لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''النوبة'' و''السويس''.. حكايات التهجير لا تموت

04:54 م الخميس 30 أكتوبر 2014

أهالي النوبة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

اعتادوا التحدث عن التهجير، لم يعد هناك ما يثير الأسى، أعوام عديدة فصلت بينهم وبين الدهشة المتعلقة به، وتظل لا مبالاة الدولة والمسافات التي تبعدهم عن بيوتهم قائمة، فتاريخ مصر يحوي عددا من حالات التهجير التي اختلفت في أسبابها، واتفقت في عدم الاهتمام والنسيان، حالتين يعلمهما القاصي والداني كانت محور التهجير في الماضي، هم أهل النوبة والسويس.

احتملت النوبة تهجيرين وليس واحدا، أحدهما الأشهر تزامنا مع بناء السد العالي عام 1963، أما الأول فكان بسبب بناء خزان أسوان، وتم التهجير منذ عام 1902 حتى عام 1933، يقول ''أنور جودة''، أحد الأهالي، فأجداده كانوا في التهجير الأول، يحكي ''أنور'' أن أراضي أجداده غرقت مع البناء، وتم تهجيرهم بمرسوم ملكي يقتضي فيه أحقيتهم ببناء مساكن في أي مكان، لكنهم حتى الآن لم يمتلكوا عقود ملكية لبيوتهم التي بنوها بمجهوداتهم الذاتية.
لم يُصرف لـ45 ألف هم عدد أهالي النوبة المُهجرين أي تعويض حسبما قال ''أنور''، وحينما بدأت المياه تغمر الأراضي ''أخدنا حاجاتنا وطلعنا هيلا بيلا'' على حد قول الرجل الثمانيني، ذهب أهالي النوبة إلى ريف أسوان في قرية ''المحطة'' ''عشان الصيد والزراعة''، ولكن لم يوجد أي اهتمام بهم من الدولة في تحقيق عقود الملكية لهم حتى الآن.

كان ''السيد منصف'' بحال أفضل من أهالي النوبة، فالسيد من أهالي السويس المُهجرين عام 1976، كان رب الأسرة لأخواته بعد والديه المتوفيين، فكان قرار السفر إلى أقاربه بمدينة المطرية، محافظة دقهلية هو الحل، سافر مع إخوته وبقوا هناك، أما هو فعاد لأنه كان مرتبط بالمجهود الحربي.

فضّل ''السيد'' ترحيل أهله للمطرية على أن يبقوا بالمجمعات أو المدارس التي بقي فيها آخرون ''كان فيه ناس بتسكن في المدارس، بتتقسم عنابر وكل أسرة مع بعضها، لكن فيها مشاكل بسبب الزحمة والمية''، حينما رحل ''السيد'' وإخوته لم يكونوا من الملاك بل مؤجر عادي، لذا كان عليه أن يؤجر سكنا آخر بالمطرية، وآخر عند العودة مرة ثانية للسويس عام 1973.

يحكي ''السيد'' أن أهالي السويس منهم من لم يجد منزله عند عودته وآخرون لقوا بيوتهم محطمة وهناك بعض البيوت التي ترممت، أما عن التعويض التي أخذوه من الدولة فكان سبعة جنيهات ونصف لأربعة أفراد ''مبيكفوش أي حاجة، كان الإيجار لوحده باتنين جنيه''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: