لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مشوار التصنيف يبدأ بـ''كدة عيب'' ولا ينتهي بـ''انتِ إخوان''

02:31 م السبت 08 مارس 2014

مشوار التصنيف يبدأ بـ''كدة عيب'' ولا ينتهي بـ''انت

كتبت - إشراق احمد ودعاء الفولي:

عانت كل منهما تبعات تصنيف المجتمع لها، حسب الشكل، وضعتهما آراء الناس بصندوق صغير، لا يمكن الخروج عنه، إذا لم ترتدِ الحجاب، فهي في العرف العام ينقصها شيء، وإذا ارتدته، لم تسلم من خانات جاهزة تبعًا لشكل ''التحجيبة''، حتى تصل للمرحلة الأصعب عندما يصنفها أحدهم سياسيًا بسبب طول ''الطرحة''.

''أنت ممكن ما تبقيش إخوان بس عندك هوى الإخوان'' كلمات كانت الأكثر ضيقًا لـ''أماني سالم''، فمنذ أن وطأت قدميها أرض مصر عائدة إلى وطنها للالتحاق بكلية الإعلام بعد سنوات قضتها وأسرتها بقطر، هيئتها الشكلية، طالما كانت محط أنظار من حولها، لا تعيقها، تجدها رغبتها الشخصية، لكن الآخرين يلصقون بها عمدًا التصنيف وأكثرهم ذاك القائل بأنها تنتمي لجماعة الاخوان.

''خمار'' ارتضته الفتاة العشرينية، ومجال أحبته، قررت أن يكون الإخراج التليفزيوني تخصصها فيه، تحفيز والديها لها كان دافع لها، فلم تعبأ للأصوات الأخرى الرافضة لخوضها مجال الإعلام، من منطلق مظهرها، الذي كان ولا زال مؤثر ليس بالنسبة لها لكن لأصحاب الشركات والمخرجين الذين عملت معهم فمثل سؤالًا متكررًا عن تفضيل تواجدها في ''أوردارات التصوير الداخلي'' عن الخارجي، ما كان ذلك تفكير مطروح بالنسبة لها فطالما التزمت بقواعد أرستها لنفسها ودأب في العمل وشغف للنجاح أصرت أن تناله، فما الذي يمنع ذلك.

مع تكرار الأمر كانت الفتاة العشرينية دائمة الطلة المرحة، وذات المعارف المتعددة الشخصية والمخالفة لها في بعض الأحيان، مقدرة لمثل تلك المواقف ''كنت واثقة إن بإذن الله مش لبسي اللي هيخليني أقف وماكملش شغلي'' خاصة ''إني عندية في شغلي''، استطاعت أن تكسر ذلك الحاجز مع أول فيلم وثائقي تعمل به ومواصلة تكرار تجاربها الإخراجية الشابة.

''بكبر دماغي لحد كبير لأني مش هخلص من تصنيفات الناس'' الحل الذي وجدته للمشكلة التي لاحقت ''أماني'' من لا شيء سوى اعتقادات عنها، فهما حاولت الحديث والتأكيد خاصة مع مجريات البلاد في الفترة الأخيرة بأنها لا تنتمي لأي تيار سياسي سواء الأخوان أو غيره وأن ذلك رؤية شخصية تخصها فقط، إلا أنها صُدمت بمن يرفض تصديقها، رغم ذلك معلقًا بنظرة أو كلمات تضيق لها نفسها.

''الناس بتقيمني من الشكل وبتقيم بعضها من الشكل''، قالتها ''سمر علي''، التي فكرت غير مرة في خلع حجابها ''مكنتش مقتنعه بيه''، وعندما ناقشت الوالدة كان الرد أن خلعها الحجاب سيكون ''فضيحة''، وبغض النظر عن الرأي الديني ''والدتي معندهاش مشكلة أقلعه بس لو عزلنا من المنطقة غير كدة لأ''.

ما يزعج الفتاة أكثر من غيره أن ''المجتمع هو الإله عند المصريين''، تعتقد أن حالة المجتمع أبعد ما تكون عن السلامة النفسية ''مبيقدروش يواجهوا أسئلتنا، فبيبصولنا على حسب شكلنا مش جوهرنا''.

مواقف حياتية تعانيها الفتاة التي تجاوزت الثالثة والعشرين من عمرها، ترى فيها تفرقة عنصرية، على حد تعبيرها بين النساء طبقًا لأشكالهن ''من قبل حتى ما يتكلموا معاهم''، تعمل بمحل لبيع الملابس ''وساعات كان بييجي بنات عشان يتقدموا لشغل عندنا في المحل''، كان المسئول عن المكان وقتها يقيم القادمات ''كان بيختار البنات بمزاجه، لو واحدة محجبة حجاب طويل يقول لأ عشان مش هتعرف تتعامل مع الزباين، من قبل ما يجربها، ولو واحدة مش محجبة، يقول مش محترمة''.

تلك النظرة دفعتها وأخريات إلى التحايل على المجتمع ''عشان كدة شكل الطرحة تطور إلى الحجاب اللي بيبين نص الشعر أو الاسبانش، الناس بقت بتحاول تنافق المجتمع''، خوفًا منهم أن يخالفوا التيار العام، رغم ذلك تحاول طالبة التجارة، مناقشة من حولها ''معنديش حل تاني لازم أفضل أتكلم وأقول رأيي''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان