في ذكرى الثورة الإيرانية.. القاهرة وطهران ''مصاهرة'' و''ثورة'' و''مرشد''
كتبت - نوريهان سيف الدين:
تاريخ طويل جمع الدولتين، تعمق منذ أن امتدت الوفود الفارسية تدق أبواب قصر عابدين، وتطلب يد الأميرة ''فوزية'' من أخيها الملك ''فاروق الأول'' ملك مصر، لولي عهد إيران ''محمد رضا بهلوي''، تمازجت الدماء وأصبحت الأميرة المصرية ''فوزية'' إمبراطورة في بلاط ''الطاووس'' الفارسي.
ثمة مصادفات جمعت بين تاريخ ''شاه إيران والملك فاروق''، فكلاهما تولى الحكم في سن الشباب، وكلاهما حلم بولي عهد يرث الملك من بعده، وكلاهما تزوج لأكثر من مرة، وعندما جاء ولي العهد ''الأمير رضا في إيران''، و''الأمير أحمد فؤاد الثاني في مصر'' كان نذيرا بزوال العرش وضياع المملكة.
''الثورة''.. كانت نهاية كلتا المملكتين؛ ففي مصر كانت ''ثورة يوليو 1952'' إيذانا برحيل الملك فاروق وانقضاء عهد الملكية بانقلاب عسكري، ومجيء مجلس قيادة الثورة المكون من ضباط الجيش، ومن بعده توالى قدوم ''الرتب العسكرية'' لتحكم مصر، بينما في إيران؛ رحل ''الشاه'' بعد ثورة إسلامية قادها ''الإمام الخوميني'' في 11 فبراير 1979، بعد 10 أيام فقط من عودته من المنفى بباريس، ''الشاه وفاروق'' كلاهما تعرض للنفي بعد زوال الملك، وجمعتهما نفس المقبرة ''مقبرة الملك فاروق بمسجد الرفاعي''.
''المرشد''.. مرحلة هامة في كلتا الثورتين؛ ففي الثورة الإسلامية الإيرانية على مدار 34 عاما، كان لـ''آية الله'' أو ''الإمام الأكبر'' كلمة عليا وله الأمر والنهي في شئون البلاد وتسيير الدستور ومقاليد الحكم، ووُضع دستورا جديدا كان ''الخميني'' من خلاله ''قائدا أعلى''، ومُنح السيطرة على الجيش والأجهزه الأمنية، والحق في نقض المرشحين للمناصب، كما أقر الدستور بانتخاب رئيس جديد يتمتع بصلاحية أضيق، لكن المرشحين يجب أن يحوزوا على الموافقة المباشرة من القائد الأعلى ''عبر مجلس صيانة الدستور''، وقد أصبح ''الخميني'' نفسه رئيسا للدولة مدى الحياة باعتباره ''قائد الثورة''.
أما في مصر فأختلف الأمر قليلاً؛ فبعد الثورة 25 يناير وقيام الجمهورية الثانية، ومجيء رئيس الجمهورية من داخل ''جماعة الإخوان المسلمين'' التي تتبع نظام ''الإرشاد'' في تسيير أمورها، حتى أن ''حزب الحرية والعدالة - كان الدكتور مرسي يترأسه قبل الترشح للرئاسة'' وهو الذراع السياسي للجماعة لا يزال أغلب كوادره الفاعلين من كبار رجالات ''الإخوان المسلمين''، إلا أن الدستور الموضوع لا ينص على سلطة ''المرشد'' على الدولة، كما أن وضع الجيش و المؤسسة العسكرية لا يزال يتمتع بنفوذ كبير وكيان مستقل في تسيير شئونه، والاحتفاظ بحق عدم المراقبة على ميزانيته.
وجه مقارنة آخر يجمع بين مصر وإيران؛ فالرئيس ''السادات'' باستضافة شاه إيران ''الإمبراطور محمد رضا بهلوي'' بعد خلعه وطرده عام 1979، وكان الشاه قدم لمصر مساعدات بترولية وقت حرب أكتوبر، وهو ما جعل إيران ترد بإطلاق اسم ''الإسلامبولي - قاتل السادات'' على أحد شوارع طهران.
وتتجمد العلاقات لوقت طويل يذيبها تبادل زيارات ما بعد ثورة 25 يناير، ويذهب ''الرئيس مرسي'' لإيران نهاية أغسطس الماضي لحضور ''قمة عدم الانحياز''، ويكون ''أحمدي نجاد'' أول رئيس إيراني يزور مصر منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية، وقبل أيام قليلة من الاحتفال بذكراها.
فيديو قد يعجبك: