إخوان وثوري وما بينهما.. المطرودون من جنة 30 يونيو
كتبت- إشراق أحمد:
حشود اجتمعت على الـ''تمرد''، نظام وجب إسقاطه ليلحق بسابقه، ميدان احتضن المطلب ذاته ''ارحل''، بخارج حدود ''التحرير'' وميادينه كان أخرون، بعيدون عن فرحة تحقيق هدف تلك الجموع، بين مؤيد لها لكن معترض على ما آلت إليه، ورافض بشاكل قاطع لتلك التظاهرات، وما بين هذا وذاك لا هم له سوى ''حال البلد يتحسن''.
فئات باتت ''مطرودة'' من دائرة ميدان 30 يونيو وتوصيفها بأنها ''مكملة'' لثورة 25 يناير بشعاراتها الرئيسة؛ أحدها لانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وآخرون لاختيارهم موقف وسط، أضحى مرفوض احتوائهم وإن تعايشوا مع الأمر إما بالرد ''أحنا مصريين'' أو التزام الصمت.
مؤيد ''مرفوض''
قرار قاطع اتخذه ''مصطفى حمزة'' بعدم النزول يوم 30 يونيو رغم أنه كان من الموقعين على استمارة ''تمرد'' وإدراكه لحالة نداء الثورة، فقد كان من المشاركين بثورة 25 يناير، لكن الأمر اختلف تلك المرة ''هنزل ليه.. لو نزلت هيتقال أني موافق على اللي بيحصل وفي نفس الوقت في تعسف''، وضعه موقفه في حيز الرفض من قبل البعض بين طرفي كلاهما تواجدوا في ذلك اليوم لكن كل منهما في ميدانه، حينما يجالس المغالي في تأييد 30 يونيو ويخبره عن رفضه لما آلت إليه البلاد من إقصاء ودماء تراق ''يقول لي أنت كنت عايزاها تفضل للإرهابيين.. أنت أخوان''، وكذلك عند الحديث مع الطرف الأخر ''اللي مع رابعة يقولي لي أنت سيسي''، بينما ''حمزة'' يحاول النظر للموضوع بشكل حيادي، على حد قوله.
''من بعد 30 يونيو بشكل كبير السياسة بقت تنرفزني'' لذلك آثر الشاب العشريني التزام الصمت إلا من حديث مع الأصدقاء ممن يعلم أن المناقشة لن تفضي إلى المشادة وإسقاط التهم جزافًا، فالحال لم يختلف بعد ثورة 25 يناير والتي كان هناك رافضيها ''اللي بيلعنوا في الثورة هم نفس الناس''.
أخواني ''ممنوع الاقتراب''
لم تخشَ يومًا ''فاطمة حامد'' التصريح بانتمائها لجماعة الإخوان المسلمين ''لا وقت مبارك ولا دلوقتي''، شارعها الصغير بمنطقة كفر الزيات، جميع الجيران يعلمون ميول عائلتها، لم يكن هناك ضير من ذلك على حد قولها ''وقت مبارك لما والدي اعتقل كان الجيران بيسألوا علينا''، حتى بعد تولي ''محمد مرسي'' الحكم والأخطاء التي وقع بها نظامه ''كانوا بيقولوا لنا أحنا بنكره الإخوان لكن أنتم لأ''.
ظل الوضع على حاله حتى أحداث ''المنصة'' في 27 يوليو 2013 ''يومها حدث أول احتكاك مع الناس''، المقابر تبعد مسافة شارع عن منزلهم، جنازة ''محمود حسن'' أحد مَن لقى مصرعه ''كان أزهري وأهله ناس مش أخوان''، حينذاك حدثت مشادة كلامية مع جيرانهم الملازمين لهم منذ ما يقرب من 30 عامًا، ما بين تسليم الجيران أن الإخوان ''إرهابيين'' واستثنائهم لآل ''حامد'' بينما ''فاطمة'' وأسرتها يوقنون أن الأمر يرتبط بـ''الدم''، من حينها ''مفيش كلام خالص حتى لما والدي اعتقل 9 شهور ومن بعده أخويا اللي عنده 16 سنة''، الوضع كان أشبه بـ''مقاطعة عامة'' على حد قولها.
''يا بتوع رابعة'' كلمات لا تتردد على لسان المقربين ومن يعلمون انتماء الفتاة وأخواتها الفتيات بل الغرباء أيضًا، ارتدائهم الخمار السبب في ذلك، لم تتفاجأ الفتاة العشرينية بالعداء لكن بحجمه، فـاعتصام ''رابعة العدوية'' ما زاد من الأمر شيئًا على حد قولها، معتبرة أن الإعلام له دور كبير في ذلك، وأن ''الإقصاء'' بات أمر واقع ليس السبب فيه 30 يونيو في حد ذاتها والتي ترى أنها ''انتفاضة اعتراضًا من بعض الشباب على حاجات رافضينها لكن تم استغلالها''.
بين ''البين''
ما علمت يومًا ''هناء فتحي'' أن موقفها سيحتمل معنى مخالف لما تقصده، يضعها في خانة الرفض بأقل دعوة وهى ''السلبية'' وانتزاع الوطنية منها.
''لا مع ده ولا ده'' تقولها ''هناء''، التي كرهت وجود الإخوان، على حد قولها، لكن ''مش حابة وجود الجيش في السلطة بالشكل ده''، لذلك بات الأمر بعد 30 يونيو بالنسبة لها مرفوض ''مش حابة الدم.. والحلو والوحش علينا كلنا'' وعليه كان قرارها المدعم للحال الذي باتت تشهده في عملها من مشاجرات، ''أنت مش مصرية.. مالكيش حق تطلبي حاجة لا إصلاحات ولا مرتبات'' قال لها أحد زملائها في قطاع التأمين بعد الانتخابات، عدم ذهاب السيدة الأربعينية للتصويت أدخلها في ''حرب'' على حد وصفها، لم تجد جواب بها غير ''أحنا مصريين.. الأول الإخوان كانوا بيخونونا في ديننا ودلوقتي بتخونوننا في وطنيتنا''.
لا تشغل السياسة بال ''هناء'' حد التفريط في علاقتها ''أحنا في الآخر قرايب وجيران'' لهذا ترى أنه الرغم من استماتة البعض في فرض رأيه على الأخرين غير أن ''الناس كلها عايزة تعيش مش أكتر''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: