لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حروب القرن الحادي والعشرين الأكثر دموية

12:55 م الثلاثاء 07 فبراير 2017

Ukraine

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سامي مجدي:
في تسعينيات القرن الماضي، أعلن المنظر السياسي الشهير فرانسيس فوكوياما أن نهاية الحرب الباردة تشير إلى "نهاية التاريخ،" وانتصار الرأسمالية والديمقراطية الليبرالية الغربية على الايديولوجيات المنافسة.

وساد اعتقاد، وفق نظرية فوكوياما، بأن إنسانية القرن الحادي والعشرين سوف أقود مجتمع العولمة بعد الحرب الباردة نحو سلام ورخاء جماعي. بيد أن تلك النظرية واجهت تحديا عميقا تجلى في هجمات 11 سبتمبر 2001 وما تبعها من شن الولايات المتحدة "الحرب على الإرهاب."

لم تعد الحروب تدور بين جيوش نظامية محترفة. عوضا عن ذلك هناك إرهاب وصراعات عرقية وحروب أهلية وحروب أخرى (تلك التي تستخدم فيها تكتيكات تطورها الدول للتحرش وزعزعة استقرار معارضيها عبر آليات فير تقليدية).

ورغم أن بدايات القرن الحادي والعشرين شهدت انخفاضا كبيرا في معدلات القتلى في ساحات المعارك مقارنة بتلك الفترة من القرن السابق، إلا أنه شهد حتى الآن حروبا ونزاعات قتل فيها مئات الآلاف من الناس.

حرب الكونغو الثانية (1998 -2003)

Congo

كانت بدايات النزاع الأكثر دموية منذ بداية الألفية الجديدة، في القرن العشرين. الإبادة الجماعية في رواندا ومقتل رئيس زائير موبوتو سيسي سيكو والصراع العرقي بين الهوتو والتوتسي كانت عوامل مباشرة ساهمت في حرب الكونغو الثانية التي يطلق عليها أيضا "الحرب الكبرى في أفريقيا" أو "الحرب العالمية الأولى في أفريقيا" بسبب نطاقها والتدمير الذي خلفته.

في مايو 1997، خلع لوران كابيلا، قائد المتمردين، موبوتو وأعاد تسمية زائير بجمهورية الكونغو الديمقراطية. لكنه سرعان ما وجد نفسه منخرطا في حرب أهلية مع بعض القوات التي صعدت به إلى السلطة. فالثلث الشرقي من الكونغو الديمقراطية بات ساحة معركة دموية متنازع عليها كما كانت الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى. ودمرت جيوش تسع دول ومجموعة من المليشيات المتنوعة التابعة لها ريف الجزء الغربي من البلاد.

كانت دول أنجولا وناميبيا وتشاد والسودان وزيمبابوي داعمة القوات الحكومية التابعة لكابيلا، فيما دعمت قوات من بوروندي ورواندا وأوغندا المتمردين المناوئين لكابيلا.

وأفيد بوقوع اغتصابات جماعية في مناطق النزاع، وجردت قطاعات كبيرة من الكونغو الديمقراطية من مواردها، حيث مهد القتال المنظم بين جيوش احترافية الطريق أمام أعمال سلب ونهب واسعة النطاق.
وقتل ما يقدر بثلاثة ملايين شخص -معظمهم من المدنيين في القتال أو ماتوا من الأمراض أو سوء التغذية الناجمة عن النزاع.

الحرب الأهلية السورية

Syria

مع اجتياح الربيع العربي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أطاحت الانتفاضات الشعبية بأنظمة استبدادية في تونس وليبيا ومصر واليمن. غير أن الرئيس السوري بشار الأسد رد على الاحتجاجات بجملة من التنازلات السياسية وتصعيد العنف ضد شعبه.

باتت الانتفاضة حربا أهلية نشرت العنف في العراق المجاور ووفرت تربة خصبة للجماعات المسلحة المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

سيطرت الجماعات المتمردة على مساحات شاسعة من الأراضي، وتقلصت المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة إلى قطاع صغير من الأرض في غرب سوريا. لجأ الأسد إلى تدابير يائسة ووحشية بشكل متزايد حتى يحافظ على سلطته؛ استخدم "براميل متفجرة" على مناطق حضرية مكتظة بالسكان، استخدم الأسلحة الكيماوية على الأراضي الواقعة تحت سيطرة المتمردين.

ومع قيام القوى الإقليمية والدول الغربية بدور أكبر في النزاع، بدا أن إجبار الأسد على ترك السلطة أمرا لا مفر منه. وتقدمت المليشيات الكردية من إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق، ونفذت الولايات المتحدة غارات جوية ضد قوات داعش في سوريا والعراق.

في 2015، بدأت روسيا، وهي داعم لنظام الأسد منذ وقت طويل، حملة عسكرية مساندة للقوات الحكومية السورية. غيرت تلك الحملة من مسار الحرب.
وقد فشلت اتفاقات وقف إطلاق النار في وقف العنف، وبحلول 2016، قدر أن واحد من بين 10 سوريين قتل أو أصيب في القتال.

فر أربعة ملايين من البلاد، فيما نزح ملايين اخرين داخليا. وتسببت الحرب في مقتل ما لا يقل عن 470 ألف بشكل مباشر أو غير مباشر. وانخفض متوسط العمر المتوقع بشكل صادم من أكثر من 70 سنة (قبل الحرب) إلى 55 سنة فقط في 2015.

نزاع دارفور

Darfour

في أوائل 2003 حملت جماعات متمردة السلاح ضد نظام الرئيس السودان عمر البشير، مثيرة توترات قائمة منذ زمن في منطقة دارفور غربي السودان.
هذا النزاع تحول إلى ما وصفته الحكومة الأمريكية في وقت لاحق بأنه أول إبادة جماعية في القرن الواحد والعشرين.

بعد أن أحرزت الجماعات المتمردة سلسلة من الانتصارات الكبرى ضد الجيش السوداني، جهزت الحكومة السودانية ودعمت مليشيات عربية عرفت باسم "جنجاويد." نفذت مليشيات "جنجاويد" حملة إرهاب وتطهير عرقي مستهدفة ضد المدنيين في دارفور، وقتلت ما لا يقل عن 300 ألف شخص وهجرت نحو ثلاثة ملايين اخرين.

استمر الأمر حتى تمكنت قوات حفظ سلام مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من إعادة ما يشبه النظام إلى المنطقة.

وفي مارس 2009، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا باعتقال البشير -في أول مرة تسعى فيها المحكمة لاعتقال رئيس دولة في منصبه -لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

لكن هذا التحقيق توقف في ديسمبر 2014 بسبب عدم التعاون من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

غزو العراق

Iraq

لطالما سعى المسؤولون المحافظون الجدد داخل إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش للإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين حتى قبل أحداث 11 سبتمبر 2001، لكن الهجوم الإرهابي الأكثر دموية في التاريخ الأمريكي قدم (على الأقل في جزء منه) الأسباب المبررة لحرب العراق.

مستشهدة بعلاقات بين النظام العراقي والقاعدة، فضلا عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق -الزعمان ثبت عدم صحتهما -شكلت الولايات المتحدة "تحالف الراغبين" وشنت هجوما على العراق في 20 مارس 2003.

تجلت الحرب التالية في مرحلتين بارزتين: حرب تقليدية قصيرة احادية الجانب خسرت فيها قوات التحالف من أقل من 200 قتيلا في أكثر قليلا من شهر من العمليات القتالية الكبيرة؛ تمرد مسلح استمر لسنوات راح فيه عشرات الآلاف من القتلى.

مع انسحاب القوات القتالية الأمريكية في أغسطس 2010، كان قد قتل أكثر من 4700 جنديا؛ وقتل ما لا يقل عن 85 ألف مدني عراقي.
لكن بعض التقديرات تشير إلى حصيلة أكثر ارتفاعا.

أدى العنف الطائفي الذي مزق البلاد في أعقاب الإطاحة بنظام صدام البعثي إلى ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وهو تنظيم سني سعى لتأسيس خلافة إسلامية في العراق وسوريا. (أعلنها على مساحات شاسعة سيطر عليها في البلدين في يونيو 2014).

بين 2013 و2016 قُتل أكثر من 50 ألف مدني اخرين، على أيدي داعش أو قتلوا في اشتباكات بين مقاتلي التنظيم وقوات الحكومة العراقية.

الحرب الأفغانية

Afganistan

في غضون أسابيع من هجمات 11 سبتمبر 2001، بدأت الولايات المتحدة شن غارات جوية ضد نظام طالبان في أفغانستان. كانت الحركة، التي استولت على الحكم بعد فراغ في السلطة في أعقاب الانسحاب السوفيتي من أفغانستان، وفرت ملاذا للقاعدة وزعيمها أسامة بن لادن (قتل في مايو 2011).

لفترة من الزمن باتت الحرب في أفغانستان التعبير الأكثر وضوحا لـ"الحرب على الإرهاب" التي تقودها الولايات المتحدة.

بحلول ديسمبر 2001، أطيح بطالبان من السلطة، واستعادة الحركة ونظيرتها في باكستان قوتها في المناطق القبلية المنتشرة على حدود البلدين.

بعد مراجعة تكتيكاتها لتحاكي تلك التي يستخدمها المسلحون في العراق، بدأت طالبان في استخدام العبوات الناسفة بدائية الصنع ضد أهداف عسكرية ومدنية، لتحقيق تأثير أكبر.
كما عززت طالبان زراعة الخشخاش في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ومولت تجارة الأفيون الدولية الكثير من أنشطتها العسكرية والإرهابية.

بين 2001 و2016، قتل ما يقدر بـ30 ألف جندي وشرطي أفغاني، و31 ألف مدني أفغاني. كما قتل أكثر من 3500 من جنود التحالف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال تلك الفترة. والقتلى من 29 دولة.
هذا بالإضافة إلى مقتل نحو 30 ألف من قوات الحكومة والمدنيين الباكستانيين على أيدي طالبان باكستان.

الحرب ضد بوكو حرام

Boko

تأسست حركة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة في 2002 بهدف فرض الشريعة الإسلامية في نيجيريا. كانت الحركة مغمورة بشكل نسبي حتى 2009، عندما شنت سلسلة من الغارات التي قتل فيها عشرات من ضباط الشرطة.

ردت الحكومة النيجيرية بعملية عسكرية خلفت أكثر من 700 قتيل من أعضاء بوكو حرام.

منذ ذلك الحين تشن الشرطة والجيش في نيجيريا حملة قتل خارج نطاق القضاء التي أثارت ما تبقى من بوكو حرام.
بداية من 2010، عادت بوكو حرام لتضرب من جديد؛ حيث اغتالت ضباط شرطة واقتحمت سجون وهاجمت أهدافا مدنية في أنحاء نيجيريا.

كانت المدارس والكنائس في شمال شرق البلاد الأكثر تأثرا من هجمات الحركة. وأدى اختطاف نحو 300 تلميذة في 2014 إلى إدانة دولية.

مع بدء بوكو حرام تأكيد سيطرتها على المزيد من الأراضي، تحول النزاع من حملة إرهابية إلى تمرد كامل أعاد إلى الأذهان الحرب الأهلية النيجيرية الدموية.
أدت هجمات بوكو حرام إلى تدمير مدن بأكملها.

في نهاية المطاف انضمت قوات من الكاميرون وتشاد وبنين والنيجر إلى الرد العسكري.

ورغم أن المنطقة الخاضعة لسيطرة بوكو حرام تقلصت بشكل كبير بنهاية 2016، إلا أن الحركة لا تزال تمتلك القدرة على تنفيذ هجمات انتحارية.

قتل ما لا يقل عن 11 ألف مدنية على ايدي بوكو حرام، ونزح أكثر من مليوني شخص جراء العنف.

الحرب الأهلية اليمنية

Yemen

بدايات الحرب الأهلية في اليمن كانت مع الربيع العربي والانتفاضة التي أطاحت بحكومة الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
مع كفاح صالح لإبقاء قبضته على الرئاسة، استدعى الجيش من المناطق النائية إلى العاصمة اليمنية صنعاء.

لكن سرعان ما استغل الحوثيون والقاعدة شبه الجزيرة العربية فراغ السلطة. واحتدم القتال بين القوات الحكومة والمليشيات القبلية المعارضة، وفي 3 يونيو 2011 كان صالح هدفا لمحاولة اغتيال أصيب خلالها بإصابات خطيرة.

على إثر ذلك غادر صالح اليمن لتلقي العلاج في السعودية، في خطوة أدت في نهاية المطاف إلى نقل السلطة إلى نائب الرئيس – حينئذ-عبد ربه منصور هادي.

غير أن هادي فشل في تأكيد وجود حكومة فعالة في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (أنشط فروع القاعدة)، وكان رده العنيف على احتجاجات في صنعاء مثيرا للتعاطف مع المناهضين للحكومة.

في سبتمبر 2014، دخل الحوثيون صنعاء، وبحلول يناير 2015، كانوا قد احتلوا القصر الرئاسي.

وضع هادي قيد الإقامة الجبرية، لكنه فر إلى مدينة عدن الساحلية جنوب غربي البلاد، بعد ذلك فرض الحوثيون حصارا حول عدن ما دعا هادي إلى الفرار من البلاد في مارس 2015.
في ذلك الشهر اكتسى النزاع بصبغة دولية عندما تحرك تحالف تقوده المملكة العربية السعودية لطرد الحوثيين من السلطة وإعادة حكومة هادي.

ويعتقد على نطاق واسع أن إيران توفر دعم مادي للحوثيين وتم الاستيلاء على العديد من شحنات الأسلحة من إيران في طريقها إلى منطقة النزاع.

في أغسطس 2016 ذكرت الأمم المتحدة أن 10 آلاف شخص قتلوا في المعارك، والحصيلة تضم نحو 4 آلاف مدني.

كانت أغلبية الضحايا المدنيين ناجمة عن غارات جوية يشنها التحالف.

هذا بالإضافة إلى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين يمني جراء الحرب.

النزاع الأوكراني

Ukraine

في نوفمبر 2013، أحبط الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا، فيكتور يانكوفيتش، اتفاقية شراكة طال انتظارها مع الاتحاد الأوروبي بهدف علاقات أكثر قربا مع روسيا.

على إثر ذلك عجت شوارع العاصمة الأوكرانية، كييف، باحتجاجات، وأنشأ المتظاهرون مخيما دائما في ميدان الاستقلال بالمدينة.

باتت الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين عنيفة بشكل متزايد مع احتدام الأزمة، وفي فبراير 2014 فتحت قوات الأمن الحكومية النار على المحتجين وقتلت عشرات وأصابت مئات منهم.
أطاحت ردة الفعل التي تلت ذلك بيانكوفيتش الذي فر بدوره إلى روسيا.

في غضون أيام من الإطاحة به بدأ مسلحون -عُرف فيما بعد أنهم جنود روس -في احتلال المباني الحكومية من جمهورية القرم الأوكرانية التي تتمتع بحكم ذاتي.

وبدعم من القوات الروسية، سيطر حزب موالي لروسيا كان في السابق يحظى بتمثيل ضعيف في المجلس التشريعي في القرم، على الحكومة الإقليمية. وصوت للانفصال عن أوكرانيا وانضمام شبه الجزيرة إلى روسيا.

في مارس أضفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صبغة رسمية على عملية الضم غير الشرعية، وبعد أسابيع بدأ سيناريو مماثل تقريبا في الظهور في منطقي دونتسك ولوهانسك شرقي أوكرانيا.

أصر الكرملين على أنه لم يكن له يد مباشرة في شرق أوكرانيا، وقال إن الجنود الروس الذين قتلوا أو اسروا في الأراضي الأوكرانية كانوا "متطوعين."
لكن مطلع صيف 2014، اجتاحت قوات موالية لروسيا مساحات شاسعة من الأراضي، وفي يوليو اسقطت طائرة الخطوط الجوية الماليزية الرحلة "أم اتش 17" فوق منطقة خاضعة لسيطرة المتمردين بصاروخ أرض جو وصل من روسيا.

قتل نحو 300 راكب وطاقم الطائرة، وردت موسكو بحملة دعائية في محاولة لنقل المسؤولية عن الهجوم.

ضغطت القوات الأوكرانية على خطوط الانفصاليين خلال الصيف، لكن في أواخر أغسطس 2014، فتحت جبهة جديدة موالية لروسيا هددت مدينة ماريوبول جنوبي أوكرانيا.

وفي فبراير 2015، وُقع اتفاق وقف إطلاق نار، أبطأ من نزيف الدم لكنه لم يوقفه، وباتت رؤية أسلحة روسية مدرعة وثقيلة لدى قوات الانفصاليين أمرا شائعا.

انضم شرق أوكرانيا إلى منطقة ترانسدنيستريا المولدوفية ومنطقتي أوسيتيا الجنوبية وابخازيا في جورجيا، لتصبح مناطق نزاع مجمد مدعوم من الكرملين.

بحلول مطلع 2017، كان قد قتل نحو 10 آلاف شخص -الأغلبية العظمى منهم من المدنيين -منذ بداية النزاع.

المصدر: الموسوعة البريطانية "بريتانيكا"

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج