لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''مصراوي'' يتفقد آثار تعذيب الأطفال داخل جمعية ''مكة المكرمة''

12:02 م الإثنين 04 أغسطس 2014

كتبت- ندى سامي ونسمة فرج:

عقار 158المكون من خمس طوابق بشارع العريش بمنطقة الهرم، وسط منطقة مليئة بمقاهي الإنترنت، محط تبرعات أهالي المنطقة أصبح محط أنظار الصحف والقنوات التليفزيونية للتحقق من صحة ذلك الفيديو الأكثر رواجا وتأثيرا، وكان لمحرري ''مصراوي'' جولة حول جنبات تلك الجمعية لتفقد آثار تعذيب الأطفال والتعرف على صاحب فيديو التعذيب الذى آثار الجدل.

طفولة بائسة خلف قضبان الملجأ

بالدور الثالث بعقار 158 بشارع الهرم يقف ''ياسر محمد'' الطفل الذي لم يبلغ من العمر سوى عشر سنوات بعيون زائغة، ووجه شاحب خلف الباب الحديدي الذى يعلوه لافته كبيرة مكتوب عليها ''دار مكة المكرمة لرعاية الأيتام'' ويحد الدار وقامت الشرطة بإغلاقه منشغل بالضوضاء ومنزعج من عدسات الكاميرات التي تلاحقه كلما همس بكلمة واحدة، خرج متسللًا ليتابع ما يحدث خلف الباب.

بنبرات الآسي أعرب عن حزنه بسبب ضرب صاحب الدار لأخيه ''محمد رمضان'' الذي يكبره بسبب مشاهدته للتلفاز موضحًا أنها لم تكن المرة الأولى التي يتعرض فيها ذلك الفتى للضرب المبرح، ''بنقوله بابا أسامة علشان هو بيقولنا نقول كده، بس إحنا بنخاف منه''، مشيرًا أنه تعرض للضرب المبرح منه في أحد المرات بسبب حصوله على زجاجة عطر من أحد الزائرين وأخفاها عنه، وعندما علم بوجودها سبه وقام بضربه ''خدت علقة موت علشان الريحة''.

''بنحب ماما إلهام أكتر علشان مش بتضربنا'' قالها الصبى متمنيًا عدم عودة صاحب الدار مرة أخرى حتى يحصل هو وأخواته على جميع الهدايا واللعب التى يحضرها الزائرين معهم، وليتمكنا من مشاهدة التلفاز والخروج للتنزه بين الحين والآخر.

تجلس الحاجة ''سعاد'' أمام شاشة التلفاز تتابع ما يحدث من الأخبار فترى مقطع فيديو لتعذيب أطفال داخل ملجأ أيتام وبعد دقائق تفاجئ بصوت المذيعة معلنة عن اسم الدار ''جمعية مكة المكرمة الخيرية'' فتنزعج وأخذت تدقق النظر في الفيديو لتتعرف على الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب بتلك الصورة البشعة ، حيث اعتادت منذ سنوات على زيارة تلك الدار بين الحين والآخر لتجلس مع الأطفال وتحضر لهم الحلوى والألعاب.

الأسبوع المنصرم كانت المرة الأخيرة التي وطأت أرجلها الدار، لم تلحظ تلك المرة ولا في مرة سابقة معاملة مشرفي الدار للأطفال بقسوة أو عنف، وأوضحت أنها في خلال السنوات الأخيرة كانت لا ترى صاحب الدار إلا قليل لتعطى له مبلغ للتبرع وتأخذ منه إيصال وتنصرف مشيرة إلى أن الأطفال على خلق حميدة ولم يشك لها أحد بتعرضه للضرب.

بين قلة الحيلة ومشاعر الأمومة الطاغية قررت السيدة الخمسينية أن تنزل بنفسها لتطمئن على الأطفال، وبعد أقل من نصف ساعة تواجدت أمام الدار، حيث تقتن في الشارع الخلفي للدار فتصطدم أعينها برجال الأمن القابعين أمام العقار الذي يكمن به الدار وقاموا بمنعها من الصعود، فمحاولات اقناعهم أنها تود الصعود لتطمئن على الأطفال ولكن جاءت محاولاتها بلا جدوى.

جيران الدار..ضرب وعنف والأطفال هم الضحايا

شقة صغيرة تحتوى على ثلاث غرف للنوم تسع أكثر من ثلاثة عشر طفل من الصبية والفتيات، مرات عدة تردد عليها ''ناصر محمد'' صاحب ورشة النجارة الصغيرة التي تبعد عن مكان الدار بعدة أمتار، لتصليح الأسرة المكسورة والكراسي الخشبية، لاحظ خلال زياراته تعامل أسامة صاحب الدار مع الأطفال بعنف بدنى ولفظي، وفي أحد المرات قام بصفع طفل صغير على وجهه بحجه رفضه مغادرة الغرفة التي يقوم بإصلاح أحد الأسرة بها.

بعد أن تم عمله في أحد العمائر المجاورة لجمعية ''مكة المكرمة'' شاهد جمع كبير أمام بوابة البناية التي يقع بها الدار، ووجود عدد كبير من الصحفي والمصورين ورجال الأمن وبسؤله عن سبب التجمهر عرف بقصة الفيديو الذي تسرب على مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر فيها صاحب الدار كوحش كاسر ينهال على الأطفال، قرر أن يقف مع غيره من سكان العمائر المجاورة لينهال على ذلك الرجل الذي يقتل برأة الطفولة ويضربه، ليكون عبره لغيره.

وعلى نفس المنوال يروى ''فتحي أحمد'' الشاب العشريني أنه قام بالمشاجرة مع صاحب الدار في أحد المرات وكاد أن ينتهي ذلك الشجار بالذهاب إلى القسم وذلك لمشاهدة أسامة يصفع أحد الفتيات ويركلها برجله، دون أن يعلم السبب قام بالمشاجرة معه موضحًا أنها طفل صغيرة تكاد لا تبلغ من العمر عشر سنوات ومهما ارتكبت من فعل لا يصح ولا يليق معاملتها بتلك القسوة والعنف المبالغ فيهم.

صاحب الدار رجل غامض..والأطفال ''باين عليهم التربية''

وفي جانب آخر يقف ''كريم'' صاحب محال البقالة القابع على الجهة الأخرى للعقار الذي يكمن فيه الدار يتحدث مليًا مع زبائنه مستنكر مقطع الفيديو الذي يشاهده عبر التلفاز، متعجب من قيام أسامة صاحب الدار بضرب الأطفال بذلك الشكل القاسي، موضحًا علاقته الوطيدة بأطفال الدار الذين يترددون عليه يوميًا لشراء الحلوى.

ويستكمل أن الأطفال يرتدون ملابس نظيفة دائمًا وأنهم يتميزون بالأدب في التعامل، ''دول عيال باين عليهم التربية'' ويراهم في الصباح وهم في انتظار الأتوبيس الذي يقلهم إلى المدرسة، وفي العطلات يذهب إليه عدد من الاطفال لشراء الحلوى لأنهم ذاهبون لأحد الرحلات، مشيرًا أن عدد من زائري الدار بأعمارهم المتفاوتة يمرون عليه لشراء حلوى وهدايا للأطفال.

فيما أكد المستشار كرم دانيل نائب رئيس اتحاد ملاك العقار أنه كان يتردد على الدار وكانت تربطه علاقة وطيدة بالأطفال وخاصة أنه التقطت طفل كان موجود بالمصعد الكهربائي وتربي أمام عينه وأثناء تواجده داخل جنبات الدار لم يلاحظ أن الأطفال قد تعرضوا للضرب أو السب.

سبع سنوات يقوم ''عم صلاح'' بحراسة البناية رقم 158، يعرف ساكنيها ويميز صوتهم عن بعد في الصباح الباكر يقوم بتنظيف العقار المكون من خمس طوابق، ويقوم بشراء الطلبات للسكان الذين تربطهم به علاقه وطيدة، إلا الأستاذ أسامة صاحب دار الأيتام الكامنة بالطابق الثالث، غموضه وسمعته السيئة جعلت ''عم صلاح'' يتجنبه.

لم يسمع قط صراخ الأطفال ولا ضجيجهم، ولم يطلب منه صاحب الدار أن يحضر له طلبات إلا للضرورة القصوى متعمدًا عدم دخوله داخل عتبات الدار، مشيرًا أنه لاحظ صاحب الدار يعامل العاملات به بعنف وأن كل عدة أشهر يحضر عملات جدد للعمل داخل الدار، مما جعل الحارس الأربعيني لا يحفظ أسمائهن ولا حتى أشكالهن.

أحد المتبرعين: الفيديو قديم..وأنا اللي حررت المحضر

بعد ثلاثة ساعات من تفجير القضية ووصول النيابة للتحقيق في الحادث ظهر شاب ثلاثيني يدعى ''سلامة إسماعيل'' في زيه القرمزي ووجه الممتغص يلفت أضواء الكاميرات صوبه ويذيع خبر أن هذا الفيديو الذي آثار الجدل في ساعات بعد انتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي تم تصويره منذ عام، وأن السيدة إلهام زوجة صاحب الدار هي من قامت بتصويره، ولم تنشره من قبل، وأضاف أننها منذ ثلاثة أشهر قامت طرح المقطع على وزارة التضامن وتقديم شكوى فيه، ولكن بلا جدوى.

وأشار سلامة أنه يعرف الدار منذ ثلاثة سنوات ويتردد عليه لدفع التبرعات والأموال وشراء المؤن الغذائية، مضيفًا أن السيدة إلهام على خلاف مع زوجها، وعلى حد قوله اتصلت به وأخبرته ألا يتبرع للدار ثانية لأن أسامة زوجها يأخذ تلك الأموال ويصرفها على زيجاته المتعددة، وطلبت منه أن يساعدها ليفضحا ذلك الرجل.

فقام بتقديم بلاغ ضد صاحب الدار وقام بنشر مقطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليأخذ صدى أكبر وحتى تتحرك وسائل الإعلام صوبه، ليتخذ العقوبة التي يستحقها ويكون عبره لغيره.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان