''أماني'' و''نور''.. من ضحايا ''السياسة'' في مصر ''وربنا يهدي الجميع''
كتبت - يسرا سلامة:
حالة من الانقسام فرضت نفسها على المجتمع المصري أمام المشهد السياسى العسر، والذى لم يترك بيتاً مصرياً دون جدل أو نقاش لا يقل سخونة عن الأحداث التى تشهدها شوارع مصر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، لتزداد حدة النقاش عقب فض اعتصام مؤيدى المعزول بميدانى ''رابعة والنهضة''.
''المصريون لم يكونوا متوحدين بقدر ما هم الآن أمام الإرهاب والفاشية الدينية''.. كلمات خرج بها مصطفى حجازي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ليؤكد على وحدة المصريين، وخرج نفس المعنى على لسان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين ''أحمد عارف'' لتؤكد حالة رفض الشعب المصرى كله لما وصفه بـ''الانقلاب''، لكن كلمات المتحدثين لم تخفي حالة الانقسام في المجتمع.
تجلت حالة الانقسام فى صورة التقطها أحد المصورين في مسيرات، الجمعة الماضية، لشخصين في نفس ''البلكونة''، لكن لكل منهم تعبير مختلف لأحد المسيرات المؤيدة لمرسي تمر من تحت منزلهم؛ فالأول أشار لهم إشارة ''رابعة'' دعمًا و انتصارًا ، والآخر آشار لهم بعكس ذلك، ليجسد صورة تتواجد في كثير من البيوت المصرية.
أسرة ''أماني'' كغيرها كانت عرضة لهذا الانقسام؛ حيث انقسمت أسرتها في الموقف السياسي المصري؛ فوالدها وأعمامها مؤيدين للجيش المصري في كل خطواته، أما هي وشقيقها ووالدتها فضد ما وصفته بـ''المجازر'' التي حدثت في فض اعتصامي ''رابعة والنهضة''، خاصةً أن لـ''أمانى'' أصدقاء غير راضين عن سياسة مرسي أوجماعة الإخوان المسلمين لكنهم ضد ''الانقلاب''.
''أماني''، التى تعمل مترجمة وباحثة بمحافظة المنصورة، إن الانقسام داخل أسرتها لم يبدأ حديثًا، لكنه كان منذ الانتخابات الرئاسية بين ''أحمد شفيق'' و''محمد مرسي''، وقتها أصر والدها على انتخاب ''شفيق''، وكان أول اختلاف ''وقتها حدثت أول خناقات بسبب السياسة، وكان الموضوع إننا لازم ننتخب شفيق، على الرغم من أن والدي عمره ما فرض علينا حاجة''.
الاختلاف في أسرة ''أماني'' تطور؛ فوالدها كاره لـ''الإخوان''، ووالدتها متعاطفة معهم، حتى إنه بعد عزل ''مرسي'' طلب والدها من والدتها إحضار ''تورتة'' بمناسبة رحيله، على الرغم أن ''أماني'' كانت في غاية الحزن.
''لا مفر من الحديث في السياسة''.. هكذا قالت ''أماني''، مضيفة أن الحل للخروج من حالة الانقسام أمر صعب ''الإشكالية أن السياسة أصبحت المحور الأهم في أي نقاش، وفكرة تنحيته جانبًا في نقاش الأسر بات من الصعوبة بمكان''.
الانقسام نفسه لم يترك أسرة ''محمد نور''؛ فالخلاف لديه بين خاله وزوجته من جهة، ووالده وشقيقه من جهة أخرى، لتنتهي النقاشات السياسية الساخنة بينهم بجملة واحدة ''ربنا يهدي الجميع''، لكن ''محمد'' ابن النوبة يقول إن ذلك الانقسام غير منتشر كثيرًا في مسقط رأسه، حسبما يرى ''الوضع قبلي والزواج يكون من نفس العائلة، وقليلاً ما يكون هناك انقسام''.
وتوصي حنان عشري، استاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، كل أسرة مصرية بضرورة النقاش من أجل الوصول إلى حل وسط، مؤكدة أن الدور يقع بشكل كبير على عاتق الأب والأم ''لإن الشباب لديهم في الإغلب حالة تشبث برأيهم، فيجب أن تسعى كل أسرة مصرية لنقاش حول المحافظة على أمن مصر''.
وتضيف ''عشري'' أن على الآباء في حالة وجود ذلك الانقسام التحدث عن تاريخ أطراف اللعبة السياسية، مثل الحديث عن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وصراعها مع السلطة الحاكمة، والجيش، والتوصل من خلال النقاش إلى الحد الأدنى من الاتفاق حول مميزات وعيوب كل طرف.
ودعت أستاذ الخدمة الاجتماعية جميع وسائل الإعلام بالتمسك بدورها التوعوي، وتبني فكرة وحدة المجتمع، كما أكدت أن في كل أسرة مصرية يجب أن تكون حرية الاختيار هى الأساس في كل شئ وليس في السياسة فقط، وأن يتم تعليم الأبناء منذ الصغر على حرية الاختيار وتحمل المسئولية دون ديكتاتورية من الآباء والأمهات.
فيديو قد يعجبك: