إعلان

132 عامًا على الحياة النيابية.. البرلمان من ''الباشا'' حتى ''الكتاتني''

07:23 م الإثنين 23 ديسمبر 2013

132 عامًا على الحياة النيابية.. البرلمان من ''البا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نوريهان سيف الدين:

أكثر من 132 عاما مرت على مصر من التاريخ النيابي البرلماني، تعاقبت فيها على البلاد 32 هيئة نيابية، ساهمت في تشكيل تاريخ مصر ووجهها الحضاري الحديث في مختلف جوانبها السياسية و الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية.

في 23 ديسمبر 1881، وجهت الدعوة لانعقاد ''أول مجلس نيابي مصري''، وكان ذلك في عهد ''الخديوي توفيق''، لكن مصر شهدت قبل هذا التاريخ اعواما من الحياة النيابية، و إن اختلفت في درجة النضج و التفاعل السياسي.

البداية جاءت مع ''محمد علي باشا''، ففي نوفمبر 1824، أسس ''المجلس العالي'' المتألف من نظار الدواوين (الوزراء) و رؤساء المصالح و الأعيان من كل مديرية في نواحي ''المحروسة''، و بعده بأعوام قليلة (1829) أنشأ ''مجلس المشورة'' المتكون من 156 عضوا، وكانت رئاسته موكلة إلى ''ابراهيم باشا الفاتح'' نجل ''محمد علي''، واقتصرت مهمة ''مجلس المشورة'' على مسائل التعليم و الأشغال العمومية، وكان يعقد مرة واحدة على الأقل سنويا.

وجاء عهد ''الخديوي اسماعيل''، وانشأ ''مجلس شورى النواب- 1866''، وكان مقره هو مقر ''مجلس الشورى الحالي''، وهو قصر شيده ''ناظر المالية'' في عهد ''أفندينا اسماعيل''، ويعد ''شورى النواب'' البداية الحقيقية للحياة النيابية في مصر، تألف من 76 عضوًا منتخبا لمدة 3 سنوات، تكونوا من ''الأعيان وعمد ومشايخ النواحي'' في القاهرة والاسكندرية ودمياط، وكان ''رئيس المجلس'' يعين من قبل ''الخديوي'' نفسه، وعلى الرغم من اقتصار ''شورى النواب'' على الناحية الاستشارية في بدايته؛ إلا أنه اتخذ مسار ''مجلس المعارضة'' نتيجة للسياسيات المالية التي أدت للتدخل الأجنبي في شئون البلاد.

وفي الأول من مايو 1883، وعلى الرغم من وجود الاحتلال الإنجليزي في ربوع البلاد، إلا أن ''الخديوي توفيق'' اصدر ''القانون النظامي''، وبموجبه تشكل ''مجلس شورى القوانين''، وتألف من 30 عضوا يعين (14) منهم من جانب الخديوي نفسه، ثم تشكلت بعده ''الجمعية العمومية''، وتألفت من النظار ''الوزراء'' وأعضاء مجلس شورى القوانين، وكانت مهمتها ''إقرار موازنة البلاد المالية''.

1913.. شهد هذا العام تأسيس ''الجمعية التشريعية المصرية''، ولعل الناس لا تعرف عنها سوى هذا المبنى العتيق الفخم المقام في منطقة ''الإسعاف'' بوسط القاهرة أمام ''نقابتي الصحفيين و المحاميين'' و ''الشهر العقاري'' و ''دار القضاء العالي''، لكن تاريخ هذه الجمعية - على الرغم من قصره نسبيا- ممتلئ بالأحداث، إلا أن قرارا صدر بحلها وتوقف الحياة البرلمانية في مصر عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى.

عادت الحياة البرلمانية من جديد مطلع عشرينات القرن الماضي، و شهدت البلاد صدور ''دستور 1923'' وسط تعددية جزبية، و اعطى هذا الدستور البرلمان الحق في التشريع و الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية (الحكومة)، كما اعطى ملك البلاد حق الاعتراض على قرارات البرلمان، و تكون البرلمان وقتها من مجلسي ''النواب و الشيوخ''.

استمرت الحياة البرلمانية في مصر حتى اندلاع ''حريق القاهرة- يناير 1952''، بعدها تم حل البرلمان، و استمر هذا الوضع حتى قيام ''ثورة 1952'' و سقوط الدستور في 10 ديسمبر 1952، ليستفتى بعدها على (دستور 1956) و يتشكل ''مجلس الأمة'' بموجبه كجهة برلمانية في البلاد، و تعقد أولى جلساته في 22 يوليو 1957، و يتكون من 350 عضوا، ويستمر على وضعه حتى ''الوحدة المصرية السورية''.

صدر الدستور المؤقت لـ''الجمهورية العربية المتحدة''، و تشكل برلمان مشترك بعضوية 400 نائب مصري و 200 نائب سوري يمثلان القطران الشمالي والجنوبي للجمهورية المتحدة حينها، وبدأ عمله من 21 يوليو 1960 و استمر عاما، ليلغى في 22 يونيو 1961.

و للمرة الثانية يصدر دستورا مؤقتا للبلاد، و تشهد الحياة النيابية المصرية في فترة الستينات رواجا و ازدهارا نسبيا، كان مجلس الشعب وفى الستينات بالتحديد يعج بالمثقفين و الشعراء و المفكرين، فضلا عن العلماء و الصحفين، وكان نتيجة ذلك تقدم فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية، وذلك بفضل مثقفيها اعضاء البرلمان فى ذلك الوقت امثال طة حسين والعقاد واحمد شوقى وعبد الرحمن الرافعى ومحمد حسين هيكل وغيرهم من المفكرين والعلماء الذين اثروا الحياة البرلمانية والحياة المصرية عامة.

و يصدر ''دستور 1971 الدائم'' في عهد ''السادات''، و يتشكل بموجبه البرلمان في 14 مايو 1971 برئاسة ''حافظ بدوي''، و يعقبه كلا من ''المهندس سيد مرعي'' و ''الدكتور صوفي أبو طالب''، ويأتي ''مبارك'' في أطول فترة حكم في تاريخ مصر الحديث، ويشهد عهده (5 رؤساء برلمان) هم ''صوفي أبو طالب، محمد كامل ليلة، رفعت المحجوب''، و كان ''فتحي سرور'' أطول رؤساء مجلس الشعب في منصبه 13 ديسمبر 1990-1995) ثم (ديسمبر 1995- 2000) ثم (ديسمبر 2000- 2005) ثم (ديسمبر2005 حتى 2010) ثم (2010 -2011)، ويحل ''البرلمان'' بعد ''ثورة 25 يناير''، و يعود برئاسة ''الدكتور سعد الكتاتني'' في 23 يناير 2012، و يحل في 10 يوليو من نفس العام.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة… للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان