"فاكهة الملوك" تبوح بالأسرار
كتب- محمد منصور:
تراها على الأرصفة، داخل صناديق كرتونية صغيرة الحجم، تتراص بشكل منتظم، تتأثر بالحرارة التي تفسدها سريعاً، زهيدة الثمن، عظيمة الفائدة، غزت الأسواق في وقت قصير، ورغم عمرها الذي يتجاوز ملايين السنوات إلا أنها لم تنتشر في العالم إلا مع بدايات القرن العشرين، فاكهة "الكيوي" التي يقول عنها العلماء إنها "أعظم الفواكه".
قبل عدة أيام، وبعد دراسات استمرت قرابة العامين، تمكن العلماء أخيراً من فك الشفرات الجينية للـ"كيوي"، الأمر الذي أسفر عن مفاجأة كبيرة، فرغم كونها "فاكهة" إلا أنها تشترك، على المستوى الجيني، مع نباتات أخرى عمرها يمتد للأف السنين فقط.
"فاكهة الملوك" هكذا يُطلق عليها، فالكيوي أحدى أهم المنتجات الغذائية التي يجود بها كوكبنا، فرغم كونها فاكهة رخيصة إلا أنها غنية بالفيتامينات، وبخاصة فيتامين سى، علاوة على احتوائها على العديد من العناصر الغذائية الأخرى والمعادن والألياف ومركبات الفلافونيد والكاروتينات، الأمر الذى يجعلها، بمفردها، وجبة غذائية كاملة. مواطنها الأصلي جبال الصين إلا أنها انتشرت في أنحاء العالم أواخر القرن التاسع عشر على يد مزارع نيوزلندي، وفى تسعينات القرن الماضي بدأت الفاكهة في غزو الأسواق المصرية.
الدراسة الحديثة، كشفت أن 39040 جيناً من فاكهة الملوك يتشابه على نحو مذهل مع جينات "البطاطس والطماطم" وعدد أخر من الحاصلات الزراعية، الأمر الذى يلقى بالضوء على "تطور النباتات" فربما تكون جميعها "انحدرت من الكيوي" على حد تعبير "زنجيونج فاى" عالم الجينات بمعهد بويس تومسون في كورنيل، والذى يؤكد أن الكشف الحديث "كان بمثابة صدمة" فالتماثل الجيني ربما يقود الفريق إلى "مفاجآت أخرى مذهلة في المستقبل".
كشف تسلسل جينوم "الكيوي" سيمثل مورداً هاماً لعلم الجينوم المقارن والدراسات التطورية، حسب "فاى" الذى يؤكد أن التحقيق فى التنوع الوراثي لفاكهة الكيوي سيوضح عدد من العمليات البيولوجية الهامة التى قد تكشف فى نهاية المطاف عن أصل جميع النباتات على كوكبنا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: