بعد تحذير الاستخبارات الأمريكية.. هل تصنف إدارة "ترامب" الإخوان جماعة إرهابية؟
كتبت - هاجر حسني:
يواصل مستشارو الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بقيادة "مايكل فلين"، مناقشة اقتراح إصدار قرار تنفيذي لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، رغم تحذيرات الاستخبارات الأمريكية (CIA) ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" من التداعيات الخطيرة للقرار.
كان مسئولون أمريكيون كشفوا نهاية يناير الماضي، في تصريحات أوردتها قناة "سكاي نيوز" عن أن مستشاري ترامب بقيادة مايكل فلين، يناقشون اقتراحًا بإصدار قرار تنفيذي لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية.
وقال مستشار لـ"ترامب": "أعرف أن الأمر يخضع للنقاش. أنا أؤيد ذلك. فريق فلين بحث إدراج الجماعة على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية"، لكنه قال إنه لم يتضح في نهاية المطاف متى أو ما إذا كانت الإدارة ستمضي قدماً في نهاية الأمر في اتخاذ هذه الخطوة.
وفي تطور لاحق، حذرت الاستخبارات المركزية الأمريكية(CIA) في تقرير لها نقلته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أمس الأول، من تداعيات خطيرة قد يسفر عنها هذا القرار.
وأصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش، الأربعاء الماضي، تقريراً قالت فيه إن مساعي الإدارة الأمريكية الجديدة لإدراج جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة الجماعات الإرهابية سيؤدي إلى مساواتها "خطأ" بجماعات متطرفة وعنيفة مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
واعتبرت لورا بيتر مستشارة الأمن القومي الأمريكي في " هيومن رايتس ووتش" أن تطبيق القرار سيقوض ممارسة الحقوق السياسية لأعضائها في الخارج.
إلا أن محللين سياسيين وخبراء في الشأن الأمريكي، استبعدوا تراجع إدارة الرئيس دونالد ترامب عن نيتها إدراج جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية. وقال محمد حسين ـ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن "المصلحة الأمريكية دائماً تكون المحرك الرئيسي في اتخاذ أيّة قرارات"، مضيفا: قرار الإدارة الأمريكية لن يتأثر بأية ضغوط، ولكن ربما يكون هناك نوع من التأني في دراسة القرار.
لكن حسين يرى أن الرئيس الأمريكي عليه ضغوط كبيرة من الكونجرس والمحكمة الأمريكية، وقرار إدراج الإخوان جماعة إرهابية سيلقى تأييدا كبيرا من الجمهوريين، وتأجيل اتخاذ القرار ربما يكون نابعاً من مجاملات سياسية بين الدول، قائلاً "السياسة تعرف هذه الأمور".
وتابع "رئيس بشخصية ترامب لن يكون من السهل أن يتراجع عن أمر مثل ذلك، فهو في النهاية يتحرك وفقاً لعقيدة ووجهة نظر راسخة".
ويرى كمال حبيب ـ الباحث السياسي في شؤون الحركات الإسلامية، أن إدراج الإخوان جماعة إرهابية لا يزال مطروحاً بقوة داخل الإدارة الأمريكية بقيادة وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي، قائلاً إنه ربما يكون هناك تخبط نوعاً ما في القرار نظراً لانتشار جماعة الإخوان في دول عدة، وضغط هذه الدول لعدم اتخاذ القرار.
وأشار حبيب إلى أن هناك خططًا مطروحة لإدراج الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية، وترامب يضع إيران كهدف أساسي للقضاء على الإرهاب، وقياساً على هذا الأمر فمن الممكن أن تتخذ الإدارة الأمريكية قرار إدراج الإخوان جماعة إرهابية وسيظهر ذلك خلال الأيام القليلة القادمة.
وبحسبه، فإن خفوت الأصوات المؤيدة لإدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية قليلاً من آن لآخر لا يعني أنه من الممكن التراجع عن اتخاذ القرار.
واعتبرت لورا بيتر مستشارة الأمن القومي الأمريكي في " هيومن رايتس ووتش" أن تطبيق القرار سيقوض ممارسة الحقوق السياسية لأعضائها في الخارج.
التحول في السياسة الأمريكية الداخلية بعد تولي الرئيس دونالد ترامب والذي تجلى في قراراته بشأن حظر استقبال المهاجرين من 7 دول، ربما يؤثر أيضاً على السياسة الخارجية الأمريكية، حسبما يرى محمد عبد العظيم الشيمي ـ أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان.
يقول الشيمي إن قرار الإدارة الأمريكية بإدراج الإخوان كجماعة إرهابية مشكوك في اتخاذه حالياً، ليس لأنها تحاول الحفاظ على علاقتها بدول مثل تركيا، ولكن أيضاً تنفيذاً لسياستها بالحفاظ على الروابط بينها وبين القوى المتطرفة.
ودلل على حديثه بأن الإدارات المتعاقبة على الولايات المتحدة منذ 2001 لم تناقش أو تتطرق لإجهاض تنظيم القاعدة، والذي يعد من أهم الجماعات المتطرفة في العالم، إلى جانب أن التلويح بإدراج الإخوان جماعة إرهابية أمر تستخدمه أمريكا لتحقيق مصالح مع دول أخرى ترى أن مصلحتها في اتخاذ مثل هذا القرار.
فيديو قد يعجبك: