لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''قتل وسحل واعتقال''.. حال ''المصورين'' بمصر ''والانتهاكات مستمرة''

01:43 م الإثنين 02 سبتمبر 2013

كتبت - دعاء الفولي:

''كاميرا'' وبعض أدوات خاصة بالتصوير؛ أشياء قد تؤذي صاحبها ويتعرض بسببها للفظ سيء أو ضربة قاسمة أو قد تودي بسببها طلقة بحياته، أو ربما يتم القبض عليه في النهاية بتهمة ''حيازة كاميرا''.

''الحسيني أبو ضيف''، ''أحمد عاصم''، ''مصعب الشامي'' وغيرهم كثير، قُتلوا جميعًا بتهمة حيازة ''كاميرا'' دون سابق إنذار في أوقات مختلفة، واعتقل غيرهم من اعتقل وأصبحت أخف الأقدار أن يُرمي المصور بكلمات بذيئة فقط أو أن تؤخذ منه ''الكاميرا'' وتبقي حياته ليحتفظ بها.

الانتهاكات التي تعرض لها ''المصورين الصحفيين'' أثناء تغطية الأحداث في مصر تزايدت في الفترة الأخيرة خاصة بعد فض اعتصامي ''رابعة العدوية'' و''النهضة''، ومن أجل ذلك قرر مجموعة من شباب المصورين من صحف مختلفة عمل صفحة على موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك'' لتجميع أكبر قدر من تلك الانتهاكات ثم الدعوة لعمل وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية في الخامس من سبتمبر القادم.

''مصطفى الشيمي'' أحد أصحاب فكرة صفحة ''دعوة من أجل الحرية لمصورين ومراسلين مصر'' قال إن الفكرة مُنصبّة على انتهاكات تعرض لها الصحفيون بداية من أحداث فض الاعتصامين وحتى الآن فهم ''إحنا معظم وقت الاشتباكات كمصورين بنبقى بنصور من جهة الداخلية يعني مش بنبقى في مواجهتهم وبيبقى معانا تصريحات بالتصوير واثبات الشخصية والمهنة ومع ذلك مبنقدرش نحمي نفسنا من اللي الداخلية بتعمله معانا''.

الوقفة التي سينظمها المصورون لن تكون الأولى؛ فقد نظموا وقفة سابقة أمام مجلس الشورى المنحل، اعتراضًا على تعامل الداخلية معهم و''المجلس ناقش مطالبنا ووزير الداخلية وقتها طلع بيان قال فيه إن الأخطاء من قبل الداخلية مش مقصودة وهيحاولوا يتفادوها'' ولكن ذلك لم يحدث منه شيء.

وجود أكثر من مصور تم اعتقاله وقت أحداث فض اعتصامي ''رابعة والنهضة'' أو بعدها بقليل جعل دعوة ''الشيمي'' للوقفة الاحتجاجية أكثر أهمية من وجهة نظره، خاصة وأن ''التهم اللي موجهة لأكتر من مصور صحفي منهم محمد سعد من جريدة البديل وغيره، بتنحصر في حيازة كاميرا وحيازة سلاح''.

''أنا اتسحّلت مرتين في اعتصام النهضة، مرة في أول الاعتصام ومرة يوم فضه''.. هكذا روى ''الشيمي'' عن تجربته كمصور مع الانتهاكات ''أول يوم اعتصام النهضة حدثت اشتباكات بين الإخوان وأهالي بين السرايات وكنت بصور وحصل إن المعتصمين أخدوا مني الكاميرا وكسروها''.

يوم فض ''الاعتصام'' تجاوز الأمر مجرد كسر الكاميرا؛ فطبقا لرواية ''الشيمي'': ''كنت في النهضة برضو، وكنت بصور وصورت الجثث اللي اتفحمت وقتها وكنت أول واحد يصورها، الظابط شافني بصور أخد الكاميرا مني وشتمني وبهدلني وضربني ورفع عليا أجزاء السلاح وسحلني من غير ما يديني فرصة أوريلوا إثبات شخصيتي لولا أصحابي لحقوني منه''، على حد قول'' الشيمي''.

المؤسسات الصحفية التي يتبع إليها معظم المصورين لا تساعد كثيرًا في حالات وقوع المصور في مشكلة مع السلطة؛ فهم كما أوضح ''الشيمي'': '' لو أنا بشتغل في مكان ومالك المكان مش عايز يصطدم بالشرطة والجيش مش هيحاول يجيبلي حقي أو حتى ينزل خبر، إنما لو عايز هيساعد، المؤسسات الصحفية عليها خطأ ولو جزئي''.

التيارات أو الاتجاهات السياسية أمر غير موجود في صفحة انتهاكات المصورين، فهي قائمة على نبذ العنف والمطالبة بتوفير أقصى درجة من الحماية للمصور أيًا كان اتجاهه، وهذا ما أكده ''الشيمي''، مضيفًا: ''إحنا ملناش دعوة باتجاه أي حد، وأي مصور هيحصل له حاجة هنقف معاه، كان في ناس على صفحة الوقفة بتقول لنا منتكلمش عن مراسلين الجزيرة المعتقلين، وإحنا رفضنا وقولنا إن الموضوع متعلق بأمان المصور أيًا ما كان اتجاهه''.

أكثر ما يُزعج ''الشيمي'' هو أن ''الداخلية مش بتتفاهم، دلوقتي ممكن الناس المدنيين أما يشوفونا بنصور نتكلم معاهم أو حاجة، إنما الداخلية لأ، مبيفرقش معاها مين تبع اتجاه إيه''، ولذلك فالوقفة الاحتجاجية ستكون أمام الوزارة لتوصيل رسالة المصورين، على حد تعبيره.

أما ''عمر سيد''، أحد أصحاب الدعوة للوقفة، ومصور صحفي أيضا، فقال: ''في الأول لما عملنا الدعوة على ''الفيس بوك'' كنت فاكر إن اللي هيهتم هو صحابي فقط، لكني لقيت ناس كتير معرفهمش متفاعلين معانا ومتضامنين''.

تجربة ''سيد'' الشخصية مع الشرطة ليست ببعيدة عن تجربة زملائه فروايته تتلخص في أنه ''كنت يوم الفض في مصطفى محمود، الظابط برضو زعق لي وشتمني وخد الكاميرا ومكنش راضي يديهاني، لولا اتحايلت عليه ورجعها لي بعد ما خد كارت الذاكرة اللي عليه الصور، غير إني كنت مرة بغطي برضو في أحداث تانية والظابط هددني بالمسدس''، على حد قوله.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان