لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

انطلاق صافرة قطار الصعيد يعيد الأمل لجيرانه البائعين.. و''الرزق على الله''

05:11 م السبت 21 ديسمبر 2013

انطلاق صافرة قطار الصعيد يعيد الأمل لجيرانه البائع

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

( أصوات مصرية):

بعد توقف استثنائي دام أكثر من 100 يوم، انطلقت صافرة قطار الصعيد معلنة عودته للسير، ممزوجة بفرح السكان المجاورين لشريط السكك الحديدية الذين يعتمدون عليه كمصدر رزقهم.

في 27 نوفمبر الماضي، أعلنت الإذاعة الداخلية لمحطة مصر انطلاق القطار رقم 978 الذي يربط بين القاهرة وأسيوط جنوباً، لتستأنف الحركة بعد انقطاعها عقب فض اعتصام ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. ويومها علت ابتسامة الفرح وجه عبد الحميد السيد.

منذ سنين وعبد الحميد يجلس في متجر لبيع الفاكهة على بعد 20 مترا من السكة ويقول: ''الحال كان سيئا، فاعتدنا دائما عند سماع الصافرة أن تغمرنا السعادة إيذاناً بقدوم المشتري الذي كان يستقل القطار ويصل إلى محطته ليخرج إلينا''.

وهذا القطار هو مصدر الرزق الوحيد لكمال محمود، بائع متجول بسيط الحال، والذي يقيم في إحدى البنايات القديمة التي يفصلها عن شريط القطار 50 متراً.

اعتاد كمال ركوب الدرجة العادية وعلى كتفه لوحه الخشبي الذي يضع عليه الخبز مقطعا إلى أجزاء محشوة بالبيض والطعمية والجبن ليعرض على المسافرين سلعه المختلفة مناديا بأعلى صوته: ''سميط وبيض وجبنة''.

وفي يوم آخر يحمل بين يديه إناء الشاي الساخن، ويسير بطرقات القطار منبهاً: ''أوعى المية السخنة ... شاي سخن بجنيه يا حضرات''.

ويضيف كمال: ''انحشر صوتي مع غياب الصافرة. وحان وقت انطلاقه بعد استئناف حركة القطارات''.

ويصف محمد نصر، 34 عاماً، عودة صافرة القطار بعد غيابها لأكثر من 100 يوم بالأمر المبهج فارتبط انطلاقها أمام منزل أسرته بذكريات جميلة عندما كان يلهو مع شقيقه علي في فترة الطفولة، فيسارعان إلى النافذة ليشاهدا مروره ويَدعي كل منهما أنه يملك هذا القطار ويشيران إلى ركابه لتحيتهم. ''هذه هي المرة الأولى التي يتوقف فيها لهذه الفترة الطويلة منذ ولادتي. وكانت أقصى مدة يتعطل فيها لا تتجاوز 12 ساعة مثلا بسبب حادث سير''.

ويروي أشرف ممدوح، محاسب بإحدى الشركات بأسيوط، كيف رمى به توقف القطار بين أنياب بعض سائقي حافلات الأجرة الذين استغلوا الأمر لمضاعفة التعريفة، كما اصبح الوصول إلى عمله الذي يبعد عن مدينته 60 كيلومترا يستغرق ضعف الوقت.

أما محمد عبد القادر، فكان يسترزق من الركاب لكي يسدد إيجار الكافتيريا خاصته التي تنتصب على رصيف المحطة. ويقول: ''توقف حركة القطارات خرب بيوت ناس كتير، أنا أولهم، لم أعد قادرا على سداد إيجارها لاعتمادي في دخلي على مستقلي القطارات الذين غابوا طويلاً، والآن أصبحت سعيدا بسماعي صوت الصافرة، والرزق على الله''.

وكانت حركة القطارات توقفت بقرارات أمنية عقب فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر بالقاهرة ونهضة مصر بمحيط جامعة القاهرة في الجيزة، في السادسة من صباح الأربعاء 14 أغسطس الماضي، مقر تجمع احتجاجات جماعة الإخوان المسلمين بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي.

وتمتد الخطوط الحديدية في مصر على أكثر من 9500 كيلومتر وتضم 760 محطة ركاب تمر في قلب المدن ووسط العمران، ويفصلها عن المنازل بضع أمتار تحاط محطاتها بأسوار، ويبقى باقي الشريط دون أي عازل عن جيرانه.

ويعمل 1800 قطار على تلك الخطوط ذهاباً وإياباً، وهو ما جعلها من أهم وأكبر مرافق النقل العام، ويبلغ عدد الركاب ما يقرب 1.4 مليون شخص يومياً وفقاً لإحصاءات رسمية، ويمثل مصدر رزق لآلاف الأسر، سواء من أصحاب المحالات التجارية المجاورة للسكة أو من الباعة الذين يستقلون القطار لعرض سلعهم.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: