لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى وفاة مصطفى محمود.. ميراث "الحب" أبقى

08:50 م الجمعة 31 أكتوبر 2014

مصطفي محمود

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - يسرا سلامة ودعاء الفولي:

على شريط تلفزيوني قديم بأرشيف ماسبيرو، بحلقات متداولة على شبكة الإنترنت، أعلى رف مكتبة قديمة بها كتبه، وبمقالات في جريدة الأخبار بها أرشيفه، كان هو بينهم تاركا الأثر الطيب، مسيرة طويلة من البحث وراء الحقيقة، كانت له أهم من الحقيقة ذاتها، رحلة اصطحب فيها "مصطفي محمود" مشاهدين وقراء ومتابعين، تفاصيل لا تنمحي زرعها العالم والطبيب والكاتب في نفوس محبين لم يروه إلا من خلال صندوق أسود، في ذكرى وفاته-الموافقة 31 أكتوبر 2009- عاد الأثر للنور ليحكوا عنه؛ سيدة تعلقت بحلقات برنامجه الشهير، مخرج صنع فيلما عنه، وشابة كانت صغيرة حين تعرّفت على ما يقدم؛ فكان له فضل كبير في تكوين شخصيتها.

عشق المحيا وبكاء الممات:

التاسعة مساء، تسطع الموسيقى المُحببة لنفس "فوزية مصطفى"، يظهر مصطفى محمود على الشاشة، يتنحنح قبل أن يبدأ حلقة اليوم، القناة الثانية على التليفزيون الأرضي أو الثالثة، لا يهم؛ طالما ستتابع "العلم والإيمان"، عندما مات صاحب البرنامج العلمي الأشهر على مستوى مصر، بكت فوزية "زي ما عيطت على الشيخ الشعراوي"، تذكر له بعض الموضوعات بعينها، كسلسلة الحلقات التي تحدث فيها عن مراحل خلق الإنسان "كان بيقول كلام هادف وواقعي وبسيط على الناس اللي مش متخصصين".

بين حين آخر ترددت أخبار على مسامع السيدة، عن مشاكل بينه والسلطة، جملة قالها في إحدى الحلقات "انا باجي أقول كلمتين وبمشي جنب الحيط" تحفظها له عن ظهر قلب، لم يهمها حديثه في السياسة لأن علمه أكثر نفعا لها، في سنوات حياته الأخيرة عندما اختفى عن الأنظار ظلت تسأل عن أخباره؛ فلم تجد إجابة "حزنت عشانه وقتها"، الدولة شاركت في عدم الاهتمام به كما ترى "مصطفى"، ورغم ذلك توقن أنه حالة لن تتكرر مرة أخرى.

مصطفى محمود.. "يوتيوب" عصره:

في الوقت الذي خرج فيه آخر نفس لـ"محمود" قرر مجموعة من صناع الأفلام الوثائقية خوض تجربة جديدة عن العالم، كان المخرج "إياد صالح" واحد منهم شرعوا في صناعة فيلمًا وثائقيًا عنه في يوم وفاته 31 أكتوبر 2009، لينتهي الفيلم في عام ويُعرض في الذكرى الأولى لوفاته، تاركا بصمة على صناع العمل لا تزال آثارها حية حتى الآن.

"شخصية مثيرة للجدل" كانت صورة العالم الراحل في ذهن مخرج الفيلم، وبحماس فاتر بدأ "إياد" في العمل مع آخرين على الشخصية، لتتحول الشخصية المثيرة إلى ملهمة في حياة المخرج الشاب، بعد أن اطلع على أعماله وكتاباته، وحلقات من برنامجه "العلم والإيمان".

منذ الصغر تعلق "إياد" بموسيقى الناي الحزينة والمميزة للبرنامج الشهير لـ"محمود"، وبالمعلومات الثرية التي كان يسردها في كل حلقة، زيارات لمكتبات عامة من قبل "إياد" تعرف فيها أيضا على حلقات لـ"محمود" عن الاستنساخ والنعجة "دولي" الشهيرة كنموذج مستنسخ، لتساعد ذكريات الطفولة "إياد" على عمله الوثائقي لمدة 100 دقيقة.

"مش مجرد شخص لطيف بيقول حكايات حلوة ولطيفة للناس في برنامج شيق، مصطفى محمود كاتب ومفكر ومهتم بالعمل الخيري ومحب للعلم وسيناريست"، قال "إياد" إن من إبداع "محمود" إنه "محدش عارف هو كان بيشتغل إيه بالظبط"، برع في كل مجال تطرق إليه، معلومات تكشفت لـلشاب عن العالم من خلال صناعة الفيلم، منها أن الطبيب كتب قصتين لأفلام سينمائية لسعاد حسني وحسن يوسف تم إنتاجهم في لبنان، بجانب مسلسل العنكبوت، لتظهر شخصية السيناريست لدى "محمود".

الإقبال على فيديوهات وكتب "محمود" بعد دخول الإنترنت جعلت صانع الفيلم الوثائقي يعتقد أن "محمود" هو "يوتيوب" عصره؛ فمن خلال برنامجه تمكن من عرض لقطات علمية وحلقات نادرة لم يكن في متسع الجيل وقتها الوصول لها، بجانب التفسير الذي ظل موجودا كبصمة لـ"محمود" بالفيديوهات.

"شخص بلا أصدقاء".. اكتشاف آخر لمخرج الفيلم عن شخصية مصطفي محمود، فهو انطوائي اختار أن تكون الكتب والعلم أصدقائه، تدرج في الصحافة فترة ثم تركها، لم يخش أن يعلن إنه قرر الإلحاد ثم عام للإيمان مرة أخرى، ليخرج من التجربة بعدد من المؤلفات، ويترك 8 حلقات نادرة عن حياته سردها مع أحد المذيعين، من إنتاج شركة خاصة؛ فتحولت فيما بعد إلى شرائط DVD.

يرى مخرج العمل أن "محمود" كان ابن اللحظة التاريخية التي أنتجته؛ ففي الوقت الذي كان الرئيس الراحل "أنور السادات" يتبنى دولة العلم والإيمان كان ذلك وقت بزوغ "محمود"، فهو مهتم بالعلم ووجوده في تلك الفترة السياسية في مصر أعطاه زخم وبروز على الساحة، حتى خفت الاهتمام به في فترة الغيبوبة أثناء مرضه في الفترة الأخيرة.

تفاصيل صغيرة لازالت حاضرة:

لا ينكر معظم محبي العالم الراحل عدم الاهتمام به، إلا أن نيفين حمدي ترى أن التكريم الرسمي له لم يكن هاما على آية حال "لأن مكانته مستمرة بين الناس ودة الأهم"، على حد تعبيرها.

"يا سبحان الله"، تلك الكلمة هي أكثر ما تتذكره "حمدي" من متابعتها لحلقاته، تفاصيل تحكيها عنه، رغم أن عمرها لم يتجاوز الرابعة عشر من العُمر وقتها، كان الطبيب الموجود على الشاشة الصغيرة لافت للنظر حتى بالنسبة لمراهقة ترى رجلا ليس وسيم الشكل لكن ذو صوت عميق وأداء مميز "لدرجة إني فاكرة ضحكته الساخرة على الأشياء اللي فيها جدال.. مكنتش بستنى حد على التليفزيون غيره"، قالت "حمدي".

لم تعلم "حمدي" قصة إلحاده إلا مع نضوجها، مع ذلك درجة حبها له لم تتغير "لأني قرأت له.. وفاهمة هو ليه وصل لكدة.. ولما قرر يرجع، رجع أكثر تمعنا في الدين"، بالنسبة لـ"حمدي" فالمقولات السياسية للعالم الراحل أكثر ما يجعلها تتفكر في أعماله "كلماته تنفع لمواقف كتير دلوقتي.. كان سابق عصره"، حلقات مختلفة تذكرها المتابعة الجيدة لـ"محمود"؛ ماذا بعد الموت، المياه، الإرادة وغيرها.

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: