إعلان

''ساعة لقلبك''.. فاكهة الإذاعة المصرية

12:37 م السبت 31 مايو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - دعاء الفولي:

في مسرح ''1'' شارع علوي، كان المُلتقى، تأتي ''خيرية أحمد'' لتقول جملتها المعهودة ''محمود.. آنت بتعمل إيه يا حبيبي''، تمد حرف الواو مدًا يدفع السامع والمشاهد للضحك، ولو لم يكن مضمون المشهد كذلك، أما ''محمود'' الذي يحاول دائمًا إلحاق الأذى بالزوجة اللحوحة فيفشل، كان يؤديه ''فؤاد المهندس''، فتى مسرح جامعة القاهرة الموهوب وقتها، لم يخلُ المسرح من الخواجة بيجو، الذي لا ينفك يُدلي برأيه ولو كان خاطئًا يناغش ''أبو لمعة''، و''عبد المنعم مدبولي'' الذي تحدث كثيرون عن صرامته في الحياة يكتب لهم، دون ترتيب مُسبق كوّنوا برنامج ''ساعة لقلبك''، مسرح مجاني داخل البيوت المصرية التي اتخذت من الراديو حينها سبيلًا، وقت قليل تضحك به القلوب دون حساب، رغم صرامة الحياة والفقر، الزمن يمر و''الكليشيهات'' التي قدموها يعتريها القدم، لكن ساعة السعادة محفورة في قلوب الذين عايشوها حتى الآن.

في التاسعة ونصف مساءًا من أيام الثلاثاء، كان البرنامج يُقدم، منذ عام 1954 وحتى 1969، لم يكن ضيوفه عند البداية نجومًا كبار، ''أحمد الحداد''، ''حسين الفار'' و''سلطان الجزار'' فقط، قبل أن يقرر ''فهمي عُمر'' مقدم البرنامج السعي إلى البحث عن وجوه جديدة، ليُعاد تقديمه ب''أمين الهنيدي'' مدرس التربية الرياضية بمدرسة الخرطوم في السودان و''سعيد حشمت''، كانوا يُمثلون كهواة على مسرح المدارس، وبعد اكتشافهم بدأوا الحلقات بمحاذاة التدريس، في إجازات الفصول الدراسية. لفرط الإقبال الجماهيري على البرنامج، استأجرت الإذاعة بعد عرض حلقات عدة مسرح نجيب الريحاني كي يستوعب عدد أكبر، فالأول لم يستوعب سوى 50 فرد فقط، ثم لم يعد مسرح الريحاني كافيًا، فاستأجرت الإذاعة مسرح ''الهوسابير''، وكان يضم 1000متفرج، حتى أن القائمين على البرنامج استعانوا بالشرطة لتنظيم الجماهير الموجودة، وتوقف البرنامج لعدم القدرة على استيعاب الأعداد.

لكل شخصية في البرنامج مناسبة، زوجة ''محمود'' جاءت عندما كانت ''خيرية'' و''مدبولي'' وبعض الزملاء يجلسان على أحد الشواطئ، فشاهدا زوجة تُعامل زوجها باهتمام أكثر من اللازم، تُحدثه بنفس طريقة الشخصية في ''ساعة لقلبك''، تابعها ''مدبولي'' جيدًا قبل أن يكتب اسكتش يُطالب فيه خيرية بتقمص الشخصية ''لكن بعبط شوية'' على حد قول الفنانة الشهيرة، أما الدكتور شديد الذي كان يمثله ''محمد عمر فرحات''، فكان يمتلك دكتوراه بالفعل ولكن في الفلسفة، درّسها على يد ''زكي نجيب محمود''، رزانة الشخصية في الواقع لم تنعكس على أدواره التي طافت مصر كلها، ''وماله ياخويا'' كانت جملته الشهيرة داخل البرنامج، الذي كوّن القائمون عليه فيما بعد فرقة ''ساعة لقلبك''، توقف البرنامج بعد أن انشغل مقدموه بحياتهم الفنية، تفرقوا في بقاع السينما والمسرح، لكن فضله عليهم كان عظيمًا، لا يُنكر.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان