إعلان

33 عاماً على ''كامب ديفيد''.. ''الحكومة في وادي والشعب في وادي تاني''

04:15 م الثلاثاء 18 سبتمبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نوريهان سيف الدين:

جلست مع حفيدها يتصفحان الجريدة ويشاهدان التلفاز.. على الجدار صورة معلقة لجندي مصري مكتوب عليها ''ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا''.. قرأت أن، أمس 17 سبتمبر يمر 33 عاما على توقيع ''اتفاقية كامب ديفيد''.. تسأل حفيدها ماذا تعرف عن ''سيناء'' فيجاوبها : ''اللي فيها شرم الشيخ''.

تذكرت زوجها الشاب وقت رحيله لموقعه على الحدود الشرقية، تذكرت سنوات مرت عليها وأطفالها يسألونها ''فين بابا؟'' لتجاوبهم ''في السماء''، تتذكر يوم توقيع الاتفاقية كيف منّت نفسها ألا يلقى أولادها مصير الحرب، ولكنها بين الحي والآخر تسمع عن جنود لم يكونوا ضمن ''بنود الاتفاقية'' قتلوا غدرا على الحدود، وتعلم من نفس الجريدة ونفس قناة التلفاز أن مظاهرات خرجت تطالب بتعديل الاتفاقية أو ربما إلغاؤها .

بالأمس، مر 33 عاما على توقيع اتفاقية ''كامب ديفيد''، الاتفاقية التي وضعت فيها الحرب أوزارها، وكانت الأمل في الالتفات لتعمير الداخل والحفاظ على الشباب من آلة الحرب، ورغم شد وجذب وصل لحد ''تخوين الأشقاء'' و ''تجميد عضوية مصر في الجامعة العربية'' بعد توقيعها و معاهدة السلام 1979،  لكونها أول خرق للموقف العربي الرافض للتعامل مع دولة إسرائيل، إلا أن ضرورة تغيير السياسات واللجوء إلى ''الحوار المباشر'' كان واجبا لاسترداد كامل الأرض .

12 يوما من المفاوضات شهدها منتجع ''كامب ديفيد'' الأمريكي بين الرئيس ''السادات'' ورئيس الوزراء الإسرائيلي ''بيجين'' برعاية الرئيس الأمريكي السابق ''كارتر'' أثمرت عن عدة بنود، كما أثمرت أيضا عن ''نوبل للسلام'' مناصفة بين السادات وبيجن إلى جانب ''المعونة الأمريكية'' لكلا الجانبين.

الموقف العربي كان أكثر تشددا في مبدأ ''الحوار''؛ خاصة و إن الأطراف التي احتلتها إسرائيل في 1967 لازالت تسيطر عليها، إلا أن رؤية ''السادات'' كانت استباقية، ورأى أن دولا بالمنطقة ستنتهج نهج  مصر، إضافة إلى رغبته في إسعاف الاقتصاد المصري المتدهور وقتها.

خطوة ''كامب ديفيد'' سبقتها خطوة أكثر جراءة ومغامرة قام بها السادات حين قال ''أنه مستعد أن يذهب آخر العالم.. إلى الكنيسيت ذاته''، وبالفعل تحققت في نوفمبر 1977، وكان قد سبقها بزيارات لإيران والسعودية و سورية.

زيارة السادات كانت تمهيدا ''لسلام الأقوياء'' العادل و الشامل؛ سلاما يعيد الحق لأصحابه وعلى رأسه ''حل القضية الفلسطينية''، إلا أن باغتيال السادات و مجيئ ''مبارك'' للحكم انحرف المسار.

ورغم التأكيد على الالتزام بـ ''كامب ديفيد و معاهدة السلام'' إلا أن خرق الجانب الإسرائيلي لها، والبنود السرية للمعاهدة ظلت هما يلازم الشعب المصري، و بين الحين والآخر تخرج مطالب بتعديل الاتفاقية لضمان السيادة الكاملة على أرض سيناء، وتبقى مسألة السياسة أمرا يخص السياسيين، وتبقى مسألة الأرض أمرا يخص المصريين.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان