قرار تعيين رؤساء الجامعات.. ''الثورة ترجع إلى الخلف''
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت- رنا الجميعي:
بُحّت أصواتهم مقابل الثورة، إرضاء للحرية التي هتفوا لها، جابت أقدامهم طرقات الجامعة، جلسوا أمام مكاتب عمدائهم ورئيس الجامعة، لتصل أصواتهم إليهم، حتى يفهموا معنى الثورة، فاستطاعت تلك الأصوات الشابة زحزحة الكبار عن كراسيهم، ويتغير قانون تنظيم الجامعات، يتم إقرار مبدأ الانتخابات بالجامعات لرؤساء الجامعات والعمداء، إلا أن هذا القانون لم يستمر طويلًا.
قرار بقانون بتعديل بعض أحكام قانون التنظيم الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972، وتنص على تعيين رؤساء الجامعات والعمداء من قِبل رئيس الجمهورية.
ثلاثة أعوام مروا على اعتصام كلية الإعلام ضد العميد السابق ''سامي عبد العزيز''، الشرارة التي تبعتها بقية الجامعات، خمسين يومًا كان عمر اعتصام الكلية التي شارك فيها ''سيد بدر''، أعتقد أن الأمر لا يعدو وقفة احتجاجية صغيرة، فقد طال الأمر لأكثر من شهرين، خاض خلالها مع زملائه المعتصمين العديد من الصعوبات داخل الاعتصام، من رد فعل المعارضين بالكلية على الاعتصام، واقتحام الشرطة العسكرية حرم الجامعة، ضرب الطلبة بالعصى الكهربية، إلى الدخول في متاهات التحقيق والفصل الوشيك لبعض الطلبة، لكن اللحظات الأخيرة من عمر الاعتصام، جاءت بالخير، ليتم الاستجابة إلى مطالب الطلاب، وإقالة عميد الكلية من موقعه، ومن بعدها إقرار مبدأ الانتخابات بالجامعات كلها.
الصدمة هي الوصف الأمثل لما أصاب ''بدر'' حينما تلقى خبر تعيين رؤساء الجامعات والعمداء من جديد ''رجعنا 2010''، اللهث وراء مطلب اسقاط أحد رموز الحزب الوطني، كان معينًا بأمر من الرئيس المخلوع، والنجاح فيه، ثم العودة بـ''جرة قلم'' إلى ما كان الوضع عليه، وهو ما أكد شكوك خريج إعلام أننا لا نبني دولة جديدة ''نفس الوجوه القديمة''، ولم توجد مناقشات مجتمعية حول القرار قبل صدوره.
بالنسبة لمحمود الواقع، خريج إعلام القاهرة، وأحد المعتصمين، لم يكن القرار مفاجئًا، فالسياق التي تمر به الدولة والتبعات تدل على هذا القرار، على حد قوله، ولكن الصادم بالنسبة لـ''الواقع'' كان رد فعل بعض أساتذة الكلية المؤيدين للاعتصام قبلًا، والمبررين للقرار حاليًا.
''احذر السيارة ترجع إلى الخلف''.. تقولها ضاحكة، المعيدة بكلية الإعلام ''أسماء رمضان''، فما يحدث بالنسبة لأسماء من شأنه أن يعيد الدولة إلى الوراء، وتؤكد أن الطلبة همُ وقود تلك الخيارات الحرة التي استطاعت من خلالها الانتخاب للمرة الأولى بالكلية، وهي الحالة النشطة التي اتسمت بها الكلية ''كان فيه أفكار بتطرح وبرامج انتخابية''.
رغم تلك اليوتوبيا الجميلة التي اتسم بها الجو العام قبل الانتخابات ''كنا متخيلين انه مش بس هنشارك في الانتخابات لكن هنشارك في محاسبة الشخص المنتخب بعد فترة لو مطبقش اللي قال عليه''، لكن الوضع بدأ في الانحدار، لم يحدث التطور المتوقع من قِبل العميد المنتخب ''فضلنا زي ما احنا''.
كراهية للثورة وعداء للديمقراطية، هو ما وصف به دكتور ''هاني الحسيني''، عضو حركة 9مارس، دلالات ذلك القرار الجمهوري، ويقول ''الحسيني'' إن البعض ممن عاب على الفترة الماضية وإنها لم تفد بأي انجاز للجامعة هو تصورهم أن الديمقراطية مثل شربة الدواء ''أول لما تشربها تخف''، وهو اعتقاد خاطئ، فالديمقراطية تحتاج لوقت وجهد حتى يُجنى ثمارها.
يصف ''الحسيني'' الجامعة وقت الانتخابات السابقة بمظهر جميل وحضاري، وقد كان أستاذ الجامعة بكلية العلوم عضوًا بلجنة الإشراف على الانتخابات، وقد شارك بالانتخابات أكثر من 70% من أعضاء هيئة التدريس، وهو ما يعني استجابة الغالبية لمبدأ الانتخابات.
ويحذر ''الحسيني'' من تبعات هذا الأمر مع بداية العام الدراسي الجديد في سبتمبر المقبل، وهو ما سيؤدي إلى حالة من العنف، حيث أغلق القرار دروب الحوار.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: