إعلان

وداعا محمود علي مكي رائد تحقيق تراث الأندلس

09:35 ص الإثنين 12 أغسطس 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة – (أ ش أ):

ترك الدكتور محمود علي مكي، أكثر من مائتي مؤلَف مختلف بين البحوث والترجمات وتحقيق المطبوعات، منها على سبيل المثال لا الحصر: أثر العرب والإسلام في الحضارة الأوروبية؛ بحثه عن المؤرخ الأندلسي ابن حبان؛ دراسته وتحقيقه لديوان ابن دراج القسطلي، كتابه مدريد العربية، وغير ذلك مما أثرى به المكتبة العربية، فضلا عن عشرات المؤلفات والبحوث باللغة الإسبانية.

وشاء القدر أن يرحل محمود علي مكي، المولود بمحافظة قنا عام 1929، صباح يوم الخميس الماضي، أول أيام عيد الفطر وأن يدفن في إسبانيا، البلد الذي أفنى ما يزيد عن نصف قرن من عمره في دراسة تاريخ المسلمين فيه وحضارتهم الأندلسية التي امتدت لنحو ثمانية قرون.

حصل محمود علي مكي على الليسانس بتقدير ممتاز من قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1949، ثم على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز من كلية الآداب والفلسفة بجامعة مدريد المركزية عام 1955.

عمل مكي بإدارة العلاقات الثقافية بوزارة التربية والتعليم، ثم بالتدريس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم وكيلا لمعهد الدراسات الإسلامية بمدريد، ثم ملحقا ثقافيا للسفارة المصرية فيها حتى عام 1965، ثم مديرا لإدارة الترجمة والنشر بوزارة الثقافة.

كما عمل الراحل الكبير أستاذا زائرا لمركز الدراسات الشرقية في المعهد المكسيكي في المكسيك، ثم عمل أستاذا في قسم اللغة العربية بجامعة الكويت لمدة ست سنوات.

في عام 1977، عينته جامعة القاهرة أستاذا للأدب الأندلسي في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وعين رئيسا لقسم اللغة الإسبانية بالكلية نفسها 1984، وعمل أستاذا زائرا لكثير من الجامعات العربية والأجنبية لفترات محدودة، كما أشرف على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراه، وهو عضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة.

ومن أبرز الجوائز التي حصل عليها جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي عام 1988، وجائزة التقدم العلمي من الكويت.

ولا يختلف اثنان على أن إسهام الدكتور محمود علي مكي في التعريف بالتراث الحضاري الأندلسي على امتداد أكثر من نصف قرن من الزمن، جعل منه حجة في الأندلسيات.

ويبقى أن الدكتور محمود علي مكي يستحق التكريم، بل وتخليد ذكراه، فغيابه يعد خسارة فادحة لحقل تحقيق التراث الأندلسي بصفة خاصة، ولحقل الترجمة من الإسبانية والتأريخ لحضارة الأندلس، فهل يتصدى مجمع اللغة العربية أو جامعة القاهرة أو المركز القومي للترجمة لهذا التكريم المستحق؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان