لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الحياة العاطفية للمسيح: هل أحب مريم المجدلية؟

12:10 م الخميس 29 مايو 2014

الحياة العاطفية للمسيح: هل أحب مريم المجدلية؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أمستردام – (هنا صوتك):

بعد صدور رواية ''شفرة دافنشي'' الشهيرة لدان براون، اهتم كتاب كثيرون بفك لغز العلاقة التي جمعت المسيح بمريم المجدلية. وصدرت في السنوات الخمس الأخيرة وحدها، أربعة كتب باللغة الهولندية تناولت هذه العلاقة، فضلا عن بحوث أكاديمية، وأطروحات جامعية عديدة.

دان براون تحدث في روايته عن زواج وأبناء، بين المسيح ومريم المجدلية، الأمر الذي نفاه البروفيسور هنك يان دي يونغ، من جامعة لايدن، في محاضرة ألقاها في الجامعة: ''لا توجد دلائل تاريخية على زواج المسيح بمريم المجدلية، هذا خداع صارخ. دان براون اعتمد على الأناجيل الملفقة، وكل تصوراته عن العلاقة بين المسيح ومريم المجدلية، لا يوجد أي ذكر لها هناك. توجد بالتأكيد إشارة لعاطفة مميزة بين الاثنين، لكنها، حسب رأيي، لم تتعد حدود العلاقة بين معلم ومريد''.

عكس ذلك، تذهب الكاتبة الهولندية ليزيت ثوفت في كتابها ''المسيح ومريم المجدلية.. أسطورة الحب والحرية''، إلى الاعتقاد بأن علاقة مميزة جدا جمعت بينهما، وتطرح اسئلة، تعتقد أنها تراود المتخصصين في اللاهوت بكثرة في الأعوام الأخيرة، من قبيل: ''لماذا لا يكون المسيح قد عاش، كأي انسان آخر، حياة عاطفية بالفعل؟ لماذا تفرض الكنيسة الكاثوليكية العزوبية الإجبارية على الكهنة؟

لماذا لا يزال التشدد والتزمت يطغيان على المحافظين البروتستانتيين؟''. وباختصار، حاولت الكاتبة في كتابها معرفة أسباب نبذ المسحية للجنس، وهو نبذ وصل، في اعتقادها، ''إلى حد تحويل مريم العذراء إلى كائن غير جنساني، وإعلانها عذراء على مر العصور''. وتسأل: ''لماذا يصبح الجنس لدى المسيحيين الأرثوذكس شيطانا؟ ومن هو الشيطان تحديدا؟''.

وتخلص الكاتبة الى أن قصة يسوع ومريم المجدلية تشبه قصصا مماثلة في ديانات أخرى، يضحي فيها البطل دائما بنفسه، والبطلة بالتخلي عن حبيبها، لكن الفرق الجوهري، حسب رأيها، في قصة يسوع ومريم المجدلية، يكمن في أن ''القصة لا تتناول فكرة الخصوبة الجسدية، وإنما تتعداها إلى مفهومي التمكين والتطور الروحي للرجل والمرأة''، فالإنجيل، كما تقول، ''يدعو الرجل إلى الحب والمرأة الى الحرية''، من خلال هذه القصة.

البلجيكي غويدو كندت، الذي عمل لمدة 20 عاما صحفيا في دي ستندارد البلجيكية الشهيرة، واعترف بعد تقاعده، أنه كان جاسوسا لروسيا، اهتم بنوعية العلاقة التي جمعت

المسيح بمريم المجدلية، في كتاب صدرت منه، إلى الآن، عدة طبعات تحت عنوان: ''مريم المجدلية، هل هي زوجة، عشيقة أم رسولة يسوع''؟ . يرى كندت، أن شخصية مريم المجدلية ''تم وضعها في أحيان كثيرة في صورة العاهرة التائبة، أو المخطئة التي غفر لها المسيح''، لكنها، في اعتقاده، ''كانت تلعب دورا مهما في حياة المسيح، وربما كانت زوجته. ولأن الكنيسة البطريركية لم تكن ترغب في رسولة أنثى، عمدت إلى طمسها وتغييبها بالكامل في العهد الجديد، ولم يشر لها إلا في مناسبات قليلة من حياة المسيح، مثل مشهد الصلب، أو نهوضه، بعد أن كان ذكرها قد ورد بكثرة في الأناجيل القديمة''، حسب قوله في كتابه. السؤال الذي يطرحه كندت في الكتاب، ويحاول أن يجد له إجابة مقنعة هو: '' لماذا جعلت منها الكنيسة عاهرة؟

ولعل جبران خليل جبران هو أول من اهتم بقصة المسيح ومريم المجدلية في كتابه ''عيسى ابن الانسان''، ويسرد جبران تفاصيل اللقاء الأول بينهما، في حديث مفعم بالحب والشهوة، ويقول على لسانها: ''كان ذلك في شهر يونيو، عندما شاهدته للمرة الأولى، وكان يسير

في حقل القمح وقد انتحى جانبا، في حين كنت أخطر بين وصيفاتي. قلت: ''عم صباحا''، فقال: ''عمت صباحا يا مريم''. (وهي تحية تدل على أن الاثنين يعرفان بعضهما). ثم تقول مريم: ''لقد ضرعت إليك أن تأتي إلى داري''، فيرد المسيح: ''ما أكثر محبيك ولكنك لن تجدي غيري لك حبيبا ، غيري من الرجال يحبون أنفسهم في وصلك، أما أنا فأحبك لنفسك'' (ص 40).

قد يكون الخوض في هذه الحكاية أمرا شائكا، لكن كثيرا من الباحثين حاولوا حل لغز العلاقة الغامضة بين المسيح والمجدلية، وربما لن تتوقف المحاولات

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا


فيديو قد يعجبك: