صاحب فيديو''اصحى بابا جبتلك لعبة'' لمصراوي: ''بدي أفضح إسرائيل''
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت-إشراق أحمد:
على سرير طبي استلقى الصغير، ساكن بينما الفزع يحاوطه، أطباء وقفوا عاجزين، فيما الأب منهار يمسك بطفله المبتور جزء من رأسه صارخًا ''ساهر..أصحى بابا جبتلك حاجات''-لعب-؛ مقطع مصور لأصغر شهداء عائلة ''أبو ناموس''، انتشر من بين كثير يحدث في غزة، فبينما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على القطاع، يغلف الحزن جدران بيت ساهر سلمان حال المئات من البيوت التي بات سمتها وداع صغارها إلى القبور.
كان ابن الثلاثة أعوام والنصف ينام على بطن أمه كما اعتاد أن يفعل، قبل نصف ساعة من أذان العصر، الأب يستعد للذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الجنازة على جار استشهد قبل قليل، الطائرات تحلق فوق المنزل وصوت الصواريخ يدوي بالمكان، فحدث ''ساهر'' أمه ''خلص القصف..خلص الصواريخ'' ونفت له، لكن مع مجيء والده قفز، أراد أن يرافقه كما يفعل دائما، طاوعه الأب وقال له ''روح اتحمم وتعال معي''، استجاب الصغير لوالده، الذي هم بالذهاب ليلحق بالصلاة.
لم يلبث الأب سلمان أبو ناموس أن يفرغ من الصلاة حال 300 شخص تجمعوا لتشيع الجنازة، وهم بطريقهم إلى المقابر، سمع صوت قذيفة قريب بدرجة دفعته للجري نحو المنزل، الذي لا يبعد عنه المسجد سوى 100 متر، وأمام اعتاب البيت رأى الوالد صغيره ملقى على الأرض ''وراسه رايحة من ورا ومخه طالع''، صرخت الأم فهى أول من شاهدت وليدها مفارقًا الحياة، ثوان وتلقفته يد أبيه مسرعًا به إلى المستشفى.
''تفاجئت بالفيديو..كل الدنيا بتتصل علي..مصدقتش إن أنا هذا'' قال الأب، الذي طالما وقف جوار الجيران يهديء من روعهم يصيح بهم ''لكن الضنا غالي وهي شغلة غير إرادية''، فلم يحتمل الرجل الثلاثيني فراق أصغر أبناءه والأكثر ارتباطًا به، فقد كان ''حبوب'' كما يصفه لا تفارق الابتسامه وجهه حتى وقت القصف، كان يلعب بينما يختبيء أشقاؤه يصيحون في خوف أما هو يظل يردد ''أنا مو خايف''، الطائرات تقصف البيوت فإذا به رغم صغر سنه يميز بين أصوات القذائف ''هاي طيارة..هاي صاروخ من حدنا..قصفوا الشارع''.
ثلاثة حروب كان لآل ''ناموس'' بها نصيب، وللصغير أيضًا ''العام الماضي انحرق سريره وأغراضه..البيت كله انحرق وها العام استشهد ساهر''، كذلك حرب 2008 تعرض المنزل للقصف، لكن رحيل الابن هو الأصعب على أسرته.
وجود الصحافة والكاميرات لتغطية تشيع الجنازة التي سبقت قتل الصغير كان سبب رئيس في تصوير الفيديو الذي انتشر للأب وابنه على حد قوله، إذ توجهت إلى المستشفى، ويجد الأب في ذلك قدر إلهي كي لا يضيع حق صغيره ومن مثله.
''بدي أفضح إسرائيل'' بصوت ثابت يخالطه ألم المصاب قال ''أبو ناموس''، إذ أصبحت مهمته بعد أيام قليلة من دفنه عبر'' فيسبوك'' هى إخبار الجميع بجرم قوات الاحتلال إزاء أهل فلسطين وقطاع غزة على وجه التحديد، فلا يفتأ يردد ''حسبي الله ونعم الوكيل في إسرائيل والعرب..الشباب والأطفال هون بتتقطع''.
حول طاولة الطعام كانت العائلة تجتمع لا يجلس أحد من الأبناء الست حتى يكتملوا أما الآن نقص أحدهم، ''ساهر'' لم يعد حاضرًا بل مجرد كلمات يتبادلها الأشقاء-3أولاد وبنتين- ''ليش حصل هيك''، فيما تحاول الأم التعافي متناسية كلمات وليدها التي كثيرًا ما رددها مبتسمًا وهو نائم على بطنها وقت القصف ''خبيني ببطنك''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: