''نور''.. فنان على رصيف المترو: ''أرحم من قعدة البيت''
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت - نوريهان سيف الدين:
من بعيد تحسبه هائما على وجهه، إلا أنه يعرف هدفه جيدا، يقترب شيئا فشيئا ويظهر كأنه خارجا لتوه من ''مهرجان ألوان''، تتضح مقتنياته التي يحملها بين يديه، وفي حقيبة صغيرة علقها على أكتافه، على حقيبته ألوان علم مصر، وعلى ظهره مكتوب ''فنون''، ومعها تتجلى ألوان ''الجنون''.. ''طالما مش لاقيين شغل يبقى نشتغل ألوان''.
على رصيف محطة مترو ''دار السلام''، اتخذ ''نور حسين'' من وجوه الأطفال دون العاشرة معرضا فنيا له، بعد دراسة سنوات في كلية الفنون الجميلة، والتخرج في قسم الديكور، وخيبة السعي للحصول على عمل يناسب مؤهله العالي، فقرر حمل ''ألوان مياه'' وعدة فرش رسم، وطاف بها في شوارع القاهرة، يرسم ألوان علم مصر، وقلوب، وعصافير صغيرة على وجوه الأطفال.
''2 جنيه ونص مش وحشين أهو أحسن من مفيش''، فمقابل حركات بسيطة سريعة يرسمها ''نور'' على وجوه الأطفال بصحبة آبائهم، يكون الأجر مجرد (2.5 جنيه)، ليهم بعدها بحثا عن طفل جديد مستعد لتلوين وجهه بأشكال متعددة أبرزها علم مصر.
''بنتاكور، وتيشيرت وشبشب بصباع''، صبغت جميعها بألوان متداخلة جسدت جنون الفنانين، زادها شعر كثيف ولحية خفيفة كست الوجه، كلمات منمقة يتفوه بها بصحبة الصغار، جاذبا بها الآباء بلطف وادب لكيلا يرفضوا فرصته في اجتذاب القروش القليلة نظير ألوانه.
رأسماله مجموعة من ''البرطمانات'' في داخلها ألوان مختلفة، وصحبة من فرشات الرسم، كادت أن تضيع منه ويقتاد معها إلى مكتب ''ناظر المحطة'' برفقة بعض أمناء الشرطة، وتحذير بعدم إشغال الرصيف وتجمع الناس حوله وإحداث زحام غير مبرر، وتمتمات من منتظري القطار القادم بأنه ''أرحم من البياعين والدوشة واقتحام عربة السيدات''، لكن ''نور'' آثر لملمة الموقف حتى لا يحرر محضر ضده، وسارع بركوب القطار القادم لتوه وهو يقول ''محطات المترو كتير والشوارع أكتر، بس قعدة في البيت.. استحالة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: