لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في الذكرى الرابعة.. الثائرون لدماء ''خالد سعيد'' بين السجن والضرب والانتظار

01:24 م السبت 07 يونيو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

تفاصيل القصة مُفزعة، استيقظ الإعلام 6 يونيو 2010 على أخبار تتوارد بمقتل شاب في الثامنة والعشرين من عمره، يُدعى ''خالد سعيد''، ازدحام في تصريحات المسئولين، تنديد من الحقوقيين المصريين والعالميين، صورة للشاب المقتول توضح جزء من المعاناة التي عايشها حتى الموت، ثورة قامت عقب الحدث بعدة أشهر، عدة رؤساء وانتخابات، وقضية داخل المحكمة بالإسكندرية منذ أربع أعوام، أمام باب المحكمة وقف الذين انتظروا أن تُمكن الثورة التي قامت بعد استشهاد ''سعيد''، تنتهي الوقفة بهجوم من الشرطة، يُضرب أحدهم ويُلقى القبض على آخرين، تأتي ذكرى استشهاد ''سعيد'' والذين نادوا بحقه محكوم عليهم داخل السجن، بينما ينتظر من مثّل لهم الشاب العشريني ''أيقونة الثورة''، أن تتوقف طاحونة الاعتقالات والقتل عن الدوران.

الثالثة عصرًا يوم 2 ديسمبر 2013، اتصل أحدهم ب''زهرة الحاذق''، يخبرها أن أخيها الأكبر ''عمر''، تم القبض عليه وترحيلة لمديرية أمن الإسكندرية مع مجموعة من الذين حضروا وقفة بنفس اليوم أمام المحكمة التي تتم فيها جلسة محاكمة المتهمين بقتل ''سعيد''، لم تستبعد ''زهرة'' حدوث ذلك، رغم أن الأخ لم يُخبرها بذهابه ذلك اليوم ''مكنش بيفوت ولا واحدة بس المرة دي مقلناش''، الوالدة تخاف على الابن ''لكن عمرها ما منعته ينزل وقفات خالد سعيد''.

قبل أن يُقتل الشاب العشريني على يد اثنين من المُخبرين كانت علاقة ''الحاذق'' بالسياسة منعدمة، شاعرًا كان ولازال، لكن اهتمامه لم يتجاوز الشعر والسياسة حتى رأى ما حدث ''قتل خالد كانت نقطة فاصلة في تغير شخصية عمر من وقتها تابع القضية وفضل ينزل حتى قبل الثورة''، قبل السياسة تأتي الإنسانية، هي ما دفعت الشاعر السكندري للنزول ''كان بيكلمني عن خالد وقضيته كأن أخوه اللي مات''.

عامان سجن وخمسين ألف جنيه غرامة هي ضريبة نزول ''الحاذق'' في وقفة لخالد سعيد، على حد قول أخته، لم يحتاج الحكم عليه مدة طويلة، الحبس كان في 2 ديسمبر وهو يوم الوقفة، وما إن بدأ يناير حتى تم تأييد الحكم عليه ''فكرنا في النقض لكنه بياخد مدة طويلة.. هيكون عمر خلص المدة بتاعته''، سجن برج العرب هو المكان الذي يأوي ''الحاذق'' حاليًا، ظروف السجن تسوء يومًا بعد الآخر تبعًا لكلام الأهل ''بيحكيلي إنهم كانوا 10 ف الزنزانة وبقوا 22 لأنهم نقلوا ناس من سجن الحضرة لبرج العرب.. الحر صعب جدًا مع تكدس العدد دة''، حق ''شهيد الطواريء'' لن يعود حتى يتم تطبيق القانون ''لما الناس تحس إنها آمنة على نفسها ولما ميبقاش فيه أي شاب مُهدد إن يحصل له زي ما حصل لخالد سعيد'' على حد قول ''زهرة''.

''مُصاب'' وشاهد لم يستمع له أحد

من مواقع التواصل الاجتماعي بدأت علاقة الطبيب ''طاهر مختار'' بخالد سعيد، يسمع ما يحدث قبل الثورة من انتهاكات، يحكي للناس عنها، يعتريه أمل مع بدايتها أن عصر مبارك سيزول حتمًا، أن ''سعيد'' لم يمت هُباء، في 28 يناير 2011 كانت البداية، ثم السلاسل والوقفات التي اُقيمت لأجل شهيد الإسكندرية حتى الأخيرة، يقينًا كان يعلم احتمالية فض الوقفة، خاصة أن قانون التظاهر كان قد تم إقراره قبلها.

ربع الساعة هو الوقت الفاصل بين الفض وبداية الوقفة، فوجيء ''مختار'' بعصا أحد عناصر الشرطة تنهال على الرأس، جرح طوله خمس سنتيمرات هو ما خلفته ''كان وقتها لؤي القهوجي وماهينور المصري هما اللي شدوني من تحت إيد الظابط، وبعدين فوجئنا في وقت قليل إن لؤي مش موجود وعرفنا إنه اتقبض عليه''، اتهامات خرجت من النيابة ل''لؤي القهوجي'' الموجود في الوقفة أنه اعتدى على أحد الضباط أثناء عمله، ذهب الطبيب لمديرية الأمن لإثبات عكس ذلك ''بس مرضيوش يطلعوني المديرية وقتها مع إن كان معايا تقرير طبي إن الضابط ضربني''، من مكان لآخر كتب الطبيب شهادته وأن ''المصري'' و''القهوجي'' و''الحاذق'' غير متورطين بأعمال عنف لكن لم يستمع أحد، حتى قام بتقديم طلب لدى المحامي العام الأول بالإسكندرية مفاده أنه تم منعه من الإدلاء بالشهادة.

''وأنا بتضرب متخيلتش نفسي مكان خالد سعيد.. لأن اللي حصل لخالد أبشع بكتير''، يقول ''مختار''، يقارن حاله بحال الشاب المقتول، لكنه يعتبر نفسه محظوظًا ''أنا كنت وسط ناس ونازل مظاهرة فعارف إن فيها غدر، خالد مكنش مدي خوانة ومكنش ليه علاقة بالسياسة وكان لوحده في مدخل العمارة''، سواء قبل الوقفة الأخيرة التي نزل فيها من أجل ''سعيد'' أو بعدها، لا يعتقد في أهمية قانون التظاهر ''الشرطة بتضربنا بقانون أو من غيره، والوقفة اللي كانت قبل الأخيرة اتفضت برضو وكان القانون لسة مطلعش''.

''خالد مفيش حاجة تعوض موته''، لكن نسيان وجع قتله على حد قول الطبيب يأتي بتفشي العدل في كل الأماكن. تعاطف المواطنين مع قضية خالد قبل الثورة أو المعتقلين بعدها لن تحدث إلا بعد توعية أكبر لهم، خاصة أنأناااا الأنظمة المتعاقبة بعد الثورة لم تستطع تحقيق أهدافها المرجوة ''الموضوع هياخد فترة طويلة على ما يتحقق.. الدولة عمومًا محتاجة يبقى عندها إنسانية أكتر من كدة''.

دائرة الاعتقالات المفرغة

بين القاهرة الإسكندرية كانت حياة ''لؤي القهوجي''، مقتل ''سعيد'' كانت البداية للثورة لكنها لم تكن النهاية بالنسبة له، ال18 يوم التي جمعته برفاق الميدان، أحداث محمد محمود، موقعة الجمل، لم يكن سكنه بالإسكندرية عائقًا ''متقلقيش عليا لو اتمسكت ومتمرمطيش نفسك.. صحابي جدعان وهيتصرفوا''، كلمات كان خريج معهد الجغرافيا يُصبر بها خوف الوالدة التي تعمل كطبيبة، الأخت التي تصغره بأربع سنوات كانت على نفس الخط، لم يسعفها الحظ نزول الثورة في القاهرة ''لكن حاولت أنزل في إسكندرية ونزلت 28 يناير''، وسط تحذيرات الوالدة أن تفقدهما سويًا، خط الثورة الذي دخل ''القهوجي'' سجن برج العرب على إثره كان ميزانه ''سعيد''، لم يتردد نزول الوقفات، ولم يعرف كلمتي ''مفيش فايدة''.

''بطل'' هو اللفظ الذي تطلقه ''هند القهوجي'' على الأخ، آلمها شعور حبس زوجها قبل القبض على أخيها بعدة أشهر، عندما كانا يسيران قرب مظاهرة مؤيدية للرئيس السابق ''محمد مرسي'' بالمنشية ''قبضوا عليه ومن ساعتها بيتجدد له''، أتاها خبر''القهوجي'' أخف وطأة بعد ما حدث للزوج، الحياة بين المحاكم والزيارات هو الحال الآن، تتندر الشابة العشرينية على حالها بمرار ''بجيب تصريح لجوزي وأخويا ف نفس الوقت.. جوزي مكتوبله إنه منضم لجماعة محظورة ولؤي كتبوله إنه منضم لحركة 6 إبريل في التهم''، تنتظر الزيارة القادمة لتراهما بعد أن اجتمعا في سجن برج العرب.

رغم متابعتها قضية خالد سعيد من البداية وحال المعتقلين ''لكني مكنتش متخيلة إن الوضع بالسوء دة إلا لما ناس قريبين مني اتقبض عليهم''، بينما ابتهجت بالانتخابات التي جاءت بعد الثورة من شعب ورئاسة ''كان عمر بيقاطع وأنا كنت بقوله عشان البلد تهدى وتستقر وهو كان شايف إن دة على حساب الشهداء والمعتقلين''، ما حدث لــ''القهوجي'' جعلها تُفكر بطريقة مختلفة ''الظلم وحش لأي حد أيا ما كان اتجاهه''، في ذكرى مقتل ''خالد سعيد'' لا تزال تنتظر عودة زوجها، وأخيها الأكبر الذي دخل السجن من أجل فكرة آمن بها على حد تعبيرها، فيوم أن يُفرج عنه والآخرين يكون حق ''سعيد'' قد عاد.

المواطن العادي هو الحل

من مسكنه المؤقت بالقاهرة ذهب ''محمد مصطفى''، طالب السياسة والاقتصاد، بجامعة القاهرة حينها إلى الإسكندرية، محافظته الأصلية، استقراره بالقاهرة كان للتعليم فقط، والعودة لم تأت إلا من أجل وقفة كانت بمناسبة عيد ميلاد ''خالد سعيد''، على كورنيش عروس البحر، رغم أنه من أبناءها ''لكنها كانت أول وقفة أحضرها عشان خالد سعيد''.

يعتبره خريج السياسة والاقتصاد أيقونة للثورة لأنه لا إراديًا شحنه بالغضب ضد النظام القائم عقب مقتله ثم ''سيد بلال''، نزل في 28 يناير للمرة الأولى ''وبعد كدة بقيت أنزل كل حاجة''، حين تم الإعلان عن الوقفة، كان التيار الثوري قويًا أيضًا ''لأن وقتها كان عهد المجلس العسكري فكانت حالة الغضب موجودة لسة''، بعد مرور أربع سنوات على الحادثة، يرى الشاب العشريني أن الوقفات رغم ثوريتها، لكنها تُسهل عملية القبض على شباب آخرين كما حدث في 2 ديسمبر ''المشكلة مبقتش سلطة بس، الناس العادية كمان زهقت والثوار بيتعرضوا لتشويه كبير''، لذلك فحق ''سعيد'' و''بلال'' وغيرهم لن يعود إلا أن يعرف الناس أن القصاص هو الحل ''الثوار لازم يفهموا المواطنين كدة لأن لو دة محصلش هنفضل جوة دايرة مفرغة من الاعتقالات وخلاص''.


لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: