في ستاد ''التتش''.. ''جمهور'' بلا مباراة و''شماريخ'' بلا شغب !

كتبت - نوريهان سيف الدين:l

سنوات وسنوات مرت على هذا المدرج العريق، هتافات ألهبت حماسة اللاعبين ودفعتهم لحصد البطولات، أجيال خرجت بين جنبات هذا الاستاد وتربت على عشق ''القلعة الحمراء''، وذهبت تطوف حولها في كل مكان بداية من المحافظات، أفريقيا، اليابان.. وحتى ''بورسعيد''.

إلا أنه في الأول من فبراير الماضي كانت الرحلة الأخيرة؛ رحلة ''اللاعودة'' لـ74 شهيداً من عشاق ''الفانلة الحمراء''، ذهبوا لمناصرة فريقهم أمام ''المصري البورسعيدي''، ولم يعودوا؛ عادت جثامينهم يحملها زملائهم، أعلام الأهلي كانت في أول الرحلة ترفرف عالية، وفي أخرها كانت ''أكفانا'' لمن حملوها، و فُتحت منذ حينها أبواب جهنم على ''الفاعل الخفي والطرف الثالث'' القائم على هذه المذبحة.

360 يوما .. تعلقت فيها أرواح ''شهداء الأهلي'' وتعلقت معهم أيضا أنظار وقلوب شعب مصر، ينتظر التحقيقات والحكم في قضية ''مجزرة ستاد بورسعيد''، و اليوم من قاعة محاكمات أكاديمية الشرطة بالقاهرة، بردت قلوب أهالي الضحايا، ودوت كلمة ''يحيا العدل'' بعد سماع الحكم بتحويل أوراق ''21 متهماً'' في القضية المعروفة إعلاميا باسم ''مجزرة بورسعيد'' إلى مفتي الجمهورية.

''جمهور بلا مباراة'' كان هو الوصف الدقيق لما شهده ستاد ''مختار التتش'' الواقع داخل ''أهلي الجزيرة''، ''التتش'' فتح أبوابه لمئات من أفراد ''الألتراس'' و جماهير القلعة الحمراء الوفية، وأيضاً المحتفلين بالحكم لصالح ''ضحايا الأهلي''؛ ''الشماريخ، الأعلام، نداءات الألتراس، وحتى أغاني تمجيد الشهداء''.. كلها دوت عالية في سماء أرض الجزيرة احتفالاً بالنطق بالحكم.

الحكم وحده لم يكن كافياً لأن تبرد قلوب أهالي ''74 شهيداً'' راحت أرواحهم غدرا في ستاد بورسعيد العام الماضي؛ لكن البحث عن ''المحرض الحقيقي'' و المطالبة بتطبيق القصاص ظل هو المطلب الأساسي والمستمر حتى الآن، ورغم الفرحة بالحكم ظل السؤال ''مين لحم بوابات الستاد؟ .. مين طفى أنوار المدرجات؟.. مين منع الأمن من التدخل؟.. مين المحرض الحقيقي؟!''.