لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إذا حضرت السياسة مُنع الطالب.. وإذا لزم الاستفتاء أخذ ''إجازة''

09:51 م الأحد 12 يناير 2014

إذا حضرت السياسة مُنع الطالب.. وإذا لزم الاستفتاء

كتبت - إشراق أحمد:

البعض سمعها من مدرسيه بداية العام، نقلوها لهم عن قرار خرج من جعبة وزارة التربية والتعليم ''ممنوع الكلام في السياسة''، وآخرون لم يعطوا التركيز في الدراسة الفرصة لسماع مثل تلك الكلمات، والبعض الآخر لا يمثل الأمر لهم فارق، فهو كعابر سبيل كل سعيه نحو أيام ينتهي فيها من مرحلة طالب مدرسة إلى جامعي.

هم طلاب المرحلة الثانوية بسنواتها الثلاث باستثناء الأخيرة منها المتبعة لنظام امتحان نهاية العام؛ حيث تشهد الأيام المقبلة تحول الفصول بالمدارس من لجان امتحان للطلبة إلى ''امتحان للشعب''، يدلون فيه بأصواتهم إما بالقبول أو الرفض للتعديلات الدستورية التي وضعتها لجنة الخمسين على مدار الشهور القليلة الماضية.

من السيدة زينب حيث مدرسة السبّاحين الثانوية التجريبية هنا يدرس ''يوسف''، الوضع بالنسبة له ''عادي'' حتى إنه لم يستطع الجزم بأن مدرسته سيتواجد بها لجان انتخابية أم لا، فقط اعتاد الحصول على ''الإجازة'' خاصة أنه بالسابق كان بمدرسة خاصة.

سنة أو أكثر تفصلهم عن حق كفله القانون لكل من أكمل عامه الـ18 وأكثر، وخطوات اعتادوا عليها لن يضطروا لقطعها ذلك اليوم، ليس فقط عن رضا ولكن استجابة لإعلان تلقوه عبر جدول مواد يشير إلى أنه خالٍ من الامتحانات، فاليوم ''إجازة'' من الاختبارات حتى إشعار المادة التالية.

''زنقونا في آخر الأيام أدونا أسبوع كله إجازة واللي بعده كله امتحانات'' قالها ابن الصف الأول الثانوي وقد انتابه بعض الضيق من العطلة هذه المرة، بينما لم يأخذ التفكير بالمشاركة في الاستفتاء بفرض أحقيته في ذلك حيز كبير من الاهتمام ''لا عادي الكبار مابيرضوش ينزلوا'' .

لم يسمع يوسف كلمات تحذر الطلاب من الحديث بالسياسة فالأوضاع بمدرسته طوال شهور الدراسة ''هادية كله مركز في الدراسة'' .

لن يختلف نظام ''أمل'' يوم الاستفتاء باعتباره ''إجازة'' فقد اعتادت الاستيقاظ في السادسة والنصف صباحًا متأثرة بالتوقيت المدرسي؛ حتى وإن كانت تلك المرة الأولى التي تحصل فيها ابنة الـ17 عاما على عطلة بسبب عدم قابلية استقبال المدرسة لطلابها نظرًا للاستفتاء، فالأعوام السابقة كانت بمدرسة خاصة لم يكن بها لجان انتخابية.

رافقت طالبة الصف الثاني الثانوي أقاربها وعائلتها إلى لجانهم الانتخابية بالمدارس خلال الانتخابات بالأعوام الماضية واستفتاء 2012، لكنها هذا العام ستكتفي بالمرور و''الفرجة'' على مدرستها جمال عبد الناصر بدار السلام وغيرها التي تتواجد بمنطقة مجمع المدارس وأغلبها يتواجد به لجان انتخابية، فهي رغم عدم أحقيتها في التصويت ''مقاطعة الدستور'' .

تلك الكلمات التي أوضحتها ''يعني لو حد كبير بحاول اتناقش معاه يمكن يغير رأيه''، ورغم أن يومي الاستفتاء الإضافيين لعطلة المولد النبوي يتيح لها مزيد من الاستذكار وذلك ''حاجة حلوة'' لكنه في الوقت ذاته ''حاجة وتضايق'' لما يثير توقيت إجراء الاستفتاء من قلق في نفسها بشأن الأحداث، وتساءلت ''ليه ما يخلهوش بعد الامتحانات''.

الاستفتاء وإجراءات الانتخابات التي تخلو لها الفصول المدرسية طوال الأعوام الثلاثة الماضية، شيء اعتاد عليه الطلاب، وأصبحت العطلة الممنوحة للبلاد في تلك الأيام، إضافة لقائمة ''الإجازات'' الرسمية لهم خلال العام، بل هم وحدهم لا يتخيرون قضاءها بعيدًا عن طوابير اللجان الانتخابية والمناقشات السياسية التي تجرى بها، وكذلك الغياب عن المكان الذي يتلقون فيه التعليم وتغيرت أحواله من التشجيع على إبداء الرأي بعد الثورة إلى منع الحديث بالسياسة هذا العام.

وبينما تتوجه الأقدام نحو المدارس واللجان الانتخابية لتطبيق ذلك الإجراء السياسي، يتوقف طلاب الصف الأول والثاني الثانوي عن أداء الامتحانات التي بدأت قبل فترة، وكانت أيضًا بمثابة ''هدنة'' عن حالة الانقسام والشحن التي شهدتها بعض المدارس، في حين يستمر طلاب الصف الثالث بعطلتهم حتى بداية النصف الدراسي الثاني.

إمرأة فلاحة فى أواخر شهور حملها بينما يخرج من بطنها ضابط جيش، صورة لفتت نظر ''أمل'' داخل المدرسة مؤخرًا منذ أن بدأت الامتحانات أواخر ديسمبر الماضي، تذكرت معها سيارات الشرطة التي انتشرت قبل شهور أمام المدرسة وكتابات زميلاتها المنتميات للإخوان على الحائط حينما تأتي إحداهن لتكتب عبارات ضد الفريق السيسي فتهم آخرى بشطب الأخيرة وتكتب ''السيسي حلو''، وغيرها من الكتابات ''رابعة ... أنا أحب السيسي''؛ تلك الحالة كانت بالنسبة لها مربكة ''كانوا بيردوا على بعض على الحيطة واحنا بنمشي نتفرج على المدرسة''.

ضاق صدر ''أمل'' طوال شهور النصف الأول من العام الدراسي، لكنها التزمت الصمت في أغلب الأحوال إلا عندما وافتهم مديرة المدرسة بالفصل لتحذرهم ''محدش يتكلم في السياسة في المدرسة'' فاندفعت كلماتها ''ولو احنا بنتكلم في الحق ده غلط'' فأجابتها المديرة ''بس يا لِمضة''.

المذاكرة ثم الذهاب لدرس اللغة العربية المادة المقبل امتحانها، وأخيرًا التفقد العابر لمشهد المدارس'' الانتخابية'' والعودة إلى منزلها، هكذا يجري يوم الاستفتاء عند الفتاة التي تجد أن إجراءه وقت الامتحانات ''مقصود عشان محدش يقول حاجة''.

'' أحمد'' هو الآخر لم تتكمل أعوامه ال18 لتمكنه من المشاركة بالاستفتاء، لكن المدرسة وتواجد لجان انتخابية بها، والعطلة بالنسبة له لا يمثلان أي جديد، فأما الأولى لم يذهب إليها إلا قليلًا كحال طلاب الصف الثالث الثانوي لمدرسة الإبراهيمية في السيدة زينب، وكذلك طلاب تلك المرحلة وإذا ذهب ''بيمشوني ويقولوا لي ذاكر في البيت أحسن'' ، وأما الثانية فهي استمرار لما سبقها من أيام.

''لو نزلت قلت لأ هيقولوا إخوان ولو قلت نعم هيقولوا تبع السيسي، يعني جنة ونار ولو مانزلتش هبقى بفرط في صوتي..أفرط في صوتي أحسن من أني أكون تبع حد'' قالها أحمد بافتراض أحقيته للتصويت، معتبرًا أن الجهل ليس في التعليم فقط لكن في كل شيء.

دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي..شارك برأيك الآن

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان