الحسيني أبو ضيف.. ذهب وبقيت ابتسامته على سلالم نقابة الصحفيين
كتبت - نيرة الشريف:
''الإخوان كانوا أكبر خطأ شفناه وعانينا منه طوال عام، وصلحناه بأيدينا.'' هكذا بدأ سالم أبو ضيف، أخو الحسيني أبو ضيف ''شهيد الصحافة''، والذي لقى ربه بعد إصابته أثناء تغطيته لأحداث الاتحادية، مضيفا ''أنا سعيد جدا إن الإسلام قد عاد لعائلته أخيرا اللي هي المصريين اللي بجد وتخلص من يد المتاجرين به وبالوطن، فبعد إسقاط الإخوان شعرت أن جزء كبير من حق أخي قد عاد، والكل يشهد بأدلة واضحة إن الحسيني قد قتلته ميليشيات الإخوان أثناء تأدية مهام عمله، فهو لم ينزل حتى معارضا لهم، كان فقط يؤدي عمله''.
الحسيني أبو ضيف أصبح الآن وجها مرسوما على جدار نقابة الصحفيين، يطالعك بابتسامته وبنظارته الطبية عند صعودك سلم مدخلها الكائن في شارع عبد الخالق ثروت بالقاهرة، ليُذكرك دوما أنه هنا.. لازال هنا.. حيث قبل التضحية بحياته عن طيب خاطر وهو يؤدي مهام مهنته.
''أحنا مهددناش حد بالقتل.. المخلوع قال علينا بلطجية، وعساكره قالوا علينا مأجورين، واخوان مبارك قالوا علينا كفرا.. في النهاية الثورة ستنتصر على النظام''؛ كانت هذه إحدى مشاركات أبو ضيف على موقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'' غرد بها أثناء الاشتباكات الدائرة في محيط الاتحادية.
قبل نحو عامين من الآن كان هناك نحو 25 صحفيا وناشطا، ملتفون حول زميلهم أمام غرفة العناية المركزة بمستشفى الزهراء الجامعي بالعباسية.. زميلهم الذي كان منذ ساعات فقط واقفا بينهم أمام قصر الاتحادية، ممسكا بكاميرته مؤديا لعمله في توثيق ما يحدث كصحفي بجريدة الفجر، ليتلقى أثناء أدائه مهمته هذه إصابة نارية مباشرة في رأسه مساء الأربعاء من مسافة مترين أثناء تصويره الاشتباكات الدائرة بمحيط القصر، وبحسب التقرير الطبي الخاص بحالته فقد دخل مقذوف الخرطوش بالكامل إلى رأسه وانفجر البلي الموجود بداخله في رأسه مما تسبب في كسر بالجمجمة.
أبو ضيف الشاب الصعيدي الثلاثيني ذو التوجهات الناصرية؛ أتى من محافظة سوهاج ليعمل في بلاط صاحبة الجلالة، وهو عضو تنسيقية حركة كفاية، ولجنة الدفاع عن مهنة الصحافة، وناشط بحركة مينا دانيال، كان ممن حسموا الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المصرية لصالح الرئيس محمد مرسي، حتى يفلت من مأزق انتخاب أحد رجال النظام السابق المُمثل في شخص الفريق أحمد شفيق.
كان يأمل في رئيس لا يعتقل ويعذب معارضيه، كما كان نظام مبارك يفعل، ولكنه وجد أمامه رئيسا يهدر مؤيديه و''عشيرته'' دماء معارضيه علي أبواب القصر الرئاسي بلا حرمة لدم لأن المعارضين ''بلطجية'' و''مأجورين'' وهو ربما ما لم يخطر لأبو ضيف في أسوأ كوابيسه حينما كان أحد الذين حسموا وصول مرسي للقصر، غير عالم أن دماءه سُتهدر على أبواب قصره.
أحداث الاتحادية.. صدام الداخلية مع مرسي وجماعته
جماعة ''محظورة'' وجبهة ''خاملة''.. مصير طرفي الصراع في أحداث الاتحادية
شاهدان على أحداث الاتحادية.. ساعات من تغطية ''حرب الشوارع''
''جبنة نستو يامعفنيين''.. ''بلطجية مرسي''.. شعارات الاتحادية التي حرقت من في القصر
بعد ثورة 25 يناير.. 5 إعلانات دستورية آخرها مسمار نعش نظام الإخوان
أحداث الاتحادية.. قصة ثلاثة أيام كانت تسير في تجاه حرب أهلية
يحيى نجم.. ليس كل من كان أمام الاتحادية "بلطجي أو مأجور"
سور الاتحادية.. معركة على الجدران و''الدهان'' على الجيران
أساطير الاتحادية.. من هروب ''مرسي'' حتى ميزانية ''البط''
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: