ولاء الهواري.. حكايات ''البسكلتة'' في كتاب
كتبت – يسرا سلامة:
في عام 2011، كانت ولاء الهواري المهندسة المعمارية تستعد لرحلة صيف مع العائلة، كعادتها كل سنة، تتحفز الفتاة لركوب الدراجات، كما تفعل في كل عطلة، ليحدث ما لا تتوقعه، تتعطل الرحلة ولا تسافر، لكن شوقها لركوب الدراجة –كما تفعل في كل سنة منذ صغرها- لم يقف، لتقرر أن تقود درجتها في شوارع القاهرة، ذاهبة من وإلى العمل.
على مدار بضع سنوات، اختارت ''ولاء'' أن تصبح الدراجة وسيلة تنقلها الأساسية، لتخرج بعدها بمجموعة من التجارب والحكايات عن قيادة فتاة لدراجة وسط الزحام ''تجربة عشتها وقررت احكيها في كتاب''، حتى انتهت ''ولاء'' من كتاب أدب ساخر بعنوان ''يوميات مواطنة على البسكلتة''، الصادر من دار الحياة.
لم تكن الدراجة التي تستقلها ''ولاء'' تتجول بها في شوارع القاهرة فحسب، لكنها كانت تتجول بداخل ثقافة مجتمع بالكامل، ظهر ذلك في بداية التجربة بالرفض من المجتمع، وأصبحت هي عرضة لأكثر من تجربة، وترى أن رفض ركوب الفتيات العجل يرجع إما لأسباب دينية تشير لها بأصبع الحرام، وإما لأسباب تتعلق بالعيب، وأنه لا يجوز في التقاليد المصرية أن تركب الفتاة دراجة بالشارع.
تلك الحكايات سطرتها ''ولاء'' في كتابها، خاصة وأن لها تجربة أدبية في مجلات شبابية مثل مجلة ''كلمتنا'' وغيرها، ساعدتها على الكتابة الساخرة، تقول ''ولاء'' إنه رغم الرفض الذي واجهته في بداية التجربة إلا أن والدها شجعها، لم يخش عليها سوى من حوادث الطرق والتحرشات، لتستمر في التجربة فيما بعد.
تجربة إيجابية تعكسها ''ولاء'' لركوب الدراجات، موضحة أن رحلة الذهاب إلى عملها من منطقة شيراتون بمصر الجديدة إلى التحرير أصبحت تأخذ وقتا أقل، بجانب الرياضة التي سرت في جسدها، خاصة أن معظم المصريين بحسب ما تقول لا يملكون وقتا من أجل ممارسة الرياضة، لتتابع الفتاة أن هناك عدد من المشكلات بالمجتمع المصري ستحل بالدرجات، مثل التكدس.
حماسة ''ولاء'' للدراجات شجعت أخريات من أجل المشاركة في قيادة الدراجات، تذكر أحد المواقف أن فتاة قابلتها في الشارع وقالت لها ''مش إنتي ولاء الهواري؟''، لتعرف صاحبة الكتاب إنها عرفتها من خلال مجموعة على الفيسبوك، وتتشجع تلك الفتاة على الركوب على دراجة رغم ارتدائها لعباءة، لتذكر مثل تلك المواقف في كتابها.
تعتقد الكاتبة الشابة أن حوادث للتحرش الجنسي وقعت للفتاة تحدث معظمها بداخل المواصلات العامة، لترى أن الدراجات تساعد الفتيات ليس على ممارسة الرياضة فحسب، لكن أيضا لتجنب مشكلة التحرش، خاصة أن سعر الدراجة رخيص إذا ما قورن بالسيارات في مصر.
''نفسي ثقافة ركوب العجل تنتشر في مصر''. تقول ''ولاء'' إنها شعرت بالسعادة لمبادرة رئيس الجمهورية منذ فترة من أجل التشجع لركوب العجل، لكنها ترى إن ذلك ليس كافيا، ولابد من وجود منظومة كاملة من جهاز المرور، وجاهزية الطرق، لتسمح بالحركة لراكبي الدرجات.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: