ومن الـ''فيسبوك'' ما قتل
كتبت - دعاء الفولي:
قالوا إنه موقع ترفيهي، يلجأ له الشباب للتواصل، نشر آرائهم والهزل، منذ أكثر من ثلاث سنوات كان ''فيس بوك'' مجرد موقع تواصل اجتماعي، لا أهمية له عند آل السياسة، إلا قبيل ثورة يناير، التي كانت إحدى محركيها صفحة ''كلنا خالد سعيد''، شجّعت المواطنين وقتها على النزول للميادين، بعد الثورة لم يعد شيئًا كما كان من قبل؛ ''فيس بوك'' أصبح منطقة صراعات سياسية، وسيلة إعلام موازية، مكان للدعاية الانتخابية أحيانًا، وفي الفترة الأخيرة ضرره ازداد على البعض، يحذرون نشر معلومات شخصية عنهم، خوفًا من ملاحقات أمنية، وعلى الجهة الأخرى يحتاط الضباط مثل الآخرين حفاظًا على أمنهم الشخصي.
''الناس اللي شغالين في أماكن حساسة في الدولة عموما أمنهم الشخصي مهم''، قال الرائد ''محمد الطنوبي''، المُتحدث باسم ائتلاف ضباط الشرطة، لا يتعلق منعه معلوماته الشخصية على فيس بوك بالظروف الحالية، بل في المطلق ''وقت الظروف العادية مينفعش المعلومات تبقى مُتاحة لأن الضباط بيدرسوا بشكل أكاديمي كيفية حماية أمنهم الشخصي''.
يُضيف الرائد أن هناك ما يُسمى بالجيل الرابع من الحرب، وهي حرب معلومات في الأساس، تتبعها المخابرات الخارجية الدولية لمعرفة قواعد بيانات العاملين في أمن البلاد الأخرى.
تهديدات تأتي لبعض الضباط بشكل عام ''دة أمر طبيعي''، بالإضافة لقائمة اغتيالات أفراد منهم، يدفع ذلك الرائد ''الطنوبي'' إلى توخي الحذر وعدم إبداء الرأي فيما يتم تداوله على موقع التواصل إلا بشكل خاص مع أصدقائه، فيما عدا ذلك ''أنا مش مُشارك في السياسة لأن دوري أمني''.
مناشدات وزارة الداخلية للضباط بعدم نشر عناوينهم أو بياناتهم الشخصية لم تتبعها عقوبات للمخالفين ''في النهاية الضابط اللي بينشر حاجات عنه هو بيضر نفسه مش الوزارة''، موضحًا أن الثورة الإلكترونية التي دفعت الشعب المصري لاستخدام الإنترنت كان لها بعض المساوئ.
طبقًا لأحدث تقارير مؤسسة social bakers لعام 2014 فإن عدد مستخدمي موقع ''فيس بوك'' بمصر وصل إلى 16,8 مليون مُستخدم في حين تصل نسبة استخدامه في الوطن العربي إلى 51 مليون شخص.
طالب الطب بجامعة عين شمس -الذي رفض ذكر اسمه، له تجربة سيئة مع فيسبوك أيضًا؛ حيث تم اعتقاله يوم 5 أكتوبر الماضي ضمن مسيرة طلابية تحركت جهة ميدان رابعة العدوية ''أول ما اتقبض عليا صحابي قفلوا الأكونت''، على حد قوله فإن ضابط التحقيقات يُطالب المقبوض عليه بفتح حساب فيس بوك لرؤية ما ينشره ''بيشوفوا اتجاهي إيه من خلاله عشان كدة لما اتقبض عليا رميت الموبايل''.
ست أيام قضاها الشاب العشريني داخل السجن، خرج بعدها بكفالة خمسمائة جنيه على ذمة عدة تُهم جنائية ''تعدي على جيش وشرطة.. والانضمام لجماعة محظورة وتكسير منشآت'' وغيرها، عقب خروجه أصبح الحذر بطلًا في حياة طالب الطب ''بقى فيه احتياطات بأخذها عمومًا سواء على فيس بوك أو غيره مبقتش أكتب عليه أنا فين زي الأول''، أما بالنسبة لتوجهه السياسي ''بقوله عادي عندي على الأكونت مش هو دة اللي هيكون سبب القبض عليا''.
خلال ثلاث سنوات من انطلاق الثورة تعرض أكثر من ناشط سياسي للاتهام بقضايا تهدد الأمن القومي جراء نشره لمعلومات أو حتى سخرية من بعض القيادات في الدولة، كان أبرزهم الناشطة ''نوارة نجم''، والناشط ''علاء عبد الفتاح''.
''عبد الله طلعت'' طالب الهندسة بجامعة المنصورة، يعتقد أن كتابة الآراء الشخصية يتعلق بطبيعة اتجاهات قائمة الأصدقاء ''لو الأصدقاء عندي واثق فيهم ونفس الاتجاه بتاعي بيبقى فيه أريحية في الكلام''، على عكس الحال لو تنوعت آرائهم ''بيبقى فيه حذر من اللي بيتكتب''، لا يصل حذر ''عبد الله'' على فيس بوك لدرجة الخوف من الملاحقة الأمنية خاصة مع اتجاهه الإخواني ''لكن أحيانًا بخاف الكلام يتاخد عليا''.
''أهلي في البيت بيقولولي متكتبيش رأيك على فيس بوك وخاصة الفترة اللي فاتت''، قالت ''زينب صابر''، مؤكدة أنها رغم النصائح تنشر آرائها السياسية لأن الأحداث تدفعها لذلك ''بفضل ساكتة بس لما بلاقي حاجة تستفزني لازم أنشر رأيي''، لكنها تتراجع عندما تُبالغ في الكتابات السياسية ''بخاف ساعات.. بس لما بلاقي صحابي بينشروا هما كمان بتشجع شوية''، تشعر الفتاة العشرينية أن فيس بوك هو أحد القنوات المُتاحة أمامها للتعبير عن رأيها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: