لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إذا زادت أزمة ''الكهرباء''.. حضر الحل ''عودة التوقيت الصيفي''

01:19 م السبت 12 أبريل 2014

إذا زادت أزمة ''الكهرباء''.. حضر الحل ''عودة التوق

كتبت-إشراق أحمد:

آخر شتاء لها مع والدها تتذكره ''أماني عبد السلام''، في شقة أختها بمنطقة النزهة، عشر دقائق بالسيارة بينها ومنزلها، بصحبتهم تتواجد كل أسبوع حتى المساء، تغادرهم عائدة، وقبل موعد الذهاب بدقائق صاح بها أباها مباغتًا ''الساعة بقت واحدة''، فزعت السيدة الثلاثينية التي كانت تعد نفسها للمغادرة على أساس أن التوقيت بلغ الثانية عشر مساءً؛ ''غيروا الساعة''.

أجابها، فهو موعد الجمعة الأخيرة من إبريل طيلة 70 عام لإعلان ''التوقيت الصيفي''، الذي ظل مرتبط لديها بـ''لغبطة اليوم''، تناسته منذ 2011 لتعاود ضيقها من دراسة عودة تطبيقه في 2014 بعد تصريح وزير الكهرباء ''محمد شاكر''، بينما اعتبره آخرون ميزة كـ''أحمد السيد'' الذي يقف أمام ''فرشة'' بيع الكتب متمنيًا استمراره طوال العام لأجل ''الرزق''.

''ترشيد استهلاك الكهرباء'' الكلمات التي ظل على إثرها يتم تطبيق القرار منذ منتصف أبريل عام1941 خلال الحرب العالمية الثانية، بين إلغاء وعودة كان ظل يتأرجح حتى 1988 بعد وضع قانون برقم 141 يقر نظام التوقيت الصيفي والمعدل له رقم 14 لسنة 1995 وهو ما حدد الجمعة الأخيرة من شهر أبريل لبدئه والخميس الأخير من سبتمبر لانتهائه مقدرًا الوقت المقدم بستين دقيقة.

''التوقيت لا يؤثر على ترشيد الاستهلاك بشكل يذكر ولا تتعدى نسبة التوفير نصفًا فى المائة'' قال ''حسن يونس'' وزير الكهرباء السابق قبل الثورة، وفي فترة توليه الحقيبة الوزارية في حكومة عصام شرف صدر وتحديدًا في 20 أبريل2011 صدر قرار بإلغاء التوقيت الصيفي، تندر البعض بأن الإنجاز الذي تم تحقيقه بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، لكن بعد مرور ثلاثة سنوات يعود من جديد وزير الكهرباء ''محمد شاكر'' يصرح أن عودة التوقيت الصيفي أحد الحلول الجاري درستها وتطبيقه يعمل على ''ترشيد الاستهلاك بشكل تلقائي لأنه يساهم في زيادة عدد ساعات النهار''.

فصل صيف تنذر الحكومة أنه سيكون ''الأصعب'' مع أزمة الكهرباء التي تواجهها البلاد وزادت حدتها في الفترة الأخيرة وجدت لها الحل في تخفيف الأعباء عبر قطع التيار إجباريًا على المناطق، مصر ليست الدولة الوحيدة المطبقة لهذا القرار ولكنه أصبح لدى البعض مثارا للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ كحال قرار الإبقاء أم إلغاء الصف السادس الإبتدائي أو جعل الثانوية العامة عام أم عامين بدعوى تخفيف العبء على أولياء الأمور ومحاولة إصلاح التعليم.

في السادسة صباحًا يدير ''سعيد حسنين'' محرك سيارته ''التاكسي''، لا يفرق معه التوقيت في شيء سوى تواجد ''الزبون'': ''لو الناس هتنزل بدري هنزل لو متأخر برضه هنزل''، لذلك لا يبكر عن موعده هذا ولا يجد ضير من عودة التوقيت الصيفي لأكثر من سبب أولهما ''مش هتفرق كتير''، وثانيهما ''أى حاجة بتحصل بنتأقلم عليها واللي هيقولوا عليه هنعمله''، بنبرة ساخرة قال ''حسنين''.

في الوقت الذي سارع ''أحمد السيد'' بقول ''ياريت يفضل على طول السنة''، التوقيت الصيفي لـلشاب الثلاثيني بائع الكتب أفضل ''بيبقى اليوم طويل الواحد بيقضي مشاويره وعشان الشغل''، من التاسعة صباحًا وحتى السابعة مساءً يعمل ''السيد'' لكن بعد المغرب بالنسبة له وقت ''الحركة فيه بتقل''.

حتى لو كانت نصف ساعة ترى ''لبنى عبد العزيز'' أنها ''هتفرق'' خاصة مع ابنتها الصغيرة التي تضطر لإيقاظها يوميًا في السادسة والنصف صباحًا للذهاب إلى المدرسة ومع تغيير الوقت ترهق ابنتها لاعتيادها على الأمر فتظل يقظة، وكذلك هى؛ عملها مدرسة إلى جانب متطلبات البيت يجعل ميعاد نومها في العاشرة بينما يضطرها التوقيت الصيفي إلى أن تأوي للفراش في الحادية عشرة كما اعتاد جسدها، على حد قولها.

النور هو أساس حياة ''حسن الأبيض'' صاحب محل فضيات دونه ''مفيش زبون يعرف يتفرج'' سواءً كانت إضاءة طبيعية أو كهرباء ''الميزان نفسه بيشتغل بالكهرباء'' وبالتالي لن يوجد بيع، على حد قوله، يدعو ''الأبيض'' الله ألا يطبق التوقيت الصيفي، بالنسبة له ''بيعفرط اليوم'' ويؤثر على حركة الشراء التي تزيد بعد الظهيرة وفي فترة المساء، وشرط واحد فقط يمكنه حينها تقبل القرار ''إذا كان هيوفر الكهرباء عشان النور مايقطعش غير كده مالوش لازمة''.

''طبيعة دوران الأرض وميل محورها'' هو ما يسبب طول النهار بالصيف عنه بالشتاء، حسب ''أنس إبراهيم عثمان'' مدير المعهد القومي لعلوم الفلك الأسبق، موضحًا أن نصف الكرة الشمالي في الشهور ''يونيو، يوليو وأغسطس'' يكون محور دوران الأرض حول الشمس مائل وليس عمودي لذلك تكون الشمس ''عالية'' في السماء بالصيف عن الشتاء، وأضاف ''عثمان'' أن التوقيت الصيفي لا يخرج عن كونه قرار سيادي لا علاقة له بالحركة الطبيعية للأرض ولا زيادة الساعات ونقصانها فقط إعطاء الاحساس بالاختلاف، على حد تعبيره.

فيما نفت ''علا شاهين'' أستاذ الطب النفسي بكلية الطب –جامعة القاهرة- أن تتأثر نفسية وجسد الإنسان بتغير التوقيت بشكل يتعدى أكثر من حدوث ''توتر مؤقت'' يتم التأقلم معه في فترة وجيزة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان