لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مدرسة الصحراء.. حلم ''سالم'' لعشاق ''البرية'' ووجود فريق بحث وانقاذ

03:26 م الخميس 27 نوفمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

ليست كالمدرسة في هيئتها؛ رمال وجبال بدلا من المقاعد الخشبية، صوت الجرس بين الحصص غائب، فقط ساعات تنتهي بوصول الفكرة، لا قيود يضعها مكان، ولا تلقين يفرضه منهج، وإن كانت تحمل هدف الكيان التعليمي؛ من تقديم ما يؤهل ويعين الطلاب على الحياة، الجميع أتى طوعا وحبا لأجل المعرفة عن حياة البرية، مهارات التعامل مع الكوارث، وكيفية البقاء حتى وصول الإنقاذ، مختلفين في طباعهم، متنوعين في درجات شغفهم، يتحلقون وبينهم معلمهم، ينصتون لما يقول من علم عن الصحراء، المواقف التي قد يتعرضون لها، يتناقشون حول ما يساورهم من مخاوف وشكوك، يخوضون بقيادته تجربة عملية، فيما يردد أستاذهم ''نستعد للأسوأ فقد يحدث الأفضل''.

مدرسة الصحراء لمهارات البقاء، هو الاسم الذي أطلقه أحمد سالم على فكرته، ''المسألة صدفة'' يقولها الشاب الثلاثيني عن تكوين المدرسة، فرغم دراسته وعمله بمجال الصيدلة، إلا أن للطبيعة الصحراوية عشق لديه، نشأ معه منذ الصغر، حتى قرر في 2004 أن يتوسع في قراءته وعلمه، أخذ يحصل الكثير، يدعمه بالممارسة، من القيام برحلات سفاري في أعماق الصحراء، برفقة المهتمين مثله، إلى أن قرر ألا يتوقف الأمر حد نفسه، بل يكون له أهمية بتبادله مع آخرين من محبي الصحراء، ديسمبر 2013 في ليلة شتوية لم تشهد مصر مثلها من قبل، أثناء التخييم بمحمة وادي دجلة، تجلى أمامه تكوين تجمع لمحبي الصحراء، ومن لديهم رغبة في تعلم مهارات البحث والانقاذ، فكانت ''SSS أو SAHRA SURVIVAL SCHOOL''.

خاض ''سالم'' تجربة إلقاء محاضرة عن ''مهارات البقاء'' عام 2009، في جمعية رسالة حيث المكان الوحيد، الذي يتيح توفير قاعة دون مقابل، لم يكن عدد الحضور كبير نسبيا، لكن تذكره لتلك المرة، ووجود أشخاص يرغبون في التعلم، يبحثون عن من يدلهم، يتزايدون مع الوقت، كل ذلك دفعه لتكوين المدرسة، كعمل تطوعي لا عائد مادي منه.

''تتعلم التعامل مع أسوأ ظروف ممكن تتعرض لها'' هذا ما يتلقاه طالب مدرسة الصحراء حسب مؤسسها، كيف يتصرف إذا ما تواجد في مكان معتم، وعليه السير كي ينجو، أو في درجة حرارة مرتفعة أو منخفضة أكثر من المعتاد، تكيف الجسد والصمود في أسوأ الظروف التي يقع فيها طوعا أو كرها، هو ما يعرف بمهارات البقاء، ولأن أغلب المنتمين للمدرسة من المولعين بالصحراء، لذلك تتركز كثير من المهارات بها.

منطق البقاء في أي مكان، التحكم في النفس من أي اضطراب يصيبها حين الوقوع بمشكلة أثناء الطريق ''الحصول على المياه ولو ملقاش يدور إزاي يطلعها على سبيل المثال''، الأخطار البيئية المتعلقة بالصحراء، من ظروف الطقس، كيفية البحث عن مأوى وصناعته إن لم يوجد؛ تلك المواضيع التي يتناولها ''سالم'' في المدرسة، فضلا عن جانب طبي المسمى بـ''طب البرية'' الشامل للتعامل في الأماكن التي لا يتوفر بها مستشفيات، والذي يدعمه دراسته الطبية، هذا بالإضافة لفكرة هي حلم بالنسبة له تتعلق بالبحث والانقاذ.

معرفة الأسوأ يجعل أي شخص على علم بتوابع الوقوع في مشكلة؛ يتبع من تلقاء نفسه أساليب الأمان، فضلا عن أن تصحيح المعلومات المغلوطة والأساطير المختلقة عن الأشياء؛ يقتل الخوف الموجود قبل المعرفة وبالتالي اتباع أساليب الأمان، فالحيوانات على سبيل المثال ليست أخطر الأشياء في الصحراء أيا كان مكانها كما يقول ''سالم'' بل الجفاف أو نقص المياه ويليها ضربة الشمس ومن ثم الثعابين والعقارب ''نقول لهم الدببة على سبيل المثال اللي بتخافوا منها بتقتل 10 في السنة على مستوى العالم وفقا للإحصائيات.. والأسد بيموت 100 لكن فرس النهر اللي بتروح تأكله وتتصور معاه في جنينة الحيوانات وبتحبه ده بيموت 500 في السنة''، فليس كل ما لم تعتاد عليه تخشاه.

قرابة 15 شخص هم الفريق الذي كونه ''سالم'' من محبي الصحراء، استقوا منه الخبرة العلمية، فيما يشكل جروب المدرسة على ''فيسبوك'' ما يقرب من 800 شخص، يتجمع منهم بين 30 و40 شخص في كل مرة يتم الدعوة بها لمحاضرة، عدد الراغبين في معرفة طبيعة الصحراء زاد أكثر بعد حادث سانت كاترين العام الماضي ''كتير بقوا عندهم تساؤلات ده حصل ليه.. إزاي نتجنبه''، وبالمقابل تضاعف حماس مؤسس المدرسة، لأن تتسع الدائرة وتصبح ذات طابع رسمي ''نفسي يكون في مكان ثابت لإلقاء المحاضرات''.

حلم يراود محب الصحراء الثلاثيني، خاصة بعد أن أصبحت المجموعة على قدر كبير من التفاهم والتعاون.

''نفسي يبقي في فريق بحث وانقاذ''، هذا ما يتمناه ''سالم'' موضحا الفكرة، التي تتلخص في أن وجود فريق قادر على التصرف إذا ما وقعت مشكلة أو كارثة في المناطق غير المأهولة كالصحراء، فهم مؤهلين لهذا، حال البدو الذين لهم طريقتهم في التصرف بحكم نشأتهم، والذين يتمنون -حسب معرفته من التواصل معهم- أن يتواجد مثل تلك الفرق والتواصل معها، مثلما يحدث في كثير من دول العالم، مشيرا إلى وجود فريق عربي بالسعودية، يسمى ''غوث'' تدعمه الجهات الرسمية، وغيره من عشرات الفرق في أنجلترا وأمريكا وكندا، فهناك فرق للبحث والانقاذ حكومية يعمل معها متطوعون ''الموضوع مش حكومي بس.. التنسيق بين الأماكن المختلفة في أي كارثة في الدنيا أهم ما يكون'' على حد قوله.

يتمنى مؤسس مدرسة الصحراء أن يتلمس حلمه خطوات التنفيذ، على مستوى الأفراد ''إزاي يتعايش في ظروف غير طبيعية''، وترسيخ ذلك الفكر بدء من الأطفال في المدارس، الأكثر تقبلا لمثل هذه الأفكار ''لأنها بالنسبة لهم مغامرة''، وكذلك على مستوى رسمي ''نفسنا نعمل فريق تطوعي مع أي جهة لها علاقة بالأزمات والكوارث''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: