بالصور- مقتنيات ''صادق''.. عشق في الصغر ومهنة في الكبر
كتبت - يسرا سلامة:
بجانب أفيش لفيلم قديم، يجد ''صادق'' متسعاً له داخل سور الأزبكية المزدحم في معرض الكتاب، يمسك بعدد من مجلات القديمة، يعرضها على زبون يجادل في ثمنها، لينحني صاحب المقتنيات العتيقة، لينتشل مجلة تاريخية أخرى، يعطيها لزبونه، وكأنه يعطيه جزءاً منه.
''محمد صادق'' مثله مثل الكثير عاشق للكتب والسينما والفن، لكن عشقه تجاوز المتابعة و''الفرجة''، استمر معه ليلاحقه في عمل يجمع فيه كل ما هو نادر وقيم في آن واحد، أفيشات أفلام سينمائية قديمة تجدها عنده، قصص ومؤلفات نادرة، أو شرائط لأفلام سبعينية وستينية عتيقة، حتى امتلك منهم ما جعله مميزاً عن غيره، ليتهافت عليه محبى المقتنيات، في بحث عن ذكريات عفا عليها الزمن.
لم يكن له الأمر في البداية لـ''صادق'' عمل ودوام، لكنه أصبح ذلك عندما امتلكه الشغف بجمع الأشياء القديمة والنادرة، لا يزال يتذكر والدته في عمره الصغير، عندما كانت ''بترميني في المكتبة مع المجلات وقصص الأطفال''، حتى عرف أن للذكرى ثمن، فسعى ورائها.
هنا على فرشته الصغيرة في معرض الكتاب، يجد ''صادق'' منفذاً لعرض منتجاته، التي على قلتها مقارنةً بأصحاب الكتب غالية الثمن، إلا أنها تجبر رواد المعرض للوقوف أمامها، حتي وإن كنت لا تملك ثمناً لشراء أي شيء، فلن يمنع ذلك ''صادق'' من ابتسامة عريضة لزبائنه، وتعريف ببضاعته الثمينة.
أعداد نادرة لمجلات قديمة، مثل ''سمير، ومجلات كاريكاتورية نادرة صدرت في عشرينيات القرن الماضي''، كلها احتفظ بها ''صادق'' في أغلفة بلاستيكية، ليطيل على عمرها الافتراضي، يحفظ ذكرى كل شيء لديه وكأنه حصل عليها بالأمس، ويرى في كل ما هو نادر وقديم قيمة تستحق الدفع.
هو وزوجته يقفان على ما جمعه في حوالي ثلاثين عاماً، حصل على أغلب مقتنياته من المزادات التي تقيمها شركات الإنتاج، خاصةً بعد الضربات التي قسمت ظهر المنتجين الصغار، ليبقى هو يجمع في أشيائهم من مزاد لآخر، أو لأفيش سينما تركته دور العرض في مخزنها، حتى ألقت دورة حياتها بين يدى ''صادق''.
''أنا ببيع للناس اللي تٌقدر قيمة الفن و التاريخ''، يقول البائع الأربعيني عن ما يملكه، بعد أن وصلت إليه مجموعة صور نادرة لمواقع تصوير الأفلام ''لوكيشين'' من أفلام وحيد سيف وغيرها، يجد فيها ''صادق'' فرصة لمغازلة عشاق السينما من رواد معرض الكتاب هذا العام.
وعلى رغم رواج الحركة بداخل معرض الكتاب، وخصيصاً في سور الأزبكية، لما يتمتع بسعر منخفض في متناول جميع الزبائن، إلا أن صادق يشكو من قلة المشترين، وزيادة المتفرجين على بضاعته، مسبباً ذلك الأمر :''محدش بيقدر الحاجات القديمة كتير''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: