لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محمد قطب..شقيق المفكر الإخواني يسأل ''هل نحن مسلمون؟''..''بروفايل)

03:13 م السبت 05 أبريل 2014

محمد قطب..شقيق المفكر الإخواني يسأل ''هل نحن مسلمو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- نوريهان سيف الدين:

بداية أدبية حالمة، تعقبها أزمة تطيح بأحلام رب الأسرة، تتغير الأفكار داخل ''زنزانة السجن الحربي''، هدنة قصيرة تتيح له الانخراط في الدعوة لأفكار ''الجماعة''، تتجدد الأزمة ويعود لنفس الزنزانة، حكم بالإعدام على ''الأخ الأكبر'' والسجن ''6 سنوات'' للأخ الأصغر، يخرج بعدها مهاجرا للسعودية، يفكر كيف سقطت تجربة ''قيادات الجماعة'' في ''امتحان السياسة''، ويطرح سؤال ''هل نحن مسلمون؟''

بالأمس، رحل المفكر الإسلامي ''محمد قطب''، الأخ الأصغر للمفكر الإسلامي ورجل الإخوان الأشهر ''سيد قطب''، عن عمر ناهز الـ95 عاما قضى شطره الثاني في استضافة ''المملكة السعودية''، بعد تفجر الأزمة بين الجماعة وآل قطب'' وبين ''النظام'' في حقبة الستينات.

الاسم في شهادة الميلاد ''محمد قطب ابراهيم حسين الشاذلي''، مولود في 26 ابريل 1919 بأسيوط، تفرقه 12 عاما عن الأخ الأكبر ''سيد'' وسنوات قليلة عن الشقيقات ''حميدة وأمينة''، تربية في كنف ''الخال'' المطلع على الآداب والصحافة، الزائر الدائم لصالونات العقاد والمازني وطه حسين، مما أثر على عقلية الشاب ''محمد''، وجعله يؤثر دراسة ''الأدب الإنجليزي'' بجامعة ''فؤاد الأول- القاهرة''، خاصة مع سفر الأخ ''سيد'' في بعثة دراسية للولايات المتحدة ورغبة ''محمد'' اللحاق به، يتخرج فيها عام 1940، ويستكمل دراسة ''علم النفس التربوي'' بالمعهد العالي للمعلمين، وهو ما استمر معه وظهر جليا في كتاباته، لا سيما كتاب ''أطياف الأربعة'' الذي شارك في كتابته برفقة أخوته ''سيد وحميدة وأمينة''.

انخراط في دراسة الأدب غير مكترث بالسير على خطى الجماعة مثل الأخ الأكبر، نجم ''سيد'' يلمع في الصفوف الأولى، لا يلبث أن ينقلب الوضع رأسا على عقب بعد ''أحداث المنشية 1954''، ويقتاد كل قريب وبعيد من ''الجماعة'' للسجون الحربية، وفي ''طرة''؛ يعزم على السير على خطى ''أبناء البنا''.

تساؤلات ''قطب الصغير'' تمحورت حول ''فشل الامتحان الأول للإسلام السياسي''، وهو ما طرحه في إحدى كتاباته قائلا: ''إن قيادات الجماعة الإسلامية كانت تفتقد إلى الوعي والخبرة التي تمكنها من إدراك خطر التورط في مواجهة مع النظام السياسي''، وهو ما خلص إلى دعوته للعمل على ''التربية الإسلامية''

وزرع المفاهيم الأولى نقية بعيدة عن ''مفاهيم الغرب'' ورؤيتهم المادية للإنسان، وهو ما قاله ''الدكتور سعيد المحروقي- مدرس الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر''، مضيفا: ''كتابات محمد قطب أغلبها نقضا للفكرة الداروينية، وهي المنادية بأن الإنسان حيوان مفكر وشهواني، إلا أن قطب قال (الإنسان إنسانا لا حيوانا)، وهو ما تنادي به صميم الفلسفة الإسلامية''.

قرار بالإفراج لا يستمر طويلا، يعود بعده للسجن مجددا في 1965، ليس وحده وإنما برفقة الأخوات ''حميدة وأمينة'' أيضا، يعدم الأخ ''سيد قطب''، لا يرى ''محمد'' النور إلا في أكتوبر 1971 بعد مجيئ ''السادات''، تستضيفه ''السعودية'' بعد أن فتحت أبوابها لأفراد الجماعة منذ الستينات عقب أزمتها مع ''ناصر''، وهناك يعمل ''محمد قطب'' مدرسا في كلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة، ثم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ويرسخ مدرسة أكاديمية للمفهوم الإسلامي المعاصر، ودمجه بالعلوم الأدبية والإنسانية.

كتابات ''محمد قطب'' جميعها دارت في نفس الفلك، فخرج أكثر من 35 كتابا تطرح سؤال ''هل نحن مسلمون''، وهو نفسه عنوان إحدى كتبه ومنها ''معركة التقاليد، التطور والثبات في الحياة الإسلامية، واقعنا المعاصر، لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهج حياة''، فضلا عن إشرافه على عديد من الرسائل الأكاديمية في الجامعات السعودية.

في الفترة الأخيرة ورغم المرض والكهولة، سعى ''قطب'' على استحياء لتخفيف الصدام بين ''الجماعة'' والنظام، خاصة بعد إعلان ''جماعة الإخوان'' كجماعة إرهابية في مصر والدول العربية، إلا أن الأقدار لم تمهله، وغادر عالمنا في الرابع من إبريل 2014 بالمركز الطبي العالمي بجدة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: