهى الأمر بمقتل 11 شخص، إلا أن مديرية أمن السويس أصدرت بيانا عقب ذلك بيومين؛ لتؤكد أن هناك عناصر مخربة اندست وسط المتظاهرين، وحاولت إيذاء رجال الأمن المنوط بهم حماية مبنى محافظة السويس، وأصابت 68 عنصر أمني، وألقت المولوتوف على ديوان عام المحافظة.
الغضب يتجدد كل عام بشكل مختلف. ذكرى يناير 2014 لم تكن سعيدة أيضا؛ فسقط 103 قتيل في اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، في خمس محافظات، على رأسهم القاهرة والجيزة، وبينما تحدث الإعلام قبيل الذكرى الرابعة لثورة يناير 2015 عن احتفاء المصريين بها، سقطت شيماء الصباغ عضوة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، قتيلة، أثناء وقفة نظمها الحزب بالقرب من نصب الشهداء، فتزايدت حالة الغضب في جنازتها التي انطلقت من الإسكندرية، حيث مسكنها، ورفع أصدقاؤها شعارات تندد بعدم اكتمال مطالب الثورة.
شاهد تشييع جنازة شيماء الصباغ بالاسكندرية
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: