لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مدينة حماة- تاريخ الأسدين الدامي

09:19 م الجمعة 16 ديسمبر 2016

مدينة حماة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(دويتشه فيله)

لا تقتصر معاناة السوريين على حلب بل تشمل كثيرا من المدن والمحافظات كحماة. وتتحدث تقارير عن استخدام الجيش النظامي للغازات السامة في المدينة المسيحية، وهي ليست أول مرة تتعرض فيها المدينة لجرائم النظام.

بينما تقترب الحرب الدامية في حلب من نهايتها، لايزال القتال متواصلا في عدة جبهات أخرى في سوريا. ففي محافظة حماة التي تقع وسط البلاد، تسجل الكثير من حالات الوفاة والإصابات يوميا تقريباً. ومؤخراً تحدث اتحاد المنظمات الطبية للإغاثة السورية (UOSSM)، عن تعرض عدد من الأماكن داخل المحافظة لهجمات بالغازات السام من طرف قوات النظام.

ووفقا للمنظمة ألقت طائرات مقاتلة يوم الثلاثاء المنصرم قنابل على عدد من القرى التي تخضع لسيطرة عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي. وتسببت العملية في مقتل أكثر من 90 مدنيا، وإصابة نحو 300 آخرين.

وكشف الأطباء في جميع أنحاء المحافظة لاتحاد المنظمات الطبية للإغاثة السورية عن حالة الضحايا وأعراض إصابانهم. ويقول متحدث باسم المنظمة حول الهجوم: "تستخدم فيه مواد كيميائية عديمة اللون والرائحة تؤثر على الجهاز التنفسي للضحايا". أما الوضع في الخطوط الأمامية في حماة فبات أصعب.

ففي بعض القرى المحاطة بالعاصمة الاقليمية التي تسيطر عليها قوات الأسد، تنشط الميليشيات الإرهابية ل"داعش"، والجماعات المتمردة (المعارضة).

معاناة متواصلة لسكان حماه بسبب المعارك

ويرى داوود، أحد المسيحيين الفارين من حماه، أن أهداف الديكتاتور بشار الأسد "ليست بالرجة الأولى هزيمة المتمردين". داوود شاب (27 عاماً) طويل القامة يلبس بدلة أنيقة وربطة عنق، ويعمل في شركة عالمية في السليمانية الكردية بالعراق. وساعده اتقانه الجيد للغة الإنجليزية في العثور على ذلك العمل. ويقول إنه ليس لاجئا، بل هو عامل ضيف. كثير من السوريين الذين لا يريدون الانضمام إلى الجيش فروا من منازلهم، يقول داوود. فكل من لا يريد قتل الناس يهرب، وهذا قاسم مشترك بين المسلمين والمسيحيين، يضيف الشاب السوري. فعندما يعثر الفرد على عمل وتصريح إقامة خارج سوريا، يمكنه الحصول على إعفاء من الخدمة العسكرية لأربع سنوات ، يوضح داوود.

بعد ذلك يجب على الرجال العودة إلى البلد لأداء الخدمة العسكرية أو الحصول على إعفاء مقابل 8000 دولار. داوود الذي قضى كما يقول ثلاث سنوات في كردستان العراق، لا يعرف ماذا سيفعله العام المقبل عندما تنتهي صلاحية تصريح إقامته. فهو "لا يريد بأي حال حمل السلاح ضد أبناء بلده".

يتحدث داوود عن قرية محردة، التي تبعد ب 23 كيلومترا من حماه في اتجاه الشمال الغربي من مدينة حماه. وتتعرض القرية التي يعيش فيها المسيحيون لهجمات بشكل يومي تقريباً. ويقف وراء هذه الهجمات الجماعات الإسلامية أحيانا، والقوات الحكومية أحياناً أخرى. فالمعارك مستمرة هناك، والمسيحيون يتواجدون في وسطها. حماة التي تسيطر عليها إلى حد كبير القوات الحكومية، ليست مهمة من الناحية الإستراتيجية فقط، لكن لها دلالة رمزية كبيرة أيضاَ. فالمدينة تقع على الطريق السريع بين حلب ودمشق، وهي واحدة من أقدم المدن المأهولة في البلاد.

مجاز النظام السوري في حماه ليست جديدة

قبل الانتفاضة ضد النظام كان عدد سكان المدينة حوالي 900 ألف نسمة. والآن وصل عددهم إلى حوالي مليون ونصف نسمة بسبب نزوح العديد من الناس إليها فارين من الحرب الأهلية. (...) عندما يتحدث داوود عن حماه يسرح به خياله. ففي المدينة توجد نواعير الماء المتوارثة منذ العصر الروماني، ويصل عددها إلى 126 لضخ المياه في جميع أنحاء المدينة.

ويظهر من خلال شريط فيديو قصير على هاتفه الذكي الأطفال وهم يتسلقون النواعير وينزلقون مع الماء، وصور توثق للحظات السلام الآمنة صارت من الماضي. لما خرجت مدينة داوود في ربيع عام 2011، كمركز للاحتجاجات حينها ضد النظام في دمشق، تدخل الجيش السوري بالقوة وقتل كثير من الناس.

إبراهيم قاقوش، مؤلف أغنية الثورة "يالله ارحل يا بشار" هو أيضا من حماة. في البداية كان يشاع أنه تعرض للذبح بعد أيام قليلة من غزو جيش النظام للمدينة. والآن ظهرت صورة له في الانترنيت من مكان ما في أوروبا حيث يرجح أنه يعيش الآن في المنفى. لكن داوود يشك في الأمر.

وسبق للجيش السوري أن أراق الدماء في مدينة حماه. كان ذلك في فبراير/ شباط 1982 ضد جماعة الإخوان المسلمين السنية، التي جعلت من المدينة مركزا للمقاومة. وحسب التقديرات فقد تعرض 30 ألف شخص للقتل، إضافة إلى إلحاق دمار واسع النطاق بالمدينة وخاصة المدينة التاريخية. وبسبب هذه المجزرة لقب الرئيس آنذاك حافظ الأسد ب "جزار حماه".

ففي ذلك الوقت كان المسيحيون ـ حسب داوود ـ يشعرون بالتهديد من قبل الإسلاميين وبالأسد كمصدر حماية لهم. غير أن سكان المدينة منقسمون في موقفهم من بشار الأسد. ويقول داوود إن سكان المدينة الذين لا يزالون داخل التراب السوري في دمشق أو حلب سيدعمون بشار الأسد. أما فيما يخص موقفه هو، فهو لايريد دعم أي جانب. ويقول داوود بنبرة يشوبها الإكتئاب إنه يريد "العيش في أمن وسلام". فهو يعلم أن أمنيته صعبة التحقق في المستقبل القريب.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج