لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ملالا يوسفزاي ومشوار نضال يفوز بجائزة نوبل (بروفايل)

12:41 م الأحد 12 أكتوبر 2014

ملالا يوسفزاي ومشوار نضال يفوز بجائزة نوبل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت_نيرة الشريف

رجال مدججين بالسلاح يصعدون إلي الحافلة الخاصة بإحدى مدارس الفتيات، ينظرون إلى الطالبات اللاتي استقلّن الحافلة يسألون عن طالبة محددة بالاسم، أين هي؟ وحينما وقعت أنظارهم عليها قاموا بإطلاق النيران عليها في الجانب الأيسر من جبهتها، مصيبين في طريقهم اثنين من صديقاتها بالحافلة، كان المشهد في التاسع من أكتوبر عام 2012 ، ومسرح الحدث في باكستان، أما أبطال المشهد فهم حركة طالبان وملالا يوسفزاي، ''حينما يملأ الحق قلبك تندلع النار إن تتنفس ولسان الخيانة يخرس'' بكلمات شعر الشاعر الصعيدي أمل دنقل يمكنك أن تصف أداء ملالا خلال الكلمة التي ألقتها في الأمم المتحدة بعد نجاتها من حادث اغتيالها، حيث تكفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاج الطفلة الباكستانية، وقامت طائرة إماراتية طبية بإجلاء الفتاة الباكستانية إلى لندن لتلقي العلاج في إحدى المستشفيات التخصصية في بريطانيا.

بجسد ضئيل وصوت يملأه القوة وعينين متحديتين وحجاب يبدأ من منتصف شعرها ووجه مبتسم حالا، عابس أحوالا، جاد على أي حال قالت ملالا ''كانوا يعتقدون أن الرصاص سوف يتمكن من إسكاتنا، لكنهم فشلوا، ومن الصمت خرجت الآلاف من الأصوات.'' تتغير نبرة صوتها، ترتفع وتزداد قوة وإصرارا وهي تقول ''اعتقد الإرهابيون بأنهم سوف يغيرون أهدافي، وبأنهم سيوقفون طموحاتي، ولكن لا شيء تغير في حياتي، إلا هذا.. الضعف والخوف واليأس ماتوا، وولدت القوة والطاقة والشجاعة''.

بدأت ملالا نضالها كمدونة تؤرخ للحياة تحت حكم طالبان في مدينة كان يسيطر عليها متطرفون، فدونت ما يحدث حولها منذ عام 2009، ''حتى لو لم يكن لي مكان، أو حتى لو كان مكاني هو الجلوس علي الأرض، فسأبقي للحصول علي التعليم، كيفما كان ذلك، وكيفما كانت الطريقة، لابد لي من الحصول على دراستي.'' هكذا قالت ملالا في أول حوار تليفزيوني لها، وهو الحوار الذي كان بداية اشتباكها مع حركة طالبان، وذاع صيتها إثره، مضت في حوارها التليفزيوني حتى النهاية، رغم تحذيرات المذيع لها في الاستراحة بأن الحوار سيهدد بشكل مباشر سلامتها، ونصحها بالتوقف، إلا أنها أصرت علي المضي قدما فيما تود التعبير عنه.

أكثر من خمسة مليون طفلا في سن الدراسة الابتدائية خارج المدرسة في باكستان، وتعد باكستان ثالث أكبر دولة في العالم من حيث عدد الأطفال الذين لا يتلقون تعليمهم، وأن 63٪ منهم من الفتيات.

وتحوز حركة طالبان على سمعة دولية سيئة لمعاملتها للنساء، وكان هدفها المعلن خلق بيئة آمنة للحفاظ على كرامة وطهارة النساء، فيقومون بإرغام النساء على ارتداء البرقع، مبررين ذلك بأن وجه المرأة مصدرا للفساد للرجال الذين لا يرتبطون بهن، و لم يكن مسموحا لهن بالعمل ولا بالتعلم بعد سن الثامنة ولم يكن مسموحا لهن سوي بتعلم قراءة القرآن.

آمنت ملالا بأن رسالتها هو المناداة بحق التعليم للفتيات من أقرانها، امتلأت برسالتها ملء رئتيها أصبحت تتنفسها وتسري فيها، في الأمم المتحدة صرخت ملالا بعلو صوتها الذي تسمح به سنوات عمرها الستة عشر قائلة ''دعونا نأخذ..دعونا نأخذ كتبنا وأقلامنا، فهم أقوي أسلحتنا، إذ يمكن لطفل واحد..لمعلم واحد..لكتاب واحد..لقلم واحد تغيير العالم،، التعليم هو الحل الوحيد، التعليم أولا.'' كانت هذه الكلمات التي رفعت بها ملالا صوتها أمام العالم بأكمله عام 2013، لم يمر سوي عام وأشهر قليلة، وبينما كانت تتلقى تعليمها في إحدى المدارس وسط إنجلترا، تلقت ملالا نبأ فوزها بجائزة نوبل للسلام، و أصبح اسمها يتردد كأصغر فائزة بجائزة نوبل، وقد نالتها مناصفة مع الهندي ''كايلاش ساتيارثي''.

خلال سنوات عمرها السبعة عشر، لم تكن نوبل هي الجائزة الأولى التي حصلت عليها ملالا، فقد نالت ''الجائزة الوطنية الأولى للسلام'' في باكستان، وحصلت على جائزة السلام الدولية للأطفال التي تمنحها مؤسسة ''كيدس رايتس'' الهولندية، كما نالت جائزة ''آنا بوليتكوفسكايا'' التي تمنحها منظمة ''راو إن ور'' البريطانية غير الحكومية عام 2013.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: