لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''إبراهيم''.. ''ظلام متقطع'' أسوأ من ''عمى دائم''

03:03 م الأحد 21 سبتمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - يسرا سلامة:

في وسط الزحام، عكازه المعدني رفيقه الوحيد، يهتدي به إلي طريقه من الجامعة وإلي المنزل، ''إبراهيم محسوب'' طالب بكلية الآداب بقسم التاريخ، قدر الله له الظلام رفيقًا لكن ذلك لم يمنعه من البحث عن النور في العلم وفي العمل وفي القراءة الدائمة والاطلاع الواسع، لكن انقطاع التيار الكهربي المتكرر كان منغصًا عليه.

البعض من زملائه يعتقد أن فقدانه لبصره لن يجعله يتأثر بانقطاع الكهرباء، لكن للأمر حكاية، فالطالب الذي يدرس التاريخ عشق الكمبيوتر منذ صغره، وتعلم في بحوره منذ أن عرفه، حتى علم نفسه بنفسه ليتملك من فنونه، ويصبح مبرمج للحاسبات في شركة كبري، ويتعلم من اللغة الانجليزية منه من أصدقاء له في الخارج، ويكون السبيل له لمزيد من العلم، يفسد عليه الأمر انقطاع الكهرباء.

خمس مرات علي الأكثر ينقطع التيار في منزل ''إبراهيم'' بمنطقة حلوان، يعرف الأمر من سكوت الحاسب الآلي الذي يعمل عليه طوال بقائه في المنزل، ''لو الكهرباء قطعت والكمبيوتر مش شغال ولا هيفرق معايا'' يقول ''إبراهيم'' أن انقطاع الكهرباء يغضب كل من والدته وإخوته، كما يحدث له تمامًا ''كل واحد بيزعل على اللي يخصه''.

''مفيش كهرباء.. مفيش انترنت.. مفيش شغل'' هكذا عدد ''إبراهيم'' تعطله إثر انقطاع الكهرباء، يقول الشاب العشريني إن الأمر زاد عن حده في الفترة الأخيرة، لكن الازمة في رأيه تحتاج إلي تصعيد من الناس ''لو نرخم عليهم في دفع الفواتير، مش هيفكروا يقطعوا علينا''، مرجعًا الأمر إلى السلبية التي تنتاب الناس، يدلل مبرمج الكمبيوتر على ذلك بمثال ''الكهرباء زي اللحمة لما تغلى لو الناس بطلت تشتريها هترخص، كذلك لو قرية قررت الامتناع عن دفع الفواتير، الكهرباء مش هتقطع''.

''خارج المنزل'' هي وجهة الشاب الكفيف وقتما يحل الظلام ضيفًا، يجد في ساعات الانقطاع فرصة من أجل التنزه على الكورنيش مع أصدقائه، أو حتى منفردًا بواسطة عصاه، يقول بإنجليزيته التي تتوسط حديثه ''من الأفضل أن تعتمد علي نفسك''، رافضًا أن يعوقه وجود شخص معه للتنزه أو الخروج.

لكن الظلام الدائم الذي يعيش فيه ''إبراهيم'' لم يمنعه من التفكير في حل للظلام المتقطع، حيث فكر الشاب في شراء مولد للكهرباء، لكن غلاء سعره حال دون تنفيذ الأمر، علاوة على صوته العالي المزعج الذي لا يتلاءم وصمته المحبب الي قلبه أثناء العمل.

حكاوي الناس مع ''الضلمة وسنينها'' (ملف خاص)

لمتابعو باقي الموضوعات:

''محول'' مصري الصنع.. آخر المحاولات الشبابية لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية

موظفون على ''خط'' النار.. والسبب شكاوى ''النور''

مصراوي يسأل: لما بتشوف مؤشر الاحمال بتعمل ايه؟

سكان ''بطن البقرة''.. الحياة تحت رحمة ''وصلة كهربا''

الشموع والكشافات الكهربية.. ''رزق الظلام''

يوميات حُراس أبراج الكهرباء.. مواطنون على أرض المغامرة

جيران ''قسم الطالبية'' خارج دائرة ''تخفيف الأحمال''

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: