''حجم'' المرشح الرئاسي بين ''البدلة العسكرية'' و''النضال السياسي''
كتبت- يسرا سلامة:
انتخابات رئاسية تلوح في الأفق، مرشحون يتأهبون لمبارزة رئاسية، بدأت فيها حملات الدعاية مبكراً حتى فتح باب الترشح رسمياً، أعلن فيها مرشحين بشكل نهائي نيتهم للترشح أو بتسريبات انطلقت من حولهم، لتبدأ جولات المنافسة مبكراً.
"حجم المرشح" ..هو ما يراهن عليه كل فريق سياسي في المعركة القادمة، ليرسم كل فريق نقاط قوته وضعفه التى تحدد حجمه قبل يوم الامتحان، الذى يحدد فيه الناخب قراره الأخير، لكن قبل الصندوق، تقف كل حملة على تصور لحجم الناخب، فمنهم من يرى التاريخ العسكري حصان رابح، ومنهم من يرجح النضال الحقوقي.
حمدين صباحي.. التاريخ النضالي وشباب الثورة
"التاريخ النضالي".. هو ما اختارته "هبة ياسين" المنسقة الإعلامية للتيار الشعبي سبباً لارتفاع حجم "حمدين صباحي" في الانتخابات القادمة، فالمرشح المؤكد حتى الآن في الانتخابات الرئاسية القادمة لديه من التاريخ في النضال الحقوقي والعمالي ما يكفى لرفع أسهمه.
ليس التاريخ وحده الحاكم في شعبية المرشح، إنما أيضاً دعم "شباب الثورة" التي رجحته "هبة" سبباً كافياً لرفع أسهم "صباحي" في الانتخابات الرئاسية، بحسب قولها، مضيفة أنه حتى من القطاعات الاخرى غير الشباب سيدعم "صباحي" إن كان يؤمن بالثورة، بالإضافة إلى البرنامج الانتخابي له.
وتقول "هبة" أن لا أحد يُمكن أن يتكهن بحجم المرشح قبل الجولة الانتخابية، وأن الأمر سيحدد من جهة الناخب المصري في النهاية، كما تعزى متحدثة التيار الشعبي الداعم لـ"صباحي" فى الجولة القادمة ضعف فرصه إن كان التقييم على أساس المال السياسي، فوفقاً لها "ًصباحي" لا يملك الكثير من المال السياسي أو الداعمين، مثلما حدث في الانتخابات الرئاسية الأولى.
"السيسي".. ثورة 30 يونيو و"المشير"
حجم المرشح في الانتخابات اختلف تقييمه لدى"رفاعي ناصر" مؤسس حركة "كمل جميلك"، والداعي لانتخاب المشير "عبد الفتاح السيسي"؛ وزير الدفاع الحالي، في الانتخابات الرئاسية القادمة، فيرجع "رفاعي" قوة "السيسي" إلى وقوفه بجانب الشعب في 30 يونيو، والوقوف ضد ما أسماه "إرهاب الإخوان" وحماية الشعب.
"من يقف أمام المشير بينتحر سياسياً".. هكذا أوضح "رفاعي" حجم من يقف فى وجه "المشير في الانتخابات القادمة مضيفاُ أنه لا يوجد فرصة لنجاح أي مرشح آخر، وسيحصل باقي المرشحين على 5% فقط من أصوات المرشحين، حسب تأكيده.
ليس فقط كِبر حجم "المشير" وصغر حجم الآخرين من وجهة نظر مؤسس "كمل جميلك"، لكن أيضاً تأثير المرشح فى الشارع السياسي، فيرى "ناصر" أن ترشح "صباحي" أحدث انقسام بين شباب "تمرد"، ويقول "يعنى أول ما صباحي أعلن ترشحه لشباب انقسم، ما بالك لما يجى يحكم؟!"، بحسب قوله، مشيراً إلى أن الشعب المصري في النهاية هو الذى سيحدد الحجم النهائي للمرشح.
خبير سياسي : الاستقرار الأمني والمال السياسي
"بيئة المنافسة الانتخابية".. هو ما حدده "يسرى العزباوي" الخبير السياسي أول شيء ليحدد حجم المرشح في الانتخابات الرئاسية، وأن وجود استقرار أمني وسياسي في مصر يرفع من شأن العملية السياسة ككل، يأتي بعدها الإطار الدستوري الواضح في الانتخابات والقواعد الواضحة لكل المرشحين.
ورجح "العزباوي" أن العلاقات الخارجية للمرشح ستكون عامل مهم في تحديد حجمه في العملية الانتخابية، فمثلاً أوروبا والولايات المتحدة الامريكية لن تدعم مرشح عسكري في مصر، لكها سترجح كفة المرشح المدني، وهو ما يمكن أن يقلل من فرص السيسي خارجياً، بحسب رأيه.
ويرى "العزباوي" أن المال السياسي وتوجهات رجال الأعمال تأتى فى مرتبة متقدمة لتحدد حجم المرشح أمام الناخبين، فمن يدعم ويمول المرشح، ومن يعطيه فرصة في الإعلام من القنوات الفضائية المملوكة للقطاع الخاص، كلها تحدد أهمية المرشح وحجمه، والذى يرجح فيه "العزباوي" كفة "السيسي" أمام أي مرشح مدني.
سبباً آخر يدفع بحجم المرشح الانتخابي وفقاً لـ"العزباوي" هو ما يملكه المرشح نفسه من قدرات، وسمت رئيسية ترسم صورته فى ذهن الناخب المصري، مثل الكاريزما وقدرته على الإقناع، بجانب تاريخ المرشح، الذى يرى أستاذ العلوم السياسية أنه فى صالح المرشح ذو الخلفية العسكرية على حساب أي مرشح مدني، مضيفاً أن حالة الضغط النفسي على بعض المرشحين لن تأتى فى صالحهم.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: