لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''لا مدرسة للأطفال''.. التعليم المصري والألماني في 33 دقيقة

02:35 م الإثنين 29 سبتمبر 2014

لا مدرسة للأطفال.. التعليم المصري والألماني في 33

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- دعاء الفولي:

أرض الفصل تظهر بوضوح في الكادر، أوراق الامتحانات والاستذكار تُلقى بشكل غير منتظم بينما تعلو في الخلفية، أصوات الطلاب المتداخلة. طفلتان لكل منهما حياة مختلفة، الأولى ''ليزا'' تعيش بألمانيا، الثانية ''ياسمين'' القاطنة بمصر، لم يريا بعضهما مسبقا، غير أن ما جمعهما كان فيلما وثائقيا يُسمى ''لا مدرسة للأطفال'' قامت بإخراجه ''عزة جرجس'' و''ريبيكا كورانج'' في إطار مشروع يتبع معهد جوتة الألماني.

الفكرة الرئيس للفيلم تقوم على قضاء يوم مع طفلة مصرية وآخر مع طفلة ألمانية ''كنا بنفكر نعمل حاجة عن التعليم لكن برة الصندوق'' على حد قول ''عزة''، لذا كانت الطفلتان هما بطلتا الفيلم المعروض في 33 دقيقة.

منبه أحمر اللون، يدق في الثامنة إلا الثلث صباحا، تستيقظ ''ياسمين''، تتوضأ لتصلي، لا تتناول إفطارها، فالأم تُحضر لها بعض الشطائر، تنتقل الكاميرا إلى الجانب الآخر من العالم؛ ''ليزا'' تجلس أمام طاولة بالمطبخ، تتناول الحبوب، ترتدي الملابس، تخرج من منزلها الذي تعيش به مع الوالدة فقط بعد انفصال أبويها، سلسلة من المفاتيح تمتلكها الطفلة الألمانية لتتحرك بها، تُغلق باب الشقة جيدا قبل الانطلاق، بينما تقف ''ياسمين'' وأختها الصغيرة تودعان الوالدة التي تتابعهما بعيناها.

كل من ''ياسمين وليزا'' بالصف السادس الابتدائي، حرص القائمون على الفيلم أن يتم اختيار الطفلتين بمستوى اجتماعي متقارب، فالمصرية تسكن بمنطقة كوبري القبة وتتعلم بأحد المدارس التجريبية، وكذلك الألمانية تعيش بمنطقة متوسطة الحال وتذهب لمدرسة حكومية، اختيار الفتاتين جاء بالبحث الشخصي ''كنا بنسأل الناس اللي نعرفهم عن طفلة بالمواصفات دي لحد ما لقينا''، قالت ''عزة''.

لازالت الكاميرا تعايش الوضع هنا وهناك، تحصل على ردود أفعال الطلبة المصريين ومشاكلهم الدراسية ''المدرس مش بيشرح''، قال أحدهم بمدرسة ياسمين، زميلته أيضا بدا عليها الاستياء من بعض المعلمات ''بتبقى عايزة تستفزنا عشان نغلط''، أحد الفتيات الألمانيات استضافها فريق الفيلم لأنها تعلمت في مصر، لكنها أقرت أن النظام الألماني أفضل، بينما قال ''كمال مغيث'' الخبير التربوي _وهو أحد الضيوف_ إن التعليم المصري قائم على الحفظ والتسميع فقط.

لم يقتصر الأمر على قضاء اليوم مع الطفلتين، فالهدف الثاني كان إبراز كيفية تعاطيهما مع الدراسة ''لقينا إن الطفلتين مبيحبوش المدرسة بشكل كبير زي النشاطات اللي بيعملوها بجانب الدراسة''، عقب انتهاء ساعات التعليم تصطحب الوالدة ياسمين ''بنام ساعتين وأقوم أعمل الواجب وأخلص الدروس''، ذلك هو نظامها اليومي، تقضي ما بين الأربع والسبع ساعات في الاستذكار، حتى وقت النوم في الثانية عشر مساءً ''مفيش وقت للترفيه خالص.. البنت صوابعها تعبت من كتر الكتابة''، قال الأب، لا تتذمر الوالدة من ازدحام دروس طفلتها، تساعدها على قضاء واجبات المدرسة ''بكتب لها الواجب بتاع الفصل وأسيبها تعمل واجب الدرس عشان تلحق تنام''، الأنشطة التي تحبها ياسمين تتنوع بين سماع الموسيقى والرسم في أوقات الفراغ البسيطة.

أشياء جديدة تعلمتها ''عزة'' حال التصوير الذي استغرق حوالي شهرين، من حركات الكاميرا إلى الانفتاح على ثقافة لم تكن تعرفها من قبل ''رجعت من ألمانيا حاسة إني عندي القوة إني أغير''، رغم ذلك فالإحباط سيطر عليها بعد انتهاء العمل ''فرق كبير بين نظامي التعليم''، تشعر أن ذلك ينعكس على شخصة الطفل في النهاية بعد أن يكبر ''لاحظت الفرق بيني وبين ريبيكا في التفكير واتعلمت منها الانطلاق''.

مع أصدقائها تسير ''ليزا''، يتضاحكن أثناء الذهاب إلى صالة الرقص عقب انتهاء اليوم الدراسي، ترتاح الفتاة الألمانية للمكان، يمثل لها خروج عن المألوف.

''احنا بنعلم الأطفال الفن بمعناه الواسع''، قال أحد القائمين على مشروع ''أرت اللوا''، وهو مركز فني يهدف لتنمية الإبداع لدى الأطفال المصريين، يبدو المشروع نقطة نور صغيرة للأطفال المُتعبين من أعباء الدراسة، يقدم لهم المكان الفرصة للرقص والغناء والرسم.

سلك شائك تلتقطه آلات التصوير، يقول طالب بمدرسة الفتاة المصرية إن أكثر ما يخيفه هو وقوف الطلاب الأكبر سنا على الباب بأسلحة، يعاني من عدم شرح المدرس في الفصل، ياسمين تتحدث عن مدرستها قائلة ''نفسي يحصل فيها أي حاجة عشان مروحش''، الزي المدرسي الثابت يولد لديها شعور بالملل، عكس ليزا التي لا تلتزم بملابس معينة، بين الطفلتين ليست المدرسة هي المفضلة دائما، هذا ما يحاول آل الفيلم الحديث عنه؛ من خلال جُمل تظهر على شاشة العرض بين حين وآخر، منها ''التعليم هو ما يتبقى بعد انتهاء المدرسة''، مؤكدين أن الأنظمة التعليمية المُرهقة نفسيا للأطفال لا تُنتج مواطنين صالحين دائما.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: