طريق ''التنين البمبي'' من الاتهام إلى إخلاء السبيل
كتب - محمد مهدي:
صيحات النصر، دموع الفرحة، ابتسامات هَجرت أصحابها عادت من جديد، ردود فعل ملأت جنبات قاعة المحكمة في معهد أمناء الشرطة، عقب إعلان محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيل علاء وآخرين بكفالة قدرها 5 آلاف جنيه، ليعود ''التنين البمبي'' - كما يطلق عليه أصدقائه - مرة أخرى من وراء الأسوار، بعد أشهر قضاها بين النيابة والمحكمة والسجن نستعرضها خلال التقرير التالي.
أول الغيث
في مساء 26 نوفمبر من العام الماضي، اصطف أعضاء حركة ''لا للمحاكمات العسكرية'' أمام مجلس الشورى وعدد من النشطاء السياسيين، في وقفة احتجاجية ضد قانون التظاهر وإقرار لجنة الخمسين - حينذاك - لمادة المحاكمات العسكرية في دستور 2013.
قامت قوات الشرطة بفض الوقفة، وتم إلقاء القبض على 72 شخصا - بحسب بيان لمؤسسة حرية الفكر والتعبير - تم عرض 26 منهم أمام نيابة قصر النيل والإفراج عن الآخرين.
اليوم التالي، شهد قرار نيابة قصر النيل بضبط وإحضار علاء عبد الفتاح بتهمة التحريض على التظاهر أمام مجلس الشورى، وتم ضبطه من قِبل قوات الأمن بداخل منزله بالجيزة في 28 نوفمبر.
النيابة
بدأت نيابة قصر النيل في 29 نوفمبر التحقيق مع ''علاء عبدالفتاح'' بتهمة التحريض على التظاهر أمام مجلس الشورى ومخالفة قانون التظاهر والاعتداء على قوات الأمن وقررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق معه.
بعد تجديد حبسه مرة لـ 15 يومًا، أمرت النيابة بإحالة علاء عبدالفتاح و24 آخرين من المتهمين إلى محكمة الجنايات، لتبدأ جولة جديدة داخل السجون.
إخلاء سبيل
عُقدت أولى جلسات محاكمة علاء عبدالفتاح و24 أخريين، أمام محكمة جنايات القاهرة، في 23 مارس 2014، بمعهد أمناء الشرطة بطرة، وتم تأجيلها لجلسة 6 إبريل مع إخلاء سبيله بكفالة 10 آلاف جنيه.
مرة أخرى تؤجل محاكمة علاء إلى جلسة جديدة في 10 مايو لتمكين المتهمين من اتخاذ إجراءات رد المحكمة، ثم قررت في الجلسة الرابعة وقف محاكمته لحين الفصل في طلبه.
شهور تمضي، ينتظر علاء نهاية لهذا الطريق، قبل أن يتلقى رفض محكمة استئناف القاهرة في 25 مايو، لطلبه وزملائه من المتهمين برد هيئة المحاكمة.
تأجيل جديد-لجلسة 11 يونيو- ينضم لسلسلة التأجيلات التي تقف بين علاء وبين الحُكم في الاتهامات المنسوبة إليه، بسبب غياب القاضي عن نظر الجلسة بسبب مرضه.
الحُكم غيابيا
في صباح 11 يونيو توجه علاء مع صديقه محمد النوبي، إلى معهد أمناء الشرطة بطرة لحضور جلسة محاكمته، في انتظار سماح القاضي بدخولهما-بحسب رواية شقيقته منى سيف- إلا أنه تم الحكم غيابيا عليهما و24 آخريين بالسجن 15 عاما وتغريمهم مبلغ 100 ألف جنيه، ووضعهم تحت المراقبة لمدة 5 سنوات.
تم إلقاء القبض على علاء عبدالفتاح من أمام معهد أمناء الشرطة بطرة، ليعود مرة أخرى إلى السجن.
إعادة المحاكمة
شوطا جديدا خاضه علاء بين أروقة المحاكم في محاولة للخلاص من كابوس السجن، فتم تحديد جلسة 22 يوليو لإعادة إجراءات محاكمته و25 آخريين، لاستئناف الحكم الصادر ضدهم بالسجن 15 سنة.
مرتان تم تأجيل نظر إعادة محاكمة المتهمين في قضية أحداث مجلس الشورى، الأولى في 22 يوليو، والثانية في 6 أغسطس.
الكابوس
تَعرض المحامي الحقوقي أحمد سيف الإسلام إلى وعكة صحية، ذهب على إثرها علاء إلى المستشفى لزيارة والده للاطمئنان على صحته في 17 أغسطس-بقرار من اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية- قضى ساعات برفقة والده الذي يرقد في الغرفة عناية المركز، ثم عاد إلى السجن بقرار خطير.. الإضراب عن الطعام.
القَدر كان يحمل المزيد من الألم لعلاء، فَقد والده، خَسر سنده وُمعلمه ورفيق دربه، بينما يقبع في محبسه الذي خرج منه مؤقتا، بموافقة من وزارة الداخلية، لحضور مراسم دفن والده في 28 أغسطس.
ظهر علاء متماسكا برغم الحزن، تنفلت منه دموعه أحيانا، ثم شَكر الحضور وصاح فيهم ''أبويا مات شهيد وانتوا عارفين مين اللي قتلوه''، وبدى أفضل حالا أثناء الجنازة.
الأمعاء الخاوية
استكمل علاء طريقه الشائك خلال محاكمته، بمعركة الأمعاء الخاوية، مصمما على استمراره في إضرابه عن الطعام، وفي جلسة محاكمته في 10 سبتمبر الماضي تم الاستماع للشهود وعرض عدد من الفيديوهات خاصة بالقضية، وفيديو آخر خاص بعلاء وزوجته، اعترض الدفاع على عرضه، وتم تأجيل المحاكمة إلى جلسة 15 سبتمبر.
الليلة-بعد قرار المحكمة بإخلاء سبيله-، يتنفس علاء الحرية من جديد، يتدثر بأحضان أسرته، يضم ابنه-خالد- حتى الصباح، يطمئن على أحبابه، ويودع السجن إلى حين.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: