عبد الحسن الحسيني ..لتطوير أداء الفرد وتحسين انتاجيته
بيروت (رويترز) - يقول الباحث عبد الحسن الحسيني في كتاب له عن التنمية البشرية إنه يجب أن تلتقي المعرفة مع المهارة والرغبة لان ذلك يشكل واحدة من أهم وسائل تطوير أداء الفرد وتحسن قدرته على الانتاج.
وقال عبد الحسن الحسيني "ويشكل إلتقاء المعرفة والمهارة مع الرغبة إحدى أهم أدوات تطوير أداء الفرد وتحسين إنتاجيته والمحرك الرئيسي للتقدم والتطور وإنجاز الاعمال. فالمعرفة تسمح بالإجابة على السؤال البديهي 'ماذا نعمل ولماذا'.. بينما تجاوب المهارة على السؤال الآخر : 'كيف نعمل'.."
وكان الباحث الذي لم تذكر دار النشر جنسيته يتحدث في كتابه (المعرفة والمهارة والرغبة.. تطوير المهارات وتحسين الأداء) وقد جاء الكتاب في 150 صفحة كبيرة القطع وصدر عن (الدار العربية للعلوم ناشرون) في بيروت.
يقسم الكتاب إلى أربعة فصول جاءت تحت العناوين التالية : المعرفة والمهارة والرغبة. المهارات أنواعها وتطويرها. مهارات قيادة وإدارة فرق العمل التفاوضية. تطوير الاداء.
في الفصل الأول الذي حمل عنوانا هو (المعرفة والمهارة والرغبة) قال الباحث "يشكل إلتقاء المعرفة والمهارة بالرغبة أحد أهم أدوات تحسين 'الاداء' وتعزيز الكفاءة في إنجاز الاعمال خصوصا إذا ما تضافرت في إطار عمل مشترك جماعي تشارك فيه مجموعة عمل موحدة الأهداف ويتقاسم أعضاؤها المهام وفقا لمهاراتهم ومعارفهم ويتشاركون في تبادل الخبرات وفي التفكير الجماعي الموجه نحو انجاز الاعمال بكفاءة.
"ويشكل إستكشاف الذات ورسم صورة شخصية للفرد مدخلا للتعرف على شخصيته وعلى مدى قدرته على المشاركة والعمل في فريق وبالتالي تقاسم الخبرات والمهارات وتطويرها بما يؤدي إلى تحسين الأداء والكفاءة في إنجاز الاعمال."
وبعد ذلك وتحت عنوان فرعي هو (المعرفة والمهارة والرغبة) قال الباحث "تسمح المعرفة بتوصيف الظواهر العلمية والطبيعية.. وفهم آليات عملها وتقييم نتائجها وتحديد أسبابها وإستخلاص نظريات حول سير عملها واختبارها.
"تكتسب المعرفة من خلال جمع المعلومات وتفسيرها وتحليلها وتشكل الأهداف التعليمية للمواضيع والمواد في سنوات الدراسة من مراحل التعليم العام والجامعي إحدى أدوات إكتساب المعرفة ويؤدي العمل والتعلم المستمر الى زيادة المعرفة كما تسمح عمليات القراءة والاستدلال والتحليل والاستنباط بتطوير المعارف المكتسبة واغنائها."
وانتقل الى القول إن المهارة "هي القدرة على تطبيق المعرفة في مجال ما وتنفيذ الأعمال بطريقة أفضل وهي تنمو من خلال عمليات التدريب والتأهيل والعمل وتطبيق المعارف المكتسبة في ميادين مختلفة وهي لا تعتبر نهائية وتحتاج دائما الى صقل وتطوير وتنوع باختلاف مجالات العمل.
"فالمعرفة مثلا تسمح للفرد بالتعرف على كيفية عمل محرك بينما تعبر المهارة عن القدرة على صيانة المحرك بشكل أفضل."
أضاف "وتعتبر الرغبة محرك العمل والفعل وهي ترتبط بالقدرات الشخصية للفرد وبأخلاقياته وصفاته ومواهبه.. وتشكل الإرادة إحدى أدوات تفعيل الرغبة بينما تشكل الثقة بالنفس وحب العمل والتفكير والتركيز أدوات مساعدة لتحقيق الرغبة.
"وإذا كانت 'الرغبة' المصحوبة بالإرادة تؤدي الى إنجاز العمل فان التفكير والتركيز يساعدان في إنجازه بكفاءة أكبر بينما تؤدي 'الخبرة' الى كفاءة أكبر في استخدام المهارة وفي المقابل يؤدي صقل المهارات وتنميتها الى تحسين الكفاءة القائمة على التفكير والتركيز في استخدام المعرفة المجمعة من خلال عمليات التعليم والتحليل والاستنباط.
"هكذا مثلا يؤدي تلاقي المعرفة مع المهارة والرغبة في حياتنا اليومية الى تشكيل العادات التي نسير عليها والتي تشكل قاسما مشتركا لمجموعة أفراد تتبع عادات أو تقاليد معينة. بينما يؤدي تلاقي المعرفة مع المهارة والرغبة في الحياة العملية الى تشكيل 'الاداء' و'الكفاءة' وهي من أهم عوامل النجاح والترقي بالنسبة للفرد وعامل رئيسي في زيادة معدلات الانتاج والتنمية عندما يتعلق الأمر بمجموعة من الافراد."
وخلص الى القول في هذا المجال "لذا تشكل حلقة 'المعرفة والمهارة والرغبة والاداء' أداة فعالة في تطوير المجتمع ينبغي ان تتلاقى مع الجهود الحكومية في تطوير قواعد الانضباط واحترام القانون وتحسين معدلات التربية والتعليم للوصول الى مجتمع أفضل."
وفي خاتمة الكتاب إستخلص المؤلف ان الفرد "يعتبر... محور عملية التنمية البشرية ومحرك عملية التنمية الاقتصادية ومصدر عمليات الابتكار والابداع. وتساءل 'كيف يستطيع انسان ان يبدع في مكان ولا يستطيع نظيره الانسان الاخر ان يبدع في مكان آخر ؟' وكيف باستطاعة بعض الدول ان تحرز معدلات عالية من الابتكار والابداع بينما لا تتجاوز معدلات الابداع والابتكار الحدود الدنيا في دول أخرى؟.
"قد يكون الجواب في جانب منه يرتبط بالعمل على 'الانسان' وتحفيزه لتطوير معارفه ومهاراته وتعزيز ثقافة العمل والمشاركة لديه وتحسين الأداء والكفاءة وهذا ما يعبر عن مناخ أو بيئة عمل متكاملة يلعب الفرد الدور المركزي فيها بحيث يقع على عاتقه مهمة تعزيز دوره في المجتمع من خلال تطوير معارفه وصقل مهاراته...
"ومن جهة أخرى ومع تداخل المجتمعات وتشابك المصالح إزدادت حدة المنافسات والنزاعات بين الأفراد والمجموعات وأصبحت الحاجة ملحة لحلها عن طريق المفاوضات للوصول الى حلول تؤمن مكاسب للفرقاء المتخاصمين.. وتلعب مهارات الفرد التفاوضية دورا حاسما فيها.. عملية تطوير المهارات وصقلها تقع بداية على عاتق الجامعة التي ينبغي أن تضعه على الطريق الصحيح كما تقع أيضا على عاتقه الشخصي باعتباره صاحب 'الرغبة' و'الارادة' ويؤدي المجتمع فيها دور المحفز لتكوينها."
من جورج جحا
(إعداد جورج جحا للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)
فيديو قد يعجبك: