رئيس الإسعاف: نستقبل 65 ألف مكالمة "معاكسة" يومياً.. ونعاني من عجز في عدد السيارات– (حوار)
حوار – أحمد جمعة:
تصوير – محمود بكار:
قال الدكتور أحمد الأنصاري، رئيس هيئة الإسعاف، إن تطبيق نظام التتبع الجديد بسيارات الإسعاف سيساهم في تقليل زمن الاستجابة للبلاغات الواردة إلى غرفة العمليات، بما يعود على تحسين الخدمة الطبية المقدمة، مؤكدًا على تفعيلها على كافة المحافظات نهاية شهر يوليو من العام المقبل.
وأوضح الأنصاري –في حواره مع مصراوي- أنهم يصلون إلى موقع البلاغ الطارئ خلال 15 دقيقة من وقت الاتصال، ويحاولون تقليص تلك المدة عبر النظام الجديد الذي يمكنهم من معرفة الطرق المزدحمة لتوفير الوقت، مشيرًا إلى أن استقبال 65 ألف مكالمة غير حقيقية يوميًا، مطالبًا بإصدار تشريع لردعهم.. وإلى نص الحوار.
- في البداية، نود التعرف على نظام التتبع الجديد الذي طبقته هيئة الإسعاف؟
الإسعاف مر بمراحل تطوير مختلفة، في الماضي كنا نعتمد على النظام الورقي في التسجيل لرصد السيارات المتوفرة والمتواجدة في الخدمات، وبالتالي كانوا يعتمدون على خبرة الإداريين في توجيه السيارات المتواجدة في أقرب نقطة للبلاغ، وهذا كان يؤخر سرعة الاستجابة للبلاغ، وفي بعض الأحيان يرد استغاثة في مكان غير متوفر به علامات ومن ثم كان من الصعب التحديد الدقيق لمكان البلاغ.
كان لابد من التحول إلى النظام الرقمي في عمل الإسعاف؛ لإحكام السيطرة على سيارات الإسعاف وهذا يؤدي إلى سرعة وتحسين الخدمة المقدمة إلى المواطنين، والغرض من النظام الجديد توجيه السيارة الأقرب إلى البلاغ من الطريق الأنسب إلى الوصول دون الاعتماد على خبرة السائقين المرورية.
الآن لدينا خريطة إلكترونية تُظهر تفاصيل الأماكن، وجزء من المنظومة أن البلاغات مُسجلة رقميًا وبالتالي يصعب العبث بها، ونستطيع رؤية السيارات منذ لحظة تلقيها البلاغ حتى وصولها إلى الهدف، وبالتالي نستطيع تحقيق أزمنة استجابة أسرع طبقًا لنوعيات البلاغات.
- ما المحافظات التي تم تطبيق هذا النظام بها؟
محافظات القاهرة الكبرى (القاهرة – الجيزة – القليوبية) بإجمالي 540 سيارة، والمرحلة المقبلة إقليم الإسكندرية ويشمل محافظات (الإسكندرية – البحيرة – مرسى مطروح) ويتم الانتهاء منه قبل نهاية العام الجاري. ومن المقرر أن ينتهي النظام الجديد في يوليو 2017، ونقوم حاليا برفع كفاءة القائمين على التشغيل بالنظام الجديد، ونتوقع أن يكون هناك تحسنًا في الربع الأول من العام المقبل.
- ما أنواع البلاغات التي تتلقاها غرفة عمليات الإسعاف؟
يوجد تصنيف عالمي للبلاغات؛ هناك أولوية للبلاغات وتمثل الحالات الطارئة المهددة للحياة مثل حوادث الطرق والأزمات القلبية وانهيار العقارات، وسرعة الاستجابة لا تتجاوز 15 دقيقة، والأولوية الثانية لها عامل أهمية وليس لها عامل خطورة وسرعة الاستجابة لا تتجاوز ساعة مثل نقل مريض من رعاية إلى أخرى، والثالثة غير الخطرة بالمرة مثل الانتقال من المنزل إلى عيادة الطبيب أو مرضى الغسيل الكلوي، وفي بعض الدول يتم إلغاء هذه الخدمات عند وجود ضغط خدمات، وسرعة الاستجابة من ساعة إلى 6 ساعات، والأخيرة مصدر شكاوى.
نأمل في مصر أن نصل إلى معدل استجابة أقل، لكن العائق أن سيارات الإسعاف في مصر لم تصل إلى المستهدف طبقًا للدراسات الموجودة.
- ما تكلفة تطبيق نظام التتبع الجديد؟
ندير المنظومة بالاستغلال الأمثل للموارد، وتبلغ تكلفة النظام الجديد 42 مليون جنيه.
- لماذا يشكو البعض من تأخر وصول سيارات الإسعاف لموقع الحادث؟
معدلات التأخير تبلغ 15% من عدد البلاغات، ونحاول تقليصها إلى 7% خلال الفترة المقبلة، لأنه يحسن كثيرًا في الخدمة الطبية، وبالتالي فالشكاوى انخفضت بشكل كبير، فقد كان معدل سرعة الاستجابة في السابق 65% وتحسنت كثيرًا حاليًا.
- ما احتياجات الهيئة من السيارات؟
الواقع أن مصر بها 2800 سيارة إسعاف ومازالت هناك نسبة عجز في عدد السيارات، والمعدل أن يكون لدينا من 3500 إلى 3800 سيارة طبقًا لعدة عوامل منها الكثافة السكانية والطرق الجديدة والتجمعات العمرانية الجديدة ومعدل الاستجابة، وللتغلب على هذا نعمل بطريقة بها كفاءة عالية لتحقيق إدارة للموارد الموجودة بصورة دقيقة لتقديم خدمة سريعة للمواطن، والعاملون حصلوا على التدريبات النظرية وحالياً يقومون بالتطبيق العملي.
وخلال العام الجديد ستدخل 360 سيارة جديدة الخدمة، وبدأ التوريد فعلًا من تلك السيارات.
- ماذا عن قوة الهيئة من عاملين ومعدات؟
الهيئة يعمل بها 17 ألف موظف، منهم حوالي 13 ألف أطقم سيارات، والباقي مهندسين وأطباء وأعمال إدارية.
السيارات 2800 سيارة، و10 لانشات موجودين حاليا في المياه، وطائرتان يتم تشغيلهم بالتعاون مع القوات الجوية.
الأسطول الأرضي يزيد من عام لآخر.
- هل هناك خسائر بشرية في الهيئة منذ توليك المسؤولية منذ 2013؟
بالفعل سقط 3 أفراد، من بينهم 2 في أحداث إرهابية بشمال سيناء، والثالث خلال فض اعتصام رابعة العدوية.
- هل موازنة الهيئة كافية للتطوير؟
موازنة الهيئة تمول مباشرة من وزارة المالية والمصاريف حتمية بين أجور ومصاريف استخدام وأعمال تطوير، وأرى أن الموازنة مناسبة للغاية. وتم زيادة أجور العاملين عبر مرحلتين، والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ووزارة المالية وافقا على تمويل بدل الراحات والأعياد، وهذا يصب في صالح رواتب العاملين.
- هل لا زالت هناك مكالمات "معاكسات" ترد إلى هيئة الإسعاف؟
من السهل تتبع الاتصالات بهيئة الإسعاف، وبالطبع، فهناك نحو 65 ألف مكالمة "معاكسات" يومياً وخاصة في وقت الذروة، وفي السابق كنا نستقبل 140 ألف مكالمة.
- كيف تتعاملون مع هذا الكم الكبير من المكالمات؟
نبلغ المرفق القومي لتنظيم الاتصالات بأرقام المعاكسات، ويتخذ معهم إجراءات مثل غلق الخط، ولا يوجد تشريع قانوني لمحاسبتهم، وهيّ نفس معاناة النجدة والمطافئ، ولابد من إصدار تشريع عبر مجلس النواب.
رئيس الإسعاف يطالب بتشريع لردع "المكالمات الزائفة": نتلقى 65 ألف "معاكسة" يومياً
- ما دورة سير البلاغ الذي يرد إلى هيئة الإسعاف؟
في البداية تتصل عبر الرقم "123"، ويتم الاستعلام عن اسم مقدم البلاغ ومكان تواجده ونوع البلاغ، ويتم وصف مكان الحادث، وهذه العملية تستغرق 90 ثانية، ويتم إنشاء بيان يرد إلى غرفة الإسعاف مباشرة، وتقوم الغرفة بالاتصال بالمصدر مرة آخرى والتواصل معه وإرسال سيارة.
- كيف تتعامل الإسعاف في المناطق الخطرة خاصة شمال سيناء؟
العاملون هناك يعيشون نفس الخطورة التي يعيش فيها رجال الجيش والشرطة. يتعرضون لطلقات نارية وتهديد مستمر، ولم يطلب أحد إنهاء عمله هناك، بل هناك الكثير في المحافظات من يريد العمل في شمال سيناء.
- هل تكفي سيارات الإسعاف هناك؟
نعم كافية بالنظر إلى حجم الخدمات القليلة.
-في بعض العمليات الإرهابية خارج مصر، استخدم إرهابيون سيارات إسعاف.. هل تخش من تكرار السيناريو في مصر؟
لم يحدث قبل ذلك استخدام سيارات الإسعاف في العمليات الإرهابية بمصر.. تم اختطاف سيارتي إسعاف في وقت سابق، وتم التعامل الفوري بإبلاغ الأمن.
رئيس الإسعاف: نستجيب للبلاغات خلال 15 دقيقة فقط.. والانتهاء من المقر الجديد في 2018
- كيف يتم استخدام الإسعاف الطائر؟
مصر بلد منبسطة وليست جبلية، والإسعاف الأرضي أهم من الإسعاف الجوي. الإسعاف الجوي له محددات مثل دواعي الإنقاذ في المناطق النائية، أو الإخلاء الطبي، وهذا يحدث بمعدل مرة أو مرتين شهرياً.
المصاب لا يحدد وسيلة نقله، واستخدام الإسعاف الطائر لشخصيات معينة يكون بناءً على طلبهم وبأجر.
- عقب الانتهاء من نظام الميكنة الجديد للإسعاف.. ما خطط التطوير المستقبلية؟
الانتهاء من المبنى الرئيسي للهيئة في مدينة 6 أكتوبر، وسيكون مركز عمليات ضخم يُدير الإسعاف على مستوى الجمهورية، ومن المتوقع الانتهاء منه خلال 2018، وسيحقق نقلة نوعية للإسعاف، وتقدمنا بدراسة لإعداد أكاديمية تخريج مُسعفين بدراسة 4 سنين وجاري الانتهاء منها وفقا لقانون الدولة.
رئيس الإسعاف: تكلفة نظام التتبع بلغت 42 مليون جنيه.. ونحتاج 1000 سيارة إضافية
- البعض يقول إن هناك تلاعبًا في أعداد المصابين والوفيات في بعض الأحداث الهامة.. ما تعليقك؟
لم يحدث مطلقًا، ولم استقبل أي توجيه بهذا الشأن خلال فترة رئاستي للهيئة. نعلن الأرقام بكل وضوح لأننا لسنا طرفًا في أي حادث، واتهام غير مقبول أن نفعل ذلك. نحن نتعامل مع أرقام المصابين والوفيات بكل شفافية.
فيديو قد يعجبك: