لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شبابيك ومراوح المترو ''بختك يابو بخيت''

12:31 م الثلاثاء 25 فبراير 2014

شبابيك ومراوح المترو ''بختك يابو بخيت''

كتبت - نوريهان سيف الدين:

أجساد تصارعت لتحجز مكانا لها بداخل الجسد الحديدي المتحرك، باب ينغلق ويستعد الجميع للرحيل من محطة لأخرى، أنفاس تصاعدت تبحث عن نسمات الهواء، عيون تتجه إلى شبابيك زجاجية محبوسة خلف ثلاثة عواميد حديدية، تتمنى أن تنفرج قليلا لتسمح بمزيد من الأكسجين لعبور النوافذ، إلا أن الجسد الحديدي المنهك لا يعبأ سوى بإيصالهم حيث وجهتهم الأساسية، وتبقى ''التهوية'' داخل عرباته تصيب عربة وتحبط في الأخرى، و يصبح إيجاد شباك سليم أو مروحة تدور مسألة ''بختك يابو بخيت''.

بداخل عربات مترو الانفاق، وتحديدا في الخط الأول الواصل بين المرج شمالا وحلوان جنوبا، شكى بعض ركاب المترو من الانغلاق الدائم للشبابيك الحديدية أثناء رحلات القطار اليومية، فعلى الرغم من تحذيرات الصحة من التواجد في الأماكن المتكدسة والمغلقة منعا لانتشار الإنفلونزا الموسمية، إلا أن بعض ''شبابيك المترو'' لم تعبأ بتلك التحذيرات.

''صفاء عبد الرحمن'' موظفة بجامعة حلوان، قالت إنها تستقل المترو يوميا مرتين للوصول من بيتها الكائن في حي السيدة زينب، وحتى مقر عمرها. تكون ساعة الانتصار بالنسبة لها إن وجدت عربة ذات تهوية جيدة، وتضيف: ''بقيت بعرف أفرق بين كل مترو والتاني؛ اللي لونها أزرق ورمادي، دي شغالة وجديدة، لكن فيه قطارات قديمة هتلاقي يجي نص الشبابيك مبتفتحش من أساسه، وبنحاول فيها لكن السير المتحكم في الحركة (معصلج أو طري) ومابتجيبش فايدة''.

الأمر كان ساخرا داخل عربة السيدات، وهي التي اختلط بها الحابل بالنابل وتبارت بعض الفتيات متطوعات في محاولة بائسة لفتح شبابيك عربة إحدى القطارات، إلا أن الأمر باء بالفشل، فاتخذن من (ورق الكراسة) حلا بديلا بصناعة مراوح ورقية، ''سالي حسين'' الطالبة بالمرحلة الثانوية تقول: ''أحيانا بيجي في بالي حد يشيل الشبابيك الإزاز دي خالص عشان نعرف نتنفس، خصوصا إن الصيف داخل ومفيش صيانة في الورش تصلح الشبابيك دي''.

إن صادفك ذلك الموقف واستسلمت فيه للأمر الواقع، ووقفت أو حالفك القدر بوجود مقعد شاغر تستلقي عليه في رحلتك بالمترو، فإنك تسمع أزيرا ضعيفا، تتلفت للمصدر فتجد أنه قادما من سقف العربة، ترى مروحة مخصصة لتجديد التهوية تعمل رغم عمرها الطويل، متحدية زميلاتها المتوقفات منذ وقت في باقي العربات، وهي ما علق عليه ''صادق طلبة'' رجل مسن على المعاش، فقال ساخرا: ''المروحة بتصعب عليا، لا هي شغالة في كل العربيات ولا بتجيب هوا عدل، بس كأنها تايه منها حد وبتدور عليه''.

في محطة حلوان، قال أحد سائقي المترو المناوبين إن العربات غالبها منح مقدمة من معونة يابانية، والصيانة أغلبها منصب على المحركات والقضبان والكهرباء والإضاءة، أما الشبابيك في رأيه فيجب إزالتها ''دي جاية من بلد (متلجة) عشان كدا لهم معايير خاصة، إنما هنا مصر حر، والمترو مسافة ما يقطع السكة من حلوان لحد مايدخل النفق في سعد زغلول بتكون العربيات سخنت والناس جواه بتعاني''.

في الخط الثاني المسألة اختلفت نسبيا، فبينما رأى البعض أن المكيفات وأجهزة الشفط حلت المسألة، نظرا لتواجد أغلب محطات المترو تحت الأرض، إلا أن البعض الآخر رآها مشكلة أكبر، نظرا لأن الجزء الأكبر من الشبابيك مغلق، والجزء الأخر مفتوح بدرجة صغيرة غير مناسبة لعدد المتواجدين داخل العربة الواحدة خاصة في ساعة الذروة.

''عمرو محمد'' فرد الأمن الواقف بإحدى محطات الخط الثاني، قال: ''التهوية سيئة ومفيش محطة فيها أجهزة شفط بتشتغل بصورة جيدة غير رمسيس (الشهداء) لأنها لسة متجددة من وقت قريب، إنما باقي المحطات والقطارات نفسها محتاجة إما تفتح مساحة أكبر من الطاقة الزجاجية، أو إنك تركب مراوح تحرك الهوا جوة العربيات''.

أما ''أصحاب الحظ السعيد'' فكانوا مستقلي الخط الثالث صاحب الخمس محطات فقط، ''شاهيناز جمال'' الطالبة بالمرحلة الإعدادية قالت إنها في بداية انشاء الخط، كانت (بتتفسح في المترو المكيف النضيف الرايق)، وأحيانا تنتظر هي وزميلاتها داخل محطة المترو قبل الامتحانات، تستغلن نسمات المكيفات الجيدة لمراجعة دروسهن.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان