لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مرة حبايب ومرة حلايب".. العلاقات المصرية السودانية

08:02 م الأحد 05 فبراير 2017

حلايب وشلاتين

كتب- أشرف جهاد:

"السودان ومصر.. مرة حبايب، ومرة حلايب"، هكذا وصف مسئول رفيع في نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك العلاقات بين مصر والسودان، خصوصا وأن نظام الرئيس السوداني عمر البشير اعتاد استحضار أزمة حلايب وشلاتين مع كل أزمة تلوح في الأفق بين البلدين، فترى هل هناك أزمة دفعته لاستحضار تيمة الخلاف في هذا الوقت؟ ولماذا تتأرجح العلاقات المصرية السودانية كبندول الساعة؟

التصعيد بحوار "العربية"

لم يكن هناك أية مقدمات توحي بوجود أزمة متصاعدة بين نظامي البشير والسيسي، حتى خرج الأول بتصريحات نارية ضد القاهرة في حواره اليوم مع قناة "العربية" السعودية، ليتهم المخابرات المصرية بمساعدة معارضيه، ويلوح مجددا بنقل ملف مثلث حلايب إلى مجلس الأمن والتحكيم الدولي.

ومنذ أكتوبر الماضي فقط، عقد السيسي والبشير 3 لقاءات قمة مشتركة، مرة على هامش القمة الإفريقية، ومرة في الخرطوم بدعوة مباشرة للرئيس المصري لحضور الحوار الوطني السوداني، ومرة ثالثة في القاهرة بزيارة البشير لمصر.

وبحسب وسائل إعلام سودانية، قدمت مصر للسودان خلال لقاء القاهرة لائحة مطالب أبرزها طرد قيادات وعناصر الإخوان الموجودة في السودان والتي تقوم بدور عدائي ضد القاهرة، ومساندة القاهرة في ملف سد النهضة، ووقف امدادات الأسلحة لإخوان ليبيا، وعدم إثارة أزمة حلايب. في المقابل، لم يقدم البشير سوى طلب وحيد للرئيس السيسي، وهو "وقف الدعم المصري للمعارضة السودانية"، دون أن يحدد أسماء.

وفي "حوار الأزمة" أكد البشير أن "العلاقة الشخصية مع السيسي متميزة جدا، وهو رجل صادق في علاقاته، وهذا لا يمنع وجود بعض القضايا العالقة"، معتقداً أن "المشكلة ليست مع الرئيس السيسي، وإنما مع النظام.

الخلاف الأمني

في النصف الثاني من يناير الماضي، كشفت صحف القاهرة عن تلقي عناصر من حركة سواعد مصر المعارضة والمعروفة اختصاراً بـ (حسم)، تدريبات عسكرية واستخباراتية من حركة حماس في التراب السوداني، الأمر الذي أثار غضب الخرطوم، واحتج السفير السوداني لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم، بصورة رسمية على ما جاء في الإعلام المصري.

وقبل هذه الواقعة، كانت السفارة المصرية في الخرطوم احتجت على تناول صحف سودانية، لخبر أورده موقع "سودان تربيون" وزعم فيه بوجود تنسيق "مصري، يوغندي، جنوب سوداني" لدعم الجبهة الثورية لإسقاط حكومة الخرطوم، ورأى القنصل العام المصري وئام سويلم أن تناول هذا الموضوع في صحف الخرطوم يشير إلى عزف كورالي بحاجة إلى إلجام بواسطة السلطات السودانية.

السودان بادر بالتحرك لتهدئة الخلاف الأمني، وقالت مصادر سودانية للحياة اللندنية في 28 يناير الماضي، إن السلطات السودانية طردت في الأسابيع الأخيرة عشرات من المصريين المنتمين إلى جماعة الإخوان الذين لجأوا إلى السودان في أعقاب عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، إلا أنه يبدو أن الخرطوم كانت تنتظر خطوة مماثلة لكنها لم تتم، فالقاهرة لم تتخذ أية إجراءات ضد المعارضة السودانية.

البراجماتية وحلايب وشلاتين

في لقاء القاهرة، جلس البشير وفي خلفية صورته مع السيسي خارطة للقطر المصري، متضمنة حلايب وشلاتين، دون أن يمتعض أو يوحي بأي إشارة رفض، وهو ما يدلل على هامشية قضية حلايب وشلاتين لنظامه.

وبعد اللقاء، قال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور للوكالة الرسمية إن قضية حلايب ممتدة، واتفق "البشير والسيسي" على ألا تشغل القضايا الخلافية البلدين عن الوصول إلى ما يمكن أن يؤدي إلى تمتين العلاقة بينهما.

فماذا تغير حتى يعود البشير في اتفاقه، ويثير أزمة حلايب وشلاتين ويعيد التلويح بنقل الخلاف لمجلس الأمن، وليس حل الموضوع بالحوار الثنائي؟

المعطيات المعلنة، تقول إن شيئا لم يتغير في العلاقات بين القاهرة والخرطوم، في الأيام الماضية، لكن يبدو أن نظام البشير يرغب أن يضع مطالبه على أجندة النظام المصري، بعد أن شهدت الأيام الماضية تحركات تعكس تقارب سياسي وشيك بين مصر وكل من السعودية وتركيا وحركة حماس، ما يعني وجود حركة في الأجندة السياسيات الإقليمية المصرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان