لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور.. مصراوي يحصل على ''خطابات الود'' من محبي الشيخ رفعت

07:38 م السبت 26 يوليو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي وإشراق أحمد:

داخل الاستديو الخاص به في الإذاعة المصرية، كان يجلس أمام الميكروفون، في الساعة الثامنة إلا عشر دقائق من مساء كل يوم، يتلو الشيخ محمد رفعت ما تيسر من القرآن الكريم، فيخرج صوته إلى الناس في بقاع مصر، مُحملاً بحلاوة تطرب منها الآذان، وتخشع بها القلوب، وتتعالى لها الصيحات ''الله يا شيخنا''، فلم يكن الشيخ مجرد مقرئا عاديا، كان صوتًا ينطلق نحو أفاق رحبة، في كل درب منها محبة وجمال ونقاء ورحمة، كأنه يهدي لهم في الساعة التي يتلو فيها إجازة من الحياة وتفاصيلها القاسية.

تعلقت قلوب المصريين بالشيخ محمد رفعت، صار الاستماع إلى تلاوته طقسًا محببًا لا يمكن الاستغناء عنه، بدأت علاقة تواصل من نوع جديد بينه ومحبيه، فكانوا يرسلون إليه خطابات بشكل مستمر، يتابعون فيها حالته الصحية، يدعون له بالخير، يسألونه أحيانًا في بعض الأمور الخاصة بالتلاوة، ومنهم من يشتاق إلى سماع سورة أو آية بعينها من صوته فيطالبونه بقراءتها، وكان شيخنا يعتني بكل ما يصل له من خطابات ويلبي ما يأتي فيها محبة منه لمريديه، حصل مصراوي على عدد من تلك الخطابات التي تحمل محبة لا تنقطع.

في إحدى ليالي عام 1345 ه، تلقى الشيخ ''رفعت''، خطاب من مدينة الأقصر لصاحبه ''محمد حقي''، يصف بكلماته فرحته بعودة الشيخ مرة أخرى للتلاوة بعد فترة انقطاع بسبب المرض، وسعادته بسماع سورة ''مريم'' بصوته، ويُقسم له امتناعه عن سماع القرآن الكريم في الإذاعة المصرية طوال فترة غيابه.

ويقول ''حقي'' في خطابه للشيخ: إن قراءتكم لـ ''كهيعص'' هذا شيء من العجائب والغرائب فالله أكبر، وآية ''فكلي واشربي وقري عينك''، و''ماكان الله أن يتخذ ولد سبحانه''، و''إذا قال لأبيه يا أب لمَ تعبد ما لا يسمع ولا يبصر''، ونسأل الله تعالى أن يُسمعنا صوتكم في الجنة، ولا شك أنه من صوت الجنة.

ومن بورسعيد أرسل ''عبدالحميد السيد''، في 7 يونيو عام 1935، خطاب، يحكي للشيخ عن المانع الذي يقف حائلاً بين أبناء بورسعيد والانصات لصوته، بسبب موعد التلاوة الذي لا يناسبهم، ويفند الأسباب لذلك قائلاً ''وقت دروس دينية واعتكاف، وقت صلاة المغرب وعندما نخرج من المسجد تكون قد ختمت القراءة''، ويرجو الشيخ أن يغير موعد التلاوة حتى يمكن للجميع الاستماع إليه.

الخطابات كانت كثيرة، لا تتوقف أبدًا، من محافظات مصر كافة، ومن خارج القطر، فللشيخ محبيه من مختلف الدول العربية والإسلامية، حال الخطاب التركي المرسل باسم ''أحمد مختار بك''، وفيه يثني على صوت الشيخ وحب الأتراك له، يرجوه بإرسال صورة فوتوغرافية بتوقيعه، تلك الخطابات احتفظ بها ''محمد رفعت''، توارثتها عائلته من بعده، ولاتزال بنفس حالتها رغم مرور عشرات السنوات، تحمل معها قيم من زمن الشيخ قلما نجدها في زمننا الحالي.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: