لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أبناء صاحبة الجلالة ''درجات''.. أعرف مقدار حريتك من على ''سلم النقابة''

12:34 م السبت 03 مايو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت : يسرا سلامة

أقدام عديدة تقف على سلم نقابة الصحفيين، لمبناه الشهير الكائن بوسط البلد، درجة تقترب من النقابة يقف عليها صحفيون حصلوا على امتيازات المهنة بعد عناء، درجة أقل يقف عليها من في ظروف جيدة نسبيًا، باحثًا عن امتيازات أعلى، آخرون في الدرجة الثالثة، يحلمون بالشهرة وكارنيه النقابة، على درجات الامتيازات الصحفية كانوا هم، لا يخلُ عملهم من صعوبات يتعثرون بها في الطريق، حتى أولئك الذين تشبثوا بالدرجة الأعلى من السلم.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يحل كل عام في الثالث من مايو، يتفقد ''مصراوي'' درجات السُلم ومن يقفون عليه، جميعم يربطهم الحلم بصحافة أكثر مهنية، ووضع أكثر أمنًا لمهنتهم، هامش من الأمان يبحثون عنه في مهنة البحث عن المتاعب، تفرقهم الخبرة الصحفية، وموقعهم داخل الصحف المختلفة من القومي للخاص للمواقع الإلكترونية، منهم في القاهرة ومنهم خارجها ولا تنتهي أحلامهم إلا بالترقي في سلم المهنية، وضمان مناخ وبيئة صحية لعملهم.

محمد الهواري: في مصر لا يوجد سوي صحافة ''الصوت الواحد''

عشر سنوات هي عمره الصحفي، لم توقفه السنوات المتتابعة عن حبه لمهنة الصحافة، ولا عن السعي داخل دروب صاحبة الجلالة، يدور فيها ''محمد الهواري'' بقلمه وفكره ومبادئه، قد شغفه حبه للمهنة حتى دفعت به الخبرة إلى منصب سكرتير تحرير جريدة ''المصري اليوم''.

علي درجة مرتفعة من السلم يقف ''الهواري''، بعد عضويته لنقابة الصحفيين مبكرًا، خبرات عمل في الصحافة والتدريب لصغار الصحفيين، على الرغم من ذلك يعتقد أنه ''درجة عاشرة''؛ فامتلاك الصحفي لكارنيه نقابة الصحفيين ليس معيارًا على كفاءته أو مهنيته، بل ما يملكه من مبادئ وإطلاع وخبرة داخل العمل الصحفي، وتصالح الصحفي مع سياسة المؤسسة الصحفية التي يعمل بها، يقول الهواري ''ممكن يكون صحفي تحت التدريب ولديه معايير أفضل من عضو نقابي''.

أزمات شديدة تمر بها حرية الصحافة في مصر كما يرى ''الهواري''؛ أعظمها هو الاتجاه الواحد الذي يغلب علي توجهات الصحف المصرية، مهما اختلف نمط ملكيتها من الحزبي للقومي إلى الخاص، ففترة الصوت الواحد في الأغلب تأتي تطوعًا من أصحاب تلك الصحف، وتحديدًا أصحاب رؤوس الأموال بها.

''أخطاء مهنية فادحة''.. هكذا يرى ''الهواري'' صفحات الجرائد المصرية يوميا، معززًا ذلك بنشر الصحف أحيانًا لصور ضحايا الاغتصاب، في مخالفة صريحة لمعايير الشرف الصحفية، متابعًا أن سقف حرية الصحافة كان قد ارتفع في عهدي مبارك ثم المجلس العسكري، ثم في عهد الإخوان، لكنه وصل إلي مناطق أدنى فيما بعد 30 يونيو.

يؤمن ''الهواري'' أن مفهوم حرية الصحافة المصرية تغير، فما يحتاجه الصحفيون هو حرية تداول المعلومات والشفافية في نشر المعلومة، كما أن الحرية لم تعد قاصرة على حق الصحفي فقط، لكن أيضًا ممتدة إلى حق الصحافة في وجود قارئ واعي، يدافع عنها إذا ما واجهتها انتهاكات، فحرية الصحافة تشاركية بين القارئ والصحفي، متسائلًا ''هل لدى القارئ المصري الوعي للحفاظ على المعايير الصحفية؟''.

ويتابع ''الهواري'' أن معايير الصحافة يجب أن تطبق من داخل الجماعة الصحفية نفسها، وأن يكون الصحفي مؤهلًا برصيد من الخبرة والالتزام بالمعايير، وأن يسعي للتوافق بما يراه ويؤمن به، وبما تكتبه المؤسسة الصحفية، مضيفًا أن الدور الاكبر من الالتزام بالمعايير يجب أن تتمتع به الصحافة القومية؛ لأنها من دافعي الضرائب، بينما الصحف الخاصة والحزبية تعبر عن توجهات رؤوس الأموال.

ويوضح أن حل أزمات الصحافة تكمن في وعي القارئ بالأساس، لأنه يدافع عن حقه في الحصول على المعلومات، وصولًا للصحفي بأن يكون مثقلًا وواعيًا بقدرته الحصول على حقوقه.

أحمد بدراوي: صحفي ''المحافظات'' درجة ثانية

كلمة واراء كلمة، لا تخرج للنشر دون أن تمر علي عينيه، يجلس فيها ''أحمد بدراوي'' الصحفي في أحد الجرائد الخاصة مراجعًا لموضوعات في الديسك، بمقر الجريدة بالإسكندرية، لا يتوقف عمله عند ذلك لكن من أجل اللحاق بالملف الذي يتولاه، ''السلفيون في الاسكندرية'' لمتابعة آخر التصريحات والأخبار.

على سلم نقابة الصحفيين، لا يزال يبحث ''بدراوي'' عن موقع من الإعراب، ينتظر لمدة أربع سنوات أن يلتحق بالمؤسسة الصحفية الوحيدة التي تعطي صكًا للصحفيين في مصر، رحلة بدأها منذ 2010 حتى الآن في طريق صاحبة الجلالة، يعتقد الشاب اليافع أن درجات الصحفيين في مصر تختلف لا بحسب امتلاكهم لكارنيه النقابة، لكن بحسب اقترابهم من العاصمة.

''صحفيو المحافظات درجة تانية''، يهرول رفاق ''بدراوي'' من أجل العمل في القاهرة، والاستقرار بها، يوضح الشاب أن صحفي المحافظات يملك من الأدوات ما يعطيه نقاط قوة، وأماكن لخلق قصص صحفية لا يستطيع القيام بها أبناء العاصمة، لكن كارنيه النقابة تكمن أهميته في حماية الصحفي خاصًة الميداني.

يعترف ''بدراوي'' بشئ من مرارة في الحلق ''مفيش حرية صحافة في مصر''، مشيرًا إلى أن الحرية لا تكمن في الكتابة، لكنها في حرية الصحفي في الحصول على المعلومة، وحرية تغطية الأحداث دون استهدافهم، فعلى حد قوله، قتل 12 صحفي في الأحداث الاخيرة في مصر رقم كبير، لا يبشر بخير للصحافة المصرية.

عدد من الممارسات المهنية في بلاط صاحبة الجلالة يرصدها ''بدراوي''، المصادر المجهلة على رأسها كواحدة من أخطاء عدة، يقول ''بدراوي'' إن قليل من الصحف هى ما تباشر بالإعتذار في حالة ارتكابها أخطاء مهنية ''قليل ما تشعر الصحف بأن هناك قارئ يجب أن تحترمه''.

''الصحفي بيقوم بعمله زيه زي الشرطي أو الجندي، مش مجرد هاوي أو ناشط سياسي''، يعتقد الصحفي الشاب أن النقابة يجب أن تقوم بدورها في حماية صحفييها، رغم أن لها بعض المواقف الإيجابية حين اعترضت على إغلاق صحيفة الحرية والعدالة، لكنه يرى أن الأمر في الأغلب يقتصر على البيانات ليس إلا.

يضرب الصحفي الشاب مثلًا لانتهاك حق الصحفيين بزميله ''أحمد فؤاد'' الصحفي المستقل في موقع ''كرموز''، والذي تم إلقاء القبض عليه أثناء تغطيته ذكرى ثورة يناير في الإسكندرية، يقول ''بدراوي'' إن ''فؤاد'' ليس نقابي، فلم ينتفض أحد للدفاع عنه، ولا يزال يحصل على تجديدات تلو الأخرى من النيابة دون حل لأزمته.

حرية الصحفي في اختيار الموضوعات التي يتناولها أمرًا آخر يستشعر ''بدراوي'' ندرته، فملفات السياسية تطغى في معظم الوقت علي نشاط الصحفي، مثل تلك الفترة ''الانتخابات الرئاسية تسيطر على أولويات رؤوساء الأقسام''، فتغطي على الصحافة الخدمية، أو صحافة الشارع، مضيفًا أنه حتى في حالة وجود صحافة خدمية لا يوجد لها استجابة من المسؤولين.

''إبراهيم سيد'': علي قائمة انتظار التعيين

في داخل أروقة مؤسسة قومية، بدأ ''إبراهيم سيد'' خطواته في طريق صاحبة الجلالة، بعد خطوات عديدة اتخذها خريج 2012 من كلية الإعلام جامعة القاهرة بداخل مؤسسات خاصة، بين المواقع الالكترونية والمؤسسات التلفزيونية، ليسعى مؤخرًا للانضمام لمؤسسة الأخبار.

ستة أشهر في المؤسسة القومية، يعمل فيها الشاب – 22 عامًا- داخل القسم الدبلوماسي المسوؤل عن تغطية أخبار السفارات والمنظمات الدولية، ينتظر ''سيد'' جرة قلم، بحسب قوله، من رئيس مجلس الإدارة للإمضاء علي قرار تعاقده الرسمي مع المؤسسة، لا يعرف أسباب توقف العقد له ولعدد حوالي عشرة صحفيين مثله.

كارنيه نقابة الصحفيين لا يمثل عائقًا له في العمل، هناك معوقات لتغطية بعض الأحداث الرسمية مثل المتعلقة برئاسة الجمهورية أو البرلمان تحتاج إلي كارنيه النقابة، لكن وفقًا له فعمل الصحفي هو المحدد والمعيار لكفاءته، وليس ما يحمله من كارنيه، بالرغم من حاجة أى صحفي إليه.

هامش أقل من الحرية لـ''سيد'' داخل دوائر المؤسسات القومية، يذكر الصحفي الشاب أنه اقترح موضوعًا على رئيس قسمه لقصة صحفية لها علاقة بزيارات وزراء الخارجية إلي واشنطن، لكن الموضوع لم يُنشر، لقربة من أجهزة سيادية، مضيفًا أن من المعلوم أن ''الجيش خط أحمر''، حتى في المواقع الإلكترونية الخاصة، فأثناء عمله بوكالة ''أونا'' علم أنه لا يُنشر أي خبر عن الجيش المصري مهما كان، إلا بالرجوع لرئيس التحرير.

لم يكن كارنيه النقابة السبب الوحيد لالتحاق ''سيد'' بمؤسسة قومية، بل أن يكون اسمه معروفًا داخل الوسط، ''الشهرة والمجد الصحفي لا تأتي إلا من الجرائد الورقية وليس من المواقع الإلكترونية''، يستطرد ''سيد'' إن ذلك هو أهم أسباب التحاقه بمؤسسة قومية، لأن شروط النقابة صعبة في ظل الأوضاع الراهنة لصغار الصحفيين.

معوقات قانونية تواجه صغار الصحفيين على حد تعبير صحفي الأخبار، فالقانون لم يعدل منذ الخمسينيات، ولا يتلائم والأوضاع المتغيرة في الصحافة، بجانب عدم مراعاة أن يكون الإنضمام لخريجي الإعلام، مشيرًا أن كارنيه النقابة أصبح ''بيزنس''، فهناك عدد من الجرائد تساوم الصحفيين ليدفعوا مبالغ تسعى بها الجريدة لدخول المجلس الاعلي للصحافة، في مقابل دخول الصحفي للنقابة.

''إيناس كمال''.. كارنيه النقابة ''حلم'' لابد منه

كانت بدايتها في الصحافة بدافع حبها للمهنة، بدأتها في عدد من المواقع الإلكترونية، من التحقيقات الصحفية لأخبار المنوعات، حتى استقرت في القسم الفني بمجلة روزا اليوسف، لم تتخلص فيه ''إيناس كمال'' من أعباء المهنة.

تنهيدة خرجت من فم ''كمال'' عند سؤالها عن حرية الصحافة، تعترف أن الوضع الصحفي في مصر عقب 30 يونيو بات أكثر صعوبة، يظهر ذلك في خوف الصحفيين للحديث بموضوعات محددة، لتسرد الصحفية منذ سبعة أشهر أن جُل صعوبات المهنة واجهتها حين عملت بالتحقيقات.

تصاريح وتفويضات رسمية تحتاجها الشابة الصحفية إبان عملها بذلك القسم، تتذكر واحدة منها حين قيامها بالعمل على موضوع صحفي متعلق بالصحة، لم تفلح فيه الفتاة الشابة من التقاط رد رسمي أو الولوج لمسؤلين رسميين، لإنها ليست عضو نقابة صحفيين، ضمن قيود صارمة يضعها المركز الإعلامي لوزارة الصحة.

''لما بدخل أى مكان حكومي .. أول شئ بنتسأله فين الكارنيه''، تقول ''إيناس'' إنها لم تحصل من مجلة روز اليوسف حتى الآن على ما يثبت انتمائها للمؤسسة، ''اتقال لنا بعد سنة هنتعين''، بينما اختفت القيود لحد كبير بعد عملها بالقسم الفني، اقتصر حلمها على كارنيه النقابة، ووضع مادي أفضل.

راتب غير المعينين كما تقول ''كمال'' لا يتجاوز 1000 جنيه، موضحة أن معظم الصحفيين يلجأون للعمل في مؤسسات خاصة بسبب التعويض المادي، لكن المؤسسات الخاصة في مقابل ذلك تضع ضغوطًا أكبر على الصحفي، من أجل تقديم موضوعات أكثر.

تقول ''إيناس'' إن المشكلات المادية عبء حقيقي، لما ينفقه الصحفي في الحديث إلى مصادر صحفية أو بدل انتقال، من أجل اتمام مهام عمله، الحل لا يتوقف في نظرها عند كارنيه نقابة الصحفيين، لكنه يحتاج أيضًا أن تولي المؤسسات الصحفية الاهتمام لأبناءها والنظر إلى ظروفهم بعين الاعتبار.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: