لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المؤهل 3 لغات والمهنة "فرد أمن"

04:37 م الأربعاء 06 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد منصور:

لم يُدرك الشاب العشريني أن ثورة يناير ستكون بمثابة صاعقة تزلزل حياته، فلسنوات طويلة، كان "محمود" منعماً في رغد العيش، لم يتصور أن "الأيام دول" وأن الغد يخبأ له أسوء المخاوف التي يمكن أن يواجهها بشري.. الفقر والبطالة.

بالزي الرمادي المميز لإحدى شركات الأمن، وقف محمود على بوابة يطلب من الداخل إبراز تحقيق الشخصية، عينيه المنطفئة على الدوام تلمع بين حين وأخر مع رنين تليفونه المحمول، يستعيد الذكريات مع تحدثه بلغة غير مفهومة لأقرانه، يتواصل الحديث عبر الهاتف في الوقت الذى يحدق فيه الجالسون بالقرب منه بغرابة "مش ناوي تعلمنا نوبي يا محمود" يقول له أحدهم فيكون الرد "ده مش نوبي يا جماعة ده روسي".

"السياحة قتلتها الثورة" يقول محمود أبوزيد متحدثاً عن مهنته القديمة والتي قضى قرابة التسعة أعوام في العمل بها، كان الشاب يمتلك "بازر" بأحد فنادق طابا، إلا أن دوام الحال من المُحال، فبعد أن كان "صاحب مال" تحول إلى مجرد "فرد أمن" يتقاضى ما لا يكفي لسد رمق أسرته.

قبل الثورة، وصل عدد السائحين في مصر إلى أكثر من 14.2 مليون سائح، قضوا ما يزيد عن 200 مليون ليلة سياحية ووصل إجمالي الإيرادات لحوالي 12.5 مليار دولار، ليبدأ عام 2011 بثورة اطاحت بنظام مبارك والسياحة على حد السواء، لتنخفض اعداد السائحين إلى 9.5 مليون سائح لتطيح بآمال العاملين في القطع الحيوي التنموي.

"إيجار المحل كان 21 ألف جنيه، قفلته واشتغلت في الأمن"، يقول محمود متحدثاً عن السنوات العجاف التي مرت به في الماضي ومازالت في انتظاره مستقبلاً، يؤكد الشاب أن متوسط دخله في الماضي لم يكن ليقل بأي حال من الأحوال عن 10 ألاف جنيه شهرياً "ودلوقتى باخد ألف جنيه.. المفروض أعيش بيهم إزاي" يقول محمود مؤكداً أنه ليس وحيداً، فالكثير من العاملين في قطاع السياحة أنفقوا مدخراتهم وباعوا ما يمتلكون وامتهنوا ما لا يفقهون، فقط ليعيشوا.

مع نهاية عام 2012، زاد عدد السياح إلى 11.2 مليون سائح، معظمهم أتى في النصف الأول من العام، وخاصة مع وعود التنمية والاستقرار وبدء مرحلة الانتخابات الرئاسية، ليتسلم الرئيس السابق محمد مرسي زمام الأمور في مصر ويُطلق رصاصة الرحمة على السياحة التي أعييها ظلم الحكام، ومع صدور الإعلان الدستوري المكمل وأحداث العنف التي اعقبته، حذرت الدول الكُبرى راعييها من المجيء إلى مصر ليزداد الحال سوءاً ولتتحول المزارات السياحية إلى أماكن مهجورة لا تطئها سوى أقدام مجموعات قليلة من المصريين.

محمود أبوزيد، الحاصل على بكالوريوس التجارة والذى يتحدث ثلاث لغات أجنبية بطلاقة، يؤكد أن حال السياحة لن ينصلح على المدى القصير، فالشعارات التي تتبناها الدولة تجعل قدوم السائحين إلى مصر درباً من دروب المغامرات غير المحسوبة، "لما الشعارات على التليفزيونات تبقى الحرب على الإرهاب أيه اللي هيجبر السائح أنه يجي لبلد غير آمنه" يقول الشاب، مشيراً إلى أن الحكومة لم تتحذ بعد التدابير اللازمة لإعادة جذب السائحين إلى مصر "ولحد ما الحكومة تتحرك هفضل واقف على الباب أطلب من اللي داخل تحقيق الشخصية".

فيديو قد يعجبك: