أربعة يعاديها أردوغان لكنها منعته من السقوط فخ الانقلاب

كتب- محمد مهدي:

اهتز كرسي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لساعات، وصار قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة به خارج السلطة، بعد قيام مجموعة من قوات الجيش بالسيطرة على التلفزيون التركي وعدد من الجسور والميادين الهامة، وقصف مقر المخابرات والبرلمان، وإعلان استيلائهم على الحُكم، وبات السؤال الدائر في كل مكان "أين أردوغان"، غير أن 4 خطوات أتبعها الأخير منعته من السقوط في فخ الانقلاب، نرصدها في التقرير التالي.

"فيس تايم"

بينما تتداعى تركيا نظرًا للمفاجأة التي جرت أحداثها مساء أمس الجمعة، أطل "أردوغان" على شعبه عبر "فيس تايم"-هو أحد تطبيقات التواصل الخاص بشركة أبل، في ظهور مختلف على قناة سي إن إن التركية، لطمأنه الجميع أنه لايزال ممُسكا بمقاليد الحُكم، وتأكيده على قدرته للتصدي لما يجري في بلاده.

جاء ظهور "أردوغان" في توقيت حاسم، أضر كثيرًا بالصورة الذهنية التي صنعها من حاولوا الإطاحة به، أمام الشعب التركي، بدا واضحًا أن خيوط اللعبة السياسية لم تُفلت من يديه بَعد، وأن الانقلاب لم يُسيطر على الدولة كما زعم في القنوات الرسمية وغير الرسمية، ورسائله الإلكترونية لوسائل الإعلام المختلفة.

نداء الشعب

خلال حديثه إلى الشعب التركي، طالبهم "أردوغان" بمساندته قائلًا " ادعوا الشعب للنزول أمام المطار، والتجمع حوله، وفي الشوارع والساحات. لنرى ما سيفعله الجيش أمام الشعب".

ارتكن الرجل على شعبه للتصدي لانتشار مجموعة من قوات الجيش في الساحات والميادين الحيوية بأنقرة وأسطنبول، فضلا عن مطار أتاتورك، وخلال ساعات امتلأت الشوارع المواطنين الأتراك، وظهرت عدد من التقارير المتلفزة و الصور لوقوف عدد من المتظاهرين في مواجهة الدبابات ورجال الجيش.

وفور تمكنه من استعادة كامل سلطته على البلاد، دعا الرئيس التركي المتظاهرين إلى البقاء في الشوارع لحين استقرار الأمور وعودة الوضع إلى طبيعته.


الدستور

رغم الانتهاكات الدستورية التي جرت خلال حُكم "أردوغان" إلا أنه اتكأ عليها في التصدي للانقلاب، وانصب حديثه إلى أهمية احترام أفراد الشرطة للشرعية وعدم التعاون مع الخونة-على حد تعبيره- واصفًا ما جرى بأنه "إهانة للديمقراطية".

في الوقت نفسه أعلن الجيش التركي في بيان له، تعليق العمل بالدستور وفرض الأحكام العرفية لأجل غير مسمى.

وخلال مداخلته الهاتفية لقناة سي إن إن التركية، اعتبر "أردوغان" أن أفعال من حاولوا الإطاحة به خرق لقواعد الديمقراطية مؤكدًا أن قوات إنقاذ القانون هي من ستواجه ضباط الجيش المشاركين في الانقلاب.

وأضاف: أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة، وما حدث بدون علمي، وسيتم الرد عليهم بمحاكمة وسيلقون جزاءهم.


بين الجموع

بعد ساعات قليلة من محاولة الانقلاب، انتقل "أردوغان" في الصباح الباكر إلى مطار أتاتورك بأسطنبول جوًا، لإعلانه فشل الجيش في التخلص منه، ونجاحه في القبض عليهم، وسط الجموع من أنصاره، مشيرًا إلى أن عمليات تتم لتطهير الجيش من الخونة.

ووجه الرئيس التركي الشكر لشعبه، مشددًا على دورهم في مواجهة عمليات الانقلاب ونزولهم إلى الميادين لدعمه.

واتهم أردوغان، أتباع "فتح الله غولن" بأنهم من دفعوا الجيش للانقلاب، موجها حديثه إلى أعداء دولته قائلا "عليكم العودة من حيث أتيتم".