4 محاربين من مستشفى ''العباسية'': هكذا انتصرنا على الإدمان - صور
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت - رنا الجميعي وأماني بهجت:
في الهواء الطلق جلسوا محتفلين بتخرجهم، بين الضحكات والحديث الودي تسمع صوت عزف الجيتار، شملت الأجواء روح مرحة، فاليوم هو حفل تخرج دفعة جديدة من وحدة علاج الإدمان بمستشفى العباسية، أربعة أشخاص على أعتاب حياة جديدة، دون وجود المخدرات في حياتهم، تلك كانت جلستهم الأخيرة بعد رحلة علاج دامت ثلاثة أشهر، ليخرجوا إلى العالم، ليبدأ تحول كل منهم من ''مدمن'' إلى ''متعافي''.
البعث من جديد:
تبدأ رحلة العلاج ويبدأ معها التحول، بعض العناصر بالبرنامج التأهيلي عليه أن يصبح أسلوب حياة المتعافي الجديد، الأشخاص، الأماكن، والمشاعر، عادات تُمحى، أفكار لابد التغلب عليها، أشخاص تُنسى، أماكن لا يصبح الذهاب إليها ممكنًا بعد اليوم، عليه أن يحذف لحظات من ذاكرته لتكمل حياتها بنفس جديدة.
أربع محاولات قامت بهم ''منة'' للتعافي، إلا أن الأخيرة بمستشفى العباسية كانت موفقة، وهي المحاولة الثانية لها بالوحدة.
الهروب من المشاكل مهما كانت صغيرة ''حتى لو حد زعق لي''، كان ملجأها التعاطي، بعدما علم والدها بإدمانها، صمم على ذهابها للمستشفى للعلاج، وقررت اجتياز تلك العقبة بحياتها ''كان لازم أعمل خطوة، مش هعيش طول عمري كدا''.
ثلاثة أشهر المدة التي عاشتها ''منة'' داخل الوحدة، سبعة فتيات هن الصحبة الجديدة التي تعرفت عليها منة داخل القسم، من خلال المشاركة الجماعية أصبحوا هن الدعم التي تحتاجه، والمتابعة مع الأطباء بشكل يومي.
فرحة ''منة'' كانت كبيرة، يلمع بعينيها إحساس البعث من جديد، في كل مرة حاولت فيها التعافي لم تكن تكمل أكثر من شهر ونصف، ثلاثة أشهر كان نجاح ضخم لها.
لن تنقطع علاقة ''منة'' مع وحدة الإدمان، فالمتابعة، إجراء التحاليل، وحضور اجتماعات المشاركة الجماعية، هي برنامجها بعد التعافي، والعمل من جديد هو خطوة بعيدة المدى لها.
كل يوم.. مبطلاتي:
أبطال خاضوا معاركهم ضد الإدمان، قرروا طي الصفحة، جعلها في طور النسيان، والبدء من جديد، شابين تعارفا في رحلة العلاج، شدوا من أزر بعضهم البعض، خاضا معركتهم سويًا، ''نبيل'' و''إيهاب''، كانا من ضمن نفس دفعة العلاج، حلوا ضيوفًا بالحفل، كنماذج لمعالجين وخبرة التعافي التي تجسدت بهم ''أكتر حاجة بتخلي الناس تبطل إنهم يشوفوا ناس بطلت''.
يبدأ ''نبيل'' بسرد تفاصيل رحلته ''أنا جيت من سنة بالضبط''، ثلاثة شهور مكثهم بالوحدة، لم تكن الوحدة بالحالة الجيدة التي تظهر عليها الآن، البرنامج التأهيلي هي خطوة جديدة مستحدثة بالوحدة، لا يوجد مثل هذه الحفلات سابقًا ''الترفيه مهم، بنعودهم إن كل حاجة بيقوموا بيها في يومهم، لها مكافأة'' يقول دكتور ''عبد الرحمن حماد'' - رئيس وحدة علاج الإدمان، برنامج ''نبيل'' و''إيهاب'' اليومي كان ''أكل وشرب ونوم''.
طوال فترة المتابعة بعد التعافي لهما، كانا يترددان على المستشفى يوميًا ''من البيت للمستشفى ومن المستشفى للبيت''.
أصبح ''نبيل'' معالجًا بعد التعافي، يعطي من خبرته ليساعد المدمنين ''أنا دلوقتي إنسان أحسن''، تعتمد برامج العلاج على بقائهم أسوياء، الكذب هو خطأ كبير عليهم ألا يقعوا فيه ''الأمانة أهم شئ'' ينهي ''نبيل'' كلامه ويبدي سعادته بكونه ''معالج'' و''محارب'' منتصر على إدمانه السابق.
أما ''إيهاب'' فهو أب لطفلين يوضح أن سعادته تتلخص في معايشته لهم في الفترة المقبلة بشكل جيد ''عندي ولدين محمد ومهند، كانوا معايا وقت إدماني ومكنتش شايفهم ولا بحس بيهم، دلوقتي شايفهم وبحس بأقل حاجة تحصلهم وبشاركهم كل لحظاتهم''.
تعلّم ''إيهاب'' ضرورة وجود مبادئ بحياته يخطو بها، يقطع علاقته مع صحبة السوء، ''المبادئ دي مينفعش تتجزأ، لو تجزأت يبقى فيه حاجة غلط''، الصلاة، الدعاء ومشاركة المعالج، تلك الخطوات عليه أن يمشي بها طيلة حياته ''أنا بشتغل مبطلاتي كل يوم''.
عن نظرة المجتمع لـ''إيهاب'' فيقول: ''اتعلمت أن نظرتهم مش هتتغير بالكلام، أنا أقدر أغير نفسي ولما أغير نفسي نظرته هتتغير ليا بناءًا على أفعالي مش مجرد كلام بس''.
الحال التي أصبحت عليها وحدة علاج الإدمان، ويُثني عليها عدد من المتعافين، سرها هو فريق العمل، كما قال دكتور ''حماد'': ''الفريق بيكون وراء كل نجاح مش شخص واحد، فريق يكمل بعضه، ويؤدي رسالته''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: