''حنان''.. 3 أشهر دون راتب والسبب ''مش على ميزانية الدولة''

كتبت - يسرا سلامة:
تصوير - إشراق أحمد:

وقفت أمام باب مجلس الوزراء، لا تملك من أمرها سوى ''صوتًا'' يجهر بحقها، ولافتة تحمل أسماء من بيدهم الأمر، ''حنان'' إحدى العاملات فى معهد ''التبين للدراسات المعدنية''، الذي لم يتقاض به عشرات الموظفين رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، ليجدوا رد المسئولين واحد أمامهم ''المعهد مش على ميزانية الدولة''.

لم تختلف أحوال ''حنان'' عن زميلاتها من المعهد في بؤس الحال، والشكوى من تأخر صرف مرتباتهم؛ فالمعهد التابع لوزارة الصناعة كما كان معروف لهم منذ عشرات السنين، والذي يعمل على تخريج طلاب من حاملي الماجستير والدكتوراه في الثروة المعدنية، امتنعت عنه الأموال منذ ثلاث أشهر.

''طب نصرف منين، عندنا عيال في مدارس ومصاريف وإيجارات، مرتبنا بنصرف وناكل منه، بعد 3 شهور لم نتقاض مليمًا واحدًا''.. كلمات عبرت بها ''حنان'' عن أزمتها وغيرها من زملائها العمال في معهد ''التبين'' الواقع بمنطقة حلوان، لعلها تجد إجابة تشفى صدرها من الدولة، لكي تحصل على حقها، الذي تحيله كل وزارة إلى الأخرى '' روحنا وزارة المالية قالوا روحوا الصناعة، روحنا الصناعة قالوا لنا روحوا وزارة الاستثمار، وفي النهاية قالوا لنا أنتم مالكوش ميزانية على الدولة خالص''.

ردود المسئولين أشعلت الأسئلة في رأسها ''طيب العمر ده كله كنا بنصرف منين''، 1000 جنيه هو ما وصل إليه مرتب ''حنان'' بعد 25 سنة عمل بالمعهد، لتأتي تلك الكلمات اليوم منها ومن زملائها تبحث عن ''مسئول''.

''حنان''.. مريضة بـ''غضروف'' بالظهر ولا تقوى على الوقوف ''عندي عملية المفروض أعملها، ولمدة 3 شهور لم تأخذ علاجها، كلنا تعبانين من كبير لصغير تعبانين''، لكنها برغم المرض والآلام تصر على الوقوف للمطالبة بحقها.

وقفة ''حنان'' - الأم لخمس أبناء - أمام مجلس الوزراء هي وزملائها من المعهد ليست الأولى، فقبل ذلك كان ذهاب لثلاثة وزارات، لكن دون جدوى أو أمل فى حل مشكلاتهم.

''إحنا تعبنا''.. جملة لا تمل من تكرارها لتعبر ''حنان'' عن معاناتها مع مزيد من أسئلة لم تأتيها إجابة بعد ''إحنا مش عارفين إحنا تبع مين في الدولة''.