إعلان

محمود المليجي.. البداية ''ملقن'' والنهاية ''احتضار'' أمام الكاميرا

04:48 م الأحد 22 ديسمبر 2013

محمود المليجي.. البداية ''ملقن'' والنهاية ''احتضار

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نوريهان سيف الدين:

عينان قويتان تركزت فيهما موهبة التمثيل و الآداء المنفرد، حضور متميز و تقمص رائع لأدوار الشر، بات هو "شرير الشاشة" الأشهر بين أبناء جيله، رغم أن جميع أصدقاءه و المقربون منه أجمعوا أن "طيبة القلب" و "الحس المرهف" كانتا السمتان المميزتان له.

في حي "المغربلين" الشعبي بالقاهرة ولد "محمود المليجي" أو "أنتوني كوين الشرق" في 22 ديسمبر 1910، عاش سنواته الاولى بهذا الحي ثم انتقل و اسرته إلى حي "الحلمية"، ليدخل هناك "المدرسة الخديوية" التي كانت تقدم خدمة تعليمية متميزة في هذا الوقت و يوجد بها أكبر مدربي مسارح "وزارة المعارف" حينها، و فيها؛ انفتح "المليجي" يتعلم كل شيئ في دنيا "التشخيص"، خاصة بعدما جاء لـ"الخديوية" امبراطور المسرح "عزيز عيد" ليدرب الطلاب على عرض مسرحي جديد، و أدى "المليجي" أمامه أحد الأدوار كأختبار مبدئي، فاعجب الاستاذ القدير بالتلميذ المبتدئ العاشق للتمثيل.

"فاطمة رشدي" كانت الثانية فيمن تنبأ لـ"المليجي" مستقبلا متميزا في فن التمثيل، فأثناء أحد العروض المسرحية اجتذبها آداء الشاب "محمود" و دعته لحضور مسرحيتها، وعرضت عليه العمل بفرقتها نظير "اربعة جنيه شهريا"، قدم خلال تلك الفترة أدوارا ثانوية منها "السفرجي و البواب و الخادم"، ليبدأ بعدها في العمل كـ"ملقن" للفرقة نظير "16 جنيها شهريا".

الظهور السينمائي الأول للمليجي كان في فيلم "الزواج- 1932" من انتاج و اخراج فاطمة رشدي، و قام بآداء دور البطولة أمام "فاطمة رشدي" بطلة الفيلم، ليبدأ المليجي كبيرا على الشاشة الفضية، و تكون "أم كلثوم" هي الثانية بعد فاطمة رشدي، ويقف أمامها في فيلمها الأول "وداد"، و كانت أدواره حتى هذه الفترة "درامية" و تمثيلية عادية، إلا أن ظهوره بفيلم "قيس و ليلى" بدور "الشرير" أثار اعجاب المشاهدين و النقاد، و اصبح "الشر" لون جلد لا يفارق "المليجي".

ثنائيات قدمها المليجي خلال مسيرته السينمائية و المسرحية، أبرزها كان مع "فريد شوقي" و "اسماعيل يَـس"، فمع "وحش الشاشة و ملك الترسو" قدم أدوار مثل "رصيف نمرة خمسة، الفتوة، حميدو"، و مع "ملك الكوميديا- سُـمعة" قدما "امسك حرامي، صاحبة العصمة، اشهدوا يا ناس،..."، ولا ينسى المشاهد دور "المعلم عباس الزفر" أمام "رجب عسكري البحرية" في فيلم "اسماعيل يس في الاسطول".

زواجه من "علوية جميل" الذي استمر لأكثر من ربع قرن، وعشق متبادل و"نار غيرة" سيطرت على قلب "علوية" على زوجها و رفيق عمرها "محمود"، حتى أنه تزوج دون علمها من فتاة "كومبارس" بفرقة "اسماعيل يس"، وما كان من "علوية" فور علمها إلا أن "ضبطته" و اصرت أن "يرمي اليمين" على العروسة الصغيرة وهي لا تزال في شهر العسل.

"محمد أبو سويلم" و دور "الفلاح المصري" المخلوق من طمي الأرض و المتشبث بجذوره حتى الموت، مشهد "السحل" الذي خلدته ذاكرة السينما المصرية، و رفض "المليجي" اللجوء إلى "دوبلير" لآداء المشهد، و هو الذي تجاوز الستين من عمره، لتظهره كاميرا العبقري "يوسف شاهين" و هو مقيد بالحبال و تشده الخيل، بينما يداه الداميتان تتشبث بجذور و اغصان "القطن المصري" و تراب الأرض، و تخلد معه عبارة "حاربنا عدونا" و "كنا رجالة و وقفنا وقفة رجالة".

"مشهد النهاية" كان بارعا لم يتوقعه أحدا، فكان "المليجي" بطلا حتى النهاية و الاحتضار، فبينما هو ذاهب لآداء أخر مشاهده في فيلم "أيوب" امام العالمي "عمر الشريف" و السمراء "مديحة يسري" و الأستاذ "فؤاد المهندس"، جلس في الكواليس قبالة الكاميرا، يتحدث مع "الشريف" قائلا له: "يا أخي الدنيا دي غريبة أوي، الواحد فيها ينام و يصحى عشان ينام و يصحى و يشخر"، و أمال برأسه على ظهر الكرسي أمام "عمر الشريف" و الحضور و بدأت اصوات "الشخير" تعلوا، فبادره "الشريف" ضاحكا قائلا: "خلاص يا استاذنا"، إلا أن الجميع يفاجأ بأنها "احتضار و حشرجة الروح"، ليسلم "شرير الشاشة- المليجي" روحه في 6 يونيو 1983، تاركا إرثا سينمائيا و تمثيليا كبيرا، و مقارنة متماثلة مع أكبر ممثلي العالم "انتوني كوين"، حتى انهم لقبوه بـ"أنتوني كوين الشرق".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان