إعلان

غزة تنزف وإسرائيل تجرب أسلحتها والعالم في صمت

08:29 م الثلاثاء 15 يوليو 2014

غزة تنزف وإسرائيل تجرب أسلحتها والعالم في صمت

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد ودعاء الفولي:

للحرب سلاح، وعند قوات الاحتلال الإسرائيلي يتعاظم شأنه، لايكفيها العدوان وتفضيل الحياة على أجساد آخرين، بل اتخاذهم ''حقل تجارب'' لما تخرجه الترسانة العسكرية ولو بفكر.

ثلاثة حروب بينهما ''جرافات''، ذلك حال الدولة المحتلة مع غزة، تُفاجأ سكانها ليس فقط بالقصف بطائرات إف 16 التي اعتادوا عليها، بل القنابل العنقودية في 2008، مرورًا بـ2012، لا تتوان إسرائيل في استخدام أسلحة محرمة دولية أو أساليب منافية للإنسانية، فيصبح قذف صاروخ هو وسيلة التحذير قبل دك البيوت فوق رؤوس أهلها، بينما يسود الصمت وتعود الأمور لنصابها عقب أيام الحرب، كل إلى مكانه كأن شيء لم يكن.

اتفاقية حظر وتقييد استخدام أسلحة تقليدية معينة 1980- 1983-التي وقعت عليها إسرائيل- تمنع استخدام الأسلحة الحارقة ضد المدنيين، غير أن جيش الاحتلال مع الحرب على غزة 2008، استخدم بكثافة الفوسفور الأبيض أو ما عُرف بالقنابل العنقودية-مادة بيضاء شفافة أو تميل إلى الاصفرار قليلاً تتفاعل مع الأكسجين سريعًا فتحرق الأجسام التي تلامسه - وإذا تعرض الإنسان لها يتآكل جسده.

وقد اتهمت كل منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان إسرائيل باستخدام ذلك السلاح في الهجوم على غزة وهو غير مصرح به إلا لعمل ستائر دخان في الحرب، ولا يستخدم في التجمعات المدنية بأي حال.

غروب الشمس ينجلي على منطقة النصيرات -وسط غزة-، قوات الاحتلال الإسرائيلي تنقض بالحرب في 27 ديسمبر 2008، فيما كانت ''كفاح'' بمنزلها، لحظات موت معتادة على جميع أهل القطاع، تأتي ولا تذهب إلا بعزيز، على بعد 5 كيلو متر حيث شركة الكهرباء المغذية للمنطقة سقطت قذيفة، صوت تنخلع له القلوب، شرارة كأنما ألعاب نارية لكنها ليست كذلك، دخان أبيض كثيف.

ذلك المشهد تكرر لـ''أحمد فرحات'' منذ بدأ العدوان، ثوان وأصاب عمته الاختناق حتى أغشي عليها، كانت تعاني مشكلة في الجهاز التنفسي، فعجل ذلك من الأمر؛ شهر لم تنطق ببنت شفة إلا لثلاثة أيام من شهر بأكمله، دخلت بعدها في غيبوبة حتى وافتها المنية.

التقرير الطبي لـ''كفاح'' شخّص الوفاة نتيجة تدمير خلايا المخ بفعل الفوسفور الأبيض، حسب قول ابن أخيها، الذي لا يفتأ يذكر مشهد القنابل ''تنزل على أي شي تولع فيه.. وتأثيرها كان يبقى موجود حتى لو اندفنت تحت التراب''.

أراض بمساحات شاسعة يذكرها ''فرحات'' وقد تدمرت حينها بفعل تلك القنابل، أصدقاء وأقارب مسهم الضر حال زوجة خاله ''كانت حامل وقتها ونَزلت من الفوسفور''.

1400 قتيل ومايقرب من 5300 مصاب في حرب 2008 المسماة بعملية ''الرصاص المصبوب'' انضم إليهم 155 ومئات الجرحى ففي حرب 2012-عامود السحاب-، أدان تقرير الأمم المتحدة المعروف بـتقرير ''غولدستون'' العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، وتضمن توضيح أن القانون الإسرائيلي يمنع إجراء التحقيقات بشأن ذلك.

في الثانية عشر من عمره كان محمد خالد الأزعر المستشار الثقافي لسفارة فلسطين حينما أدرك صديق له مصابًا جراء قصف إسرائيل المدن الفلسطينية بـ''النابلم'' عام 1967 وكانت المرة الأولى التي تستخدمه سلاحًا في حربها مع العرب، ليترك ''خانيونس'' عام 1971 تاركًا الصديق ملحقًا بإعاقة جسدية وغيره الكثير بينما تواصل قوات الاحتلال انتهاكاتها.

الموقف الدولي من استخدام اسرائيل الأسلحة عام 2008 لم يكن على قدر جرم إسرائيل، فمجلس الأمن غير عادل ومُقيد بحق الفيتو الذي تستخدمه الولايات المتحدة الأمريكية كي لا يتم تمرير أي قرار يُدين إسرائيل على حد قول أحمد بسيسو محلل سياسي فلسطيني.

في المقابل تحاول دولة الاحتلال ترويج فهم خاطيء عن الشعب الفلسطيني والقضية لدى الإعلام الغربي، فيساند الأخير أهداف إسرائيل بشكل أضخم

وعن الهجوم الأخير الذي نشب في 7 يوليو الجاري، لم تختلف إسرائيل في أسلوبها المعتدي على القطاع، القصف ذاته، غير أن اتبعت نهج مغاير هو أيضًا منتهك لحقوق الإنسان والقوانين الدولية حسب ''بسيسو'' وإن لم يكن ذلك فيما يتعلق بالأسلحة، حيث يقتضي الأمر تحذير المنازل قبل القصف بمدة كافية، وهو ما لا يحدث، وأحيانًا يكون التحذير بصاروخ يسقط في المكان المجاور ''وحتى الإتصال يكون قبل القصف بوقت غير كافي تمامًا.

وأضاف المحلل الفلسطيني إنه حتى الآن لم يتبين استخدام الاحتلال الإسرائيلي لأي أسلحة جديدة أو مُحرمة دوليا في الاعتداء الحالي على غزة، ولن يمكن معرفة هذا في القريب العاجل، ففي حرب 2008 تم اكتشاف الفوسفور الأبيض بعد فترة كافية من انتهاء الحرب، إلا أنه لم يتم الضغط على إسرائيل أو معاقبتها بأي شكل.

وأكد اللواء طلعت مسلم -الخبير الاستراتيجي- أن الرقيب الدولي ليس موجودًا على تصنيع الأسلحة بإسرائيل، حتى وإن كانت محرمة كالفوسفور الأبيض أو اليورانيوم المُنضب، أما مؤتمر ''نزع السلاح'' المعني بتغطية مجال الأسلحة في العمل الدولي وتخفيض عددها بشكل عام، غير أنه على حد قول ''مسلم'' لم يمنع إسرائيل عندما استخدمت الأسلحة المُحرمة من قبل.

''ليست المسألة في استخدام الأسلحة لكن كيف يمكن أن تحاسب إسرائيل على ما تقوم به'' قال ''الأزعر'' مؤكدًا وجود احتمال قوي لقيام إسرائيل بتجربة بعض الأسلحة في حربها على فلسطين، حيث سبق لها ذلك عام 1967، وتبع ذلك حرب 2008 باستخدامها القنابل العنقودية المحرمة دوليًا.

فالملاحظ حسب قوله أن الأمر يُصبغ عليه صفه سنوية ''ربما سنين أو ثلاث'' لتخرج معلنة الحرب مستخدمة الأسلحة دون رادع أو محاذير في غياب الرقابة الدولية والصمت العالمي ''المشكلة إن العالم يرى ويسمع ولا يحاسب''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان